السبت, 08 حزيران/يونيو 2013 13:24 لندن " عدن برس " - إفتتح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رئيس مؤتمر الحوار الوطني اليوم أعمال الجلسة العامة الثانية للمؤتمر بحضور معالي الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمال بن عمر المبعوث الأممي إلى اليمن وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية. وأكد الرئيس هادي أن الجلسة العامة الثانية هي استمرار لخطوات بناء اليمن الجديد الذي يتطلب من الجميع إرادة قوية وعزماً لايلين ..وأن العودة إلى الوراء غير ممكنة بعد أن دارت عجلة الزمن إلى الأمام وبعد أن تداركتنا العناية الإلهية وأحيت فينا روح الحكمة وأحاطتنا برعاية الأشقاء والأصدقاء. وقال ان المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هي محور الحل السياسي والتي من خلال تطبيقها بكامل بنودها سوف نتمكن من التغيير والإصلاح وتحقيق آمال وتطلعات شعبنا اليمني العظيم في العدالة والمساواة والحرية والحكم الرشيد مشيرا إلى أن انعقاد الجلسة يأتي في ظل متغيرات ومستجدات وإنجازات إيجابية وخطوات كبرى تم قطعها بحمد الله في اتجاه رسم معالم اليمن الجديد وبهدف تحقيق أسباب النجاح لمؤتمر الحوار الوطني. واضاف انه بهدف توفير مناخات النجاح لفريق عمل القضية الجنوبية التي تعتبر مفتاح الحل للأزمة اليمنية أصدرنا قرارا رئاسيا بتشكيل لجنتي الأراضي والمبعدين المدنيين والعسكريين والعمل يسير بوتيرة عالية حرصاً منا على عودة الحقوق لأصحابها ورفع المظالم في أقصر فترة زمنية ممكنة تنفيذاً للنقاط العشرين التي أقرتها اللجنة التحضيرية للحوار. وأشار إلى ان نهج الوفاق الذي ارتضاه الجميع خيارا لابديل عنه سيظل ملازماً لنهج الحوار ليقود اليمن صوب آفاق التقدم والازدهار والنماء للخروج بها من أزماتها المستفحلة إلى رحاب التصالح والتسامح والوفاق والمحبة وتغليب المصالح الوطنية العليا بعزيمة كل أبنائه. وأكد ان ذلك هو رهاننا ورهان كل رجالات وأبناء هذا البلد الشرفاء المخلصين لأن اليمن لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات..مشيرا إلى أن هناك تحديات جسيمة والكثير من التراكمات السلبية وعلى رأسها مشكلة الإرهاب التي استغلت الأزمات الطاحنة التي مرت بها البلاد أسوأ استغلال .. موضحا بان الوطن مازال يعاني الكثير من الأخطار والصعوبات وموروثات الماضي التي تطل بين الحين والآخر بنوازع الشر وثقافة الهدم مستدعية معوقات الماضي. ودعا اعضاء وعضوات الحوار الوطني إلى أن يدركوا حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم وحجم الأخطار الجسيمة التي تواجه البلاد والتي تستدعي العمل بروح الفريق الواحد والتخلص من مكائد السياسة ومزايداتها ومغادرة الماضي بكل تفاصيله باعتبار أن المهمة الموكلة إليهم هي رسم معالم المستقبل. وخاطب اعضاء مؤتمر الحوار قائلا " لقد أنهيتم شهرين من العمل المتواصل بموجب ما نص عليه النظام الأساسي للمؤتمر ومضى برنامجكم كما هو مخطط له وهذا أمر مشرف ويبعث على التفاؤل ويؤكد الجدية الكاملة التي تتحلون بها.. فها نحن نفتتح اليوم معاً الجلسة العامة النصفية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي قطع منذ افتتاحه في 18 مارس الماضي ثمانين يوما وقد أثبتم جميعا أنكم عند مستوى المسؤولية الوطنية وكنتم على قدر عالٍ من الأمانة في مواجهة التحديات المتنوعة وأنتم تحاولون إخراج وطننا الحبيب من كل هذه الأزمات. واعرب الرئيس عبد ربه هادي عن الشكر والتقدير لمكتب مجلس التعاون الخليجي باليمن ومكتب المبعوث الأممي إلى اليمن ومنظمات الأممالمتحدة العاملة لدى بلاده والبنك الدولي ودول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ". ولفت الى ان هناك توصيات وقرارات لست فرق عمل تفاوت عددها بين ما يزيد عن 150 توصية وقرار في بعض الفرق وعشرين قراراً فأقل في بعض التقارير بحسب القضايا التي طرحت على طاولة الحوار.. بالإضافة إلى فرق عمل ثلاث أخرى كانت مخرجات تقاريرها أقرب ما تكون لملخصات لما دار من نقاشات وحوارات وعكست تصورات ورؤى المكونات السياسية والمستقلة حول قضايا هذه الفرق. وعبر الرئيس اليمني في ختام كلمته عن الشكر والعرفان لقادة مجلس التعاون الخليجي الذين قدموا خارطة الطريق للخروج باليمن إلى بر الأمان عبر التسوية السياسية الممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وفي المقدمة المملكة العربية السعودية الشقيقة وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على ما قدموه من دعم سياسي واقتصادي سخي .. كما عبر عن الشكر لأصدقاء اليمن في المجتمع الدولي وفي مقدمتهم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على رعايتهم الكبيرة ووقفتهم الجادة إلى جانب بلاده في الفترة العصيبة التي مرت بها. من جانبه أكد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر أنه لمس جهودا كبيرة من قبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومن هيئة الرئاسة والأمانة العامة لمؤتمر الحوار ومن فرق العمل لتسهيل أعمال المؤتمر والمضي على طريق النجاح. وقال إن اليمنيات واليمنيون يتطلعون إلى دستور يحفظ حقوقهم جميعاً من دون تمييز ويتطلعون كذلك إلى انتخابات لا تعيد إنتاج نظام سابق بل تؤسس نظام حكم جديد ليمن جديد يسوده القانون والديموقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد ويعزز مفهوم المواطنة ويتيح التنافس النزيه على أساس المساواة والحرية وتداول السلطة. ودعا مجددا إلى تنفيذ التزامه التواصل مع جميع الفعاليات الجنوبية للانضمام إلى الحوار.. وقال أنه على الرغم من التحديات التي قد تظل قائمة فانه على ثقة أن الحكمة اليمانية والإرادة السياسية ستنتصران في النهاية لما فيه خير اليمن وشعبه.. وجدد تأكيده أن مجلس الأمن الدولي سيواصل دعم العملية السياسية وجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي كما أكد مواصلة الأممالمتحدة وضع اليمن في مقدمة أولوياتها وتوظيف الموارد والخبرات الضرورية لإنجاح هذه التجربة وكذا مواصلة التعاون الوثيق والبنّاء مع دول مجلس التعاون ومعالي الأمين العام للمجلس الدكتور عبد اللطيف الزياني الذين يبذلون مساع حثيثة ويقدمون دعما كبيرا لليمن وكذا التعاون مع مجموعة الدول العشر وأصدقاء اليمن. وطلب المبعوث الأممي من المتحاورين ان يدركوا حجم الإنجازات التي تحققت بانتقال السلطة عبر عملية تفاوضية سلمية وحوار وطني نموذجي في إطار تجارب دول الربيع العربي .. معبرا عن افتخاره بأن اليمنيات واليمنيين باتوا قدوة لجميع شعوب المنطقة وأن تضحياتهم لن تذهب هباءً وأنهم لن يكونوا إلا حلفاء النجاح.