د. محمود إبراهيم الدوعان دشن سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل محطة التحلية الجديدة والتي نفذتها المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 240 ألف متر مكعب من المياه وتعمل بالتناضح العكسي وهو أفضل أنواع التحلية، وكل هذه الكمية موجهة لمحافظة جدة. وهذه والله إضافة جيدة وكمية كافية لتغطية احتياجات الطلب المتزايد على المياه في هذه المحافظة العطشى والتي يقدر عدد سكانها بأكثر من أربعة ملايين نسمة. جدة في الوقت الراهن تستهلك حوالي مليون متر مكعب من المياه، والكمية المضافة تمثل ربع ما تستهلكه محافظة جدة من المياه، وهي تغطي العجز الدائم الذي يعانيه معظم سكانها خاصة في أوقات الذروة (الصيف والمواسم ) في الإجازات ومواسم الحج والعمرة، حيث يقتطع جزء من إمداداتها من محطة الشعيبة الذي يوجه إلى مكةالمكرمة خاصة في موسم الحج لتغطية متطلبات الحج والحجاج. هذه الزيادة من المياه جاءت في وقتها لأن جدة بطبيعتها جافة، ولا يوجد فيها مياه آبار عميقة، ومعظم عيون وآبار الأودية المحيطة بها جفت، ولم يبق لنا سوى رحمة الله ثم مياه التحلية لإخراج هذه المحافظة من أزمة المياه ومعاناتها الطويلة مع العجز المائي سواء من مصادرها التقليدية أو البديلة. الآن الكرة في ملعب سكان العروس فكميات المياه المضافة كافية بإذن الله وسوف تغطي العجز الماثل الذي يعاني منه معظم السكان، وهي كمية كافية إذا أحسنا استخدامها، وتصرفنا مع هذه السلعة الغالية بما يرضي الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - حيث نقتصد في الاستعمال ونأخذ منه قدر احتياجاتنا، وأعتقد بأننا لن نصل للهدف المنشود وهو وفرة الماء لكل مواطن في هذه المحافظة، وهو الهدف الأسمى الذي وعد به حكام هذه البلاد منذ تولي الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - مقاليد الحكم ومن بعده أبناؤه الكرام - رحمهم الله - حتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - بأن يحصل المواطن والمقيم على الماء بدون عناء، ولكن كما أسلفت لن نصل للهدف المنشود إذا لم نرشد في استخدام الماء ونحسن التصرف فيه. القدوة الحسنة لنا في اتباع سياسة الترشيد هو نبينا الهادي البشير سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث مر بالصحابي الجليل سيدنا سعد وهو يتوضأ، فقال له المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام « لا تسرف» فقال الصحابي الجليل متعجبا: أفي الوضوء سرف؟ فقال المصطفى: نعم، وإن كنت على نهر جار» . هذا التوجيه الكريم يحثنا على الاقتصاد في استعمال الماء وعدم الإسراف فيه حتى لو توفر لنا بكميات كبيرة تفوق احتياجاتنا، فبدون الترشيد وحسن الاستخدام لن يكفينا الماء ولو أضفنا مليون متر مكعب أخرى للموجود، لذا فيجب أن نرشد ليس في منازلنا فحسب ولكن في كل أوجه الحياة، فلا سعادة ولا استقرار بدون وجود عنصر الحياة ومقومها الأول وهو الماء، ولن تستقيم أمور الإنسان إذا انعدم وجود الماء أو صعب الحصول عليه، فنحن مقبلون على شهر رمضان المبارك يرافقه موسم الإجازات مصحوبا بزوار جدة القادمين إليها من كل مكان، إضافة إلى موسم العمرة والحج وكلها تأتي في أيام أشهر الصيف الملتهبة التي يزيد فيها الاستهلاك بكميات كبيرة ومضاعفة عن بقية الشهور. نريد أن يسعد جميع سكان العروس بهذه النعمة المضافة ويشكرون الله عليها ولمن أجراها وعمل عليها، لأنها سوف تحل مشكلة عانى الناس منها كثيرا وسوف تغنينا عن الوقوف عند الأشياب، أو انتظار الوايتات خاصة خلال الأشهر الحارة وفي شهر رمضان بالذات. هذه مكرمة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – لسكان العروس والقادم أفضل بإذن الله ، فهل سنحسن في استخدام الماء واستعماله بما يرضي الله ورسوله؟ حتى نرتاح جميعا من معاناة البحث عن الماء، ونشعر جميعا براحة البال والطمأنينة بأن الماء سوف يصلنا بكل سهولة ويسر. هذا ما نتمناه ونرجوه. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain