اكد الباحث في الهيئة العامة للمواد المائية المهند سعبد الله احمد سيف صالح- ان ازمة مياه تعز سببها بالأساس فشل السياسات المائية, داعيا إلى وضع سياسات مائية تهدف إلى الحفاظ على مخزون المياه الجوفية في وديان المحافظة. وقال الباحث- في سياق محاضره له القاها على قاعة منتدى السعيد الثقافي بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز تحت عنوان (كيف يمكن بناء مصادر متكاملة لمياه تعز؟): إن الزحف العمراني وتحويل الأودية إلى مناطق سكنية سوف يؤدى إلى القضاء على الخزانات المائية التي تغدي المدينة والتي أهمها وادي الضباب و الحوجلة وأسفل الحمية. واستعرض صالح مصادر المياه المختلفة بالمحافظة مثل الضباب والحوجلة والحيمة علاوة على الإجراءات الواجب إتباعها من اجل الحفاظ على هذه الأودية والإسراع بإعلان هذه الأودية كمحميات بأسلوب علمي وشراء الأراضي بسعر الزمان والمكان، وإيجاد نظام لتغذية المياه الجوفية باستخدام ألموارد المتاحة حاليا, وإيجاد شراكة بين المؤسسة المحلية للمياه والمجلس المحلى ومنظمات المجتمع المدني والعمل على إنشاء الوقف الخيري المائي. كما تناول الباحث في دراسته قضية التحلية, مؤكداً ان التحلية سوف تغطي العجز الحاصل بالمياه وبسعرها الحقيقي كما ستساهم في تحسين نوعية المياه الداخلة بالمجاري، مما سيجعل المياه المعالجة بالمجاري ذات نوعية ممتازة, موضحا ان الاحتياج المائي للمدينة للاستخدامات المنزلية حسب تقديرات قطاع المياه ب50 لتراً في اليوم للفرد الواحد على مستوى المناطق الحضرية في اليمن وبتعداد سكاني يقارب 500 الف نسمة وكذلك بفاقد عالمي مسموح به يقدر ب20% حوالي 30000 متر مكعب في اليوم.
واشار الى إن كميات الإمطار التي تسقط على تعز تصل إلى متوسط سنوي 500 مم وهى كمية مناسبة ومشجعة لعملية حصاد مياه الأمطار على مستوى المنازل، وكذلك على مستوى الأماكن العامة مثل المدارس والمصانع والمعاهد والمستشفيات حيث أنها سوف تغطى الاحتياجات المنزلية خلال موسم الأمطار لفترة تصل عدة أشهر، مطالبا- في ختام دراسته- بالضغط على متخذي القرار للإسراع في اتخاذ إجراءات سريعة من اجل الاستفادة من مياه الإمطار والخروج من الأزمة التي تعيشها المدينة.