لم تعتد البرازيل منذ اعتماد التصنيف الشهري للإتحاد الدولي لكرة القدم، إلا أن تكون المتسيّدة لكل المنتخبات المنضوية تحت لواء الفيفا، او ضمن المراتب الاولى في حال تقاعست لسبب ما. ريو دي جانيرو (مواقع) لكن منتخب السامبا أذهل محبيه حين بدأ مسلسل التراجع ليحتل المركز الثاني والعشرين هذا الشهر، وهو الأسوأ في تاريخه، بعدما بقي لسنوات طويلة في مقدمة الترتيب العالمي. وفي الحقيقة أن الفوز الودي الذي حققه المنتخب البرازيلي أمس على نظيره الفرنسي بثلاثة أهداف دون رد، لا يعبّر بالضرورة عن الواقع الذي بات يعيشه المنتخب الفائز بكأس العالم خمس مرات. ولا شك ان هناك عوامل كثيرة ساهمت في هذا التراجع خاصة وأن البرازيل لم تفز بأي لقب منذ إحرازها كأس القارات عام الفين وتسعة في جنوب أفريقيا، ومن تلك العوامل إعتزال جيل كامل من اللاعبين الذي توّجوا مسيرتهم بالفوز بكأس العالم للمرة الاخيرة في كوريا الجنوبية واليابان عام الفين واثنين، ثم فشل المدربين المتعاقبين حتى استنجد البرازيليون مجدداً بالعجوز لويس فيليبي سكولاري صاحب الانجاز في القارة الآسيوية. وبقي المنتخب البرازيلي يتأرجح بين المركزين الأول والثاني حتى قبل إنطلاق نهائيات كأس العالم الفين وعشرة في جنوب أفريقيا. وعقب خروجه من الدور ربع النهائي في المونديال الأفريقي أمام هولندا، لم يغادر منتخب السامبا قائمة العشرة الأوائل، إلا أن فشله في عبور ربع نهائي كوبا اميركا عام الفين وأحد عشر بخسارته أمام الباراغوي بركلات الترجيح، ثم عدم خوضه أية بطولة رسمية أو تصفيات كأس العالم بحكم أنه المستضيف للمونديال المقبل، أدى لتراجعه بشكل مخيف حتى بلغ المركز الثامن عشر مع نهاية العام المنصرم. وخاض المنتخب البرازيلي سبع مباريات ودية في عام الفين وثلاثة عشر، لكنه لم يتمكن من تذوق طعم الفوز سوى مرتين فقط، كان آخرها امام نظيره الفرنسي يوم أمس. ولأن البرازيل هي البرازيل فإن التصنيف الأخير الذي أعلنه الإتحاد الدولي لكرة القدم لشهر حزيران الحالي، طرح الكثير من علامات الإستفهام عن قدرة سكولاري على إعادة المنتخب إلى وضعه الطبيعي من الآن وحتى نهائيات كأس العالم في العام المقبل. ولعل بطولة كأس القارات التي تستضيفها البرازيل يوم السبت المقبل قد تكون فرصة من أجل العودة تدريجياً الى الامام في التصنيف، لأنه من غير المعقول أن تكون منتخبات مثل كرواتيا، كولومبيا، الإكوادور، روسيا، بلجيكا، ساحل العاج، سويسرا، البوسنة والهرسك، اليونان، المكسيك، الدانمارك وغانا أفضل تصنيفاً من المنتخب البرازيلي، الذي لطالما كان على مر السنوات الماضية "سحر" كرة القدم ومِلحها. لكن وعلى الرغم من كل ما تناولناه فإن البرازيليين لم يقدموا في الآونة الأخيرة المستوى المعروف عنهم، وهو ما ظهر خلال المباريات التي خاضوها هذا العام، وبالتالي فإن ذلك قد ينعكس سلباً على ما سيقدمه رجال سكولاري في بطولة القارات في ظل المنتخبات المشاركة والطامحة للقب قاري ومنها إسبانيا بطلة العالم وأوروبا، إيطاليا، المكسيك والأوروغواي.