جرح 17 إسرائيليا، أمس، بتفجير حافلة وسط تل أبيب، بحسب ما أعلنت خدمات الطوارئ في إسرائيل، بينما وصفه مسؤول إسرائيلي ب«الاعتداء الإرهابي»، وباركته حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) و«الجهاد الإسلامي»، فيما استشهد ثمانية فلسطينيين، أمس، بغارات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، واستشهد تاسع متأثراً بإصابة سابقة، لترتفع حصيلة الضحايا مع دخول الهجوم الإسرائيلي يومه الثامن إلى 148 شهيدا، وأكثر من 1100 جريح، وضربت غارة جوية سلسلة فنادق مواجهة للبحر، يقيم فيها حاليا معظم مراسلي وسائل الإعلام الدولية، وسببت حفرة يبلغ عمقها أمتاراً عدة، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن نحو 1500 غارة جوية بسلاح الجو على القطاع منذ بدء عملية «عمود السحاب»، التي أصابت نحو 1400 هدف، وأضاف «فيما أُطلق من قطاع غزة باتجاهنا منذ بدء العملية نحو 1466 صاروخا، سقط منها 908 في إسرائيل، واعترضت منظومة القبة الحديدة نحو 421 صاروخا». وتفصيلاً، أشار متحدث باسم منظمة «نجمة داود الحمراء» للطوارئ، بأن هناك إصابة بين متوسطة وخطيرة بين ركاب الحافلة، بينما أصيب سبعة أشخاص بجروح طفيفة في الانفجار، وهناك ستة يعالجون من «الصدمة». ووصف أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الانفجار بأنه «اعتداء إرهابي». من جهة أخرى، أعلن تلفزيون الأقصى التابع ل«حماس»، أن الحركة «تبارك العملية الاستشهادية» في تل أبيب، وتؤكد أنها رد طبيعي على مجزرة عائلة الدلو، التي قتل كل أفرادها في غارة إسرائيلية على القطاع. وكتب على شريط على شاشة «الأقصى»، «(حماس) تبارك العملية الاستشهادية، وتؤكد أنها رد طبيعي على مجزرة عائلة الدلو واستهداف المدنيين الفلسطينيين». وقالت حركة الجهاد الإسلامي إنها «تبارك العملية، وتعتبرها انتصارا لضحايا غزة، وترى فيها أيضا إنجازا إضافيا للمقاومة، بعد نجاحها في قصف تل أبيب». وشهدت غزة احتفالات في المساجد وتكبيراً، بعد انفجار تل أبيب، تخللها إطلاق نار في الهواء ابتهاجا في مدينة غزة. في المقابل، أعلنت خدمات الإسعاف والطوارئ بغزة، عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، هم طلال العسلي وابناه أيمن وعبير في غارة على بيت حانون شمال قطاع غزة، فيما استشهد رابع بغارة استهدفت منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع، كما استشهد الطفل محمود أبوخوصة (13 عاماً)، بغارة على شارع النفق في غزة. واستشهد المسن إبراهيم أبونصر (80 عاما)، وحفيدته أميرة أبونصر (14 عاما)، وأصيب نجله بغارة استهدفتهم، كما استشهد الطفل أحمد عوض أبوعليان (15 عاما)، من بلدة بني سهيلا، متأثرا بجروح أصيب بها قبل أربعة أيام. كما استشهد فلسطينيان وأصيب خمسة آخرون على الأقل، في غارات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، بعد غارات فجر أمس، استهدفت مقار حكومية وشرطية وأراضي زراعية. وقالت خدمات الإسعاف والطوارئ بغزة، إن المواطن مصطفى عوض أبواحميدان (23 عاما) من جباليا استشهد، وأصيب ثلاثة آخرون في قصف استهدفهم وسط البلدة، فيما استشهد المواطن عبدالله عسلية بقصف استهدف منطقة تل الزعتر، شمال قطاع غزة. في غضون ذلك، فتحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) مدرستين في شمال قطاع غزة، لإيواء آلاف المشردين الفلسطينيين، جراء القصف الذي يستهدف المناطق الحدودية شمال القطاع. وقال مصدر حقوقي إن نحو 3500 فلسطيني لجأوا إلى المدرستين، وإحداهما هي مدرسة الفاخورة، التي شهدت استشهاد قرابة ال40 فلسطينيا في غارة استهدفتها خلال حرب 2008 2009، أثناء إيوائها آلاف المشردين في حينه. وذكر المصدر، أن طائرات إسرائيلية ألقت منشورات تحذيرية، تطلب من السكان إخلاء منازلهم، كما أجرت اتصالات هاتفية بآخرين، تطلب إخلاء منازلهم وسط مخاوف من استعداد القوات الإسرائيلية، لتنفيذ عملية برية واسعة، إذا فشلت جهود إعلان تهدئة. وفي وقت سابق، قال مصدر أمني وسكان محليون إن طائرات إسرائيلية قصفت بما لا يقل عن خمسة صواريخ شديدة الانفجار، مجمع أبوخضرة الحكومي، وسط مدينة غزة، ما تسبب في تدمير أبنيته كافة، وإلحاق أضرار بالغة بالمباني السكنية المحيطة، كما تضرر مكتب قناة «الجزيرة» الفضائية القريب من المكان. وشنت طائرات إسرائيلية خمس غارات، مستهدفة مقر الشرطة الرئيس في خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى تدميره بالكامل وإصابة خمسة مواطنين بجروح، بينهم أحد أفراد الشرطة. ونفذت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 30 غارة أخرى، استهدفت منازل وأراضي زراعية وأنفاق رفح، موقعة المزيد من الدمار، كما استهدفت جسرين وسط قطاع غزة، أحدهما الجسر المقام على طريق البحر ويفصل بين وسط القطاع ومدينة غزة، فيما الجسر الثاني مخصص للمشاة في منطقة المغراقة جنوبغزة. وفي إطار سياسة استهداف المنازل، التي تعود لناشطين فلسطينيين، قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل القيادي في كتائب القسام، أمجد أبوالنجا، شرق خان يونس، ومنزل محمد الحميدي في مخيم النصيرات وسط القطاع. وأعلن ناطق إسرائيلي أن سلاح الجو دمر 25 هدفاً في قطاع غزة، من بينها شبكة من أنفاق التهريب التي استخدمت لنقل الغاز والنفط إلى القطاع، إلى جانب تدمير منصات إطلاق صواريخ ومواقع لإنتاج المعدات الحربية ومبانٍ عدة تستخدمها «حماس». وذكر أنه في إحدى الغارات استشهد يونس شلوف، الذي كان مسؤولاً عن إطلاق الصواريخ باتجاه مدينة إيلات قبل بضعة أشهر. وفي المقابل، واصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق القذائف الصاروخية تجاه البلدات والمواقع الإسرائيلية، فيما تعتبره «ردا على العدوان الإسرائيلي». وأعلنت كتائب القسام الذراع المسلح لحركة «حماس»، أنها قصفت أسدود جنوب إسرائيل بخمسة صواريخ غراد، وقالت في بيان إنها قصفت، أول من أمس، أهداف إسرائيلية ب224 قذيفة صاروخية. وأقرت إسرائيل بمقتل إسرائيليين أحدهما جندي، وأصيب 17 آخرون بجروح، جراء سقوط القذائف الفلسطينية على جنوب إسرائيل.