يبدو انه من الافضل للادارة الاميركية ان تتولى السلطة حكومة في ايران قادرة على اتخاذ القرار، لا حكومة تتصارعها الازمات وتنشغل بالصراعات الداخلية، ولا يمكنها ان تتخذ القرار في مجالات الامن الوطني. طهران (فارس) قامت مؤسسة ابحاث اميركية مؤخرا بدراسة تقييمية، استنتجت من خلالها ان الاستراتيجية الرئيسية للادارة الامريكية تجاه الانتخابات الرئاسية الايرانية، لا تتمثل في إثارة التمرد والاضطرابات. وأكدت مؤسسة راند التابعة للقوة الجوية الاميركية، والتي تجري منذ فترة طويلة دراسات استراتيجية واستشارية بطلب من الادارة الامريكية، اكدت في احدث دراساتها بشأن ايران، أن الادارة الاميركية لا ترغب كثيرا بوقوع اضطرابات مشابهة لأحداث عام 2009 في ايران، لأنها تعتقد ان مثل هذه الاضطرابات تسلب من ايران القدرة على اتخاذ القرارات، ولذلك فإنها غير مفيدة بالنسبة للادارة الاميركية التي بصدد دفع ايران على اتخاذ قرار هام بشأن برنامجها النووي. وقال علي رضا نادر، كاتب هذه الدراسة، اذا وقعت اضطرابات في الانتخابات الايرانية المقبلة، فسيحدث التشتت في البلاد، وسيختل نشاط الحكومة، وسيكون من الصعب اتخاذ اي قرار جاد. ويرى بعض المحللين في ايران، ان هذه القضية هامة للغاية، لأنها تحدد بالتالي هل ان الاستراتيجية الحقيقية لاميركا تجاه الانتخابية الايرانية تتمثل في إثارة التمرد ام لا؟ كما يرى بعض المحللين الايرانيين ان الادارة الاميركية لا يمكنها اولا اثارة اضطرابات شبيهة لما حدث في عام 2009، وثانيا انها لا ترغب بذلك، لأنها تعتقد ان اثارة فتنة اخرى سيخلّ بقدرة النظام على اتخاذ قرار استراتيجي في مجال السياسة الخارجية والامن الوطني، وهذا يتعارض مع استراتيجية اميركيا التي تسعى الى دفع ايران لتغير من سياستها وسلوكها في المجال النووي، من خلال المزج بين الضغط والتفاوض. وقال خبير في طهران، يبدو انه من الافضل للادارة الاميركية ان تتولى السلطة في ايران حكومة قادرة على اتخاذ القرار، لا حكومة تتصارعها الازمات وتنشغل بالصراعات الداخلية ولا يمكنها ان تتخذ القرار في مجالات الامن الوطني. واضاف هذا الخبير، طبعا ان هذا قد يتناقض مع استراتيجية "اسرائيل"، لأنه من الواضح ان الاسرائيليين يسعون بشدة لإثارة التوتر وليس ايجاد حل للقضايا. /2926/