استمر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس التي تدير قطاع غزة يوم الخميس رغم أجواء عدم الثقة بين الجانبين التي تلقي بظلالها على قوة احترام الطرفين للاتفاق. وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إنه حتى بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مساء الأربعاء أطلق عدد من الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل وسقطت جميعها في مناطق مفتوحة. وفي غزة أفاد شهود عيان بأن انفجارا وقع بعد فترة وجيزة من دخول التهدئة حيز التنفيذ الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت جرينتش) غير أنه لم يحدث أي خسائر بشرية ولم يتضح بعد سبب الانفجار. ونجح اتفاق التهدئة في منع إسرائيل من اجتياح قطاع غزة في أعقاب عمليات القصف وإطلاق الصواريخ التي أودت بحياة خمسة إسرائيليين ونحو 160 فلسطينيا من سكان القطاع بينهم 37 طفلا. من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن حركته ستحترم التهدئة إذا احترمتها إسرائيل ولكنها سترد على أي انتهاكات. وأضاف مشعل أن حماس ملتزمة بالاتفاق ما التزمت به إسرائيل وإن لم تلتزم به إسرائيل فإن "أيدينا على الزناد". وقال إن "المقاومة الفلسطينية في غزة وفي كل مكان خرجت من المعركة رافعة الرأس بعد هزيمة إسرائيل" مضيفا أن الإسرائيليين "فشلوا في مغامرتهم"، حسب تعبيره. المقاومة الفلسطينية في غزة وفي كل مكان خرجت من المعركة رافعة الرأس بعد هزيمة إسرائيل وعلى الجانب الأخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه وافق على "اغتنام هذه الفرصة من أجل تهدئة طويلة" غير أنه أضاف أن الأمر قد يتطلب تبني نهج أكثر صرامة في المستقبل. وتابع قائلا "أعلم أن بعض المواطنين يتوقعون عملا عسكريا أشد قسوة وربما نحتاج لذلك." وذكر مكتب نتانياهو أن رئيس الوزراء، الذي يواجه انتخابات برلمانية في يناير/كانون الثاني، بعث برسالة مماثلة في وقت سابق خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وفي حال استمرار التهدئة، التي توسطت فيها مصر ودعمتها الولاياتالمتحدة، فإن سكان غزة البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة سيلتقطون أنفاسهم بعد أيام من تعرضهم لهجمات جوية شرسة كما سيتوقف وابل الصواريخ التي يطلقها النشطاء الفلسطينيون وأثارت ذعر مليون شخص في جنوب إسرائيل ووصلت إلى تل أبيب والقدس للمرة الأولى. وعقب إعلان التهدئة انطلقت مكبرات الصوت في مساجد غزة تهتف "الله أكبر" وتهنئ سكان القطاع بما اعتبروه نصرا على إسرائيل. وبعد مرور 15 دقيقة من إعلان التهدئة دوى صوت إطلاق النار في الهواء احتفالا في الشوارع المظلمة التي امتلأت تدريجيا بحشود تحمل أعلاما فلسطينية. وبدأت النساء في إطلاق الزغاريد من النوافذ بينما أضاءت الألعاب النارية سماء القطاع. وعلى الجانب الآخر من الحدود ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن بعض الإسرائيليين نظموا احتجاجات ضد اتفاق التهدئة خاصة في بلدة كريات ملاخي التي قتل فيها ثلاثة أشخاص بصاروخ أطلق من غزة أثناء الصراع. وينص اتفاق التهدئة على التزام الجانبين بوقف كل الأعمال العدائية بحيث تحجم إسرائيل عن أي قصف أو توغلات أو استهداف للمدنيين فضلا عن تخفيف القيود الإسرائيلية المفروضة على سكان قطاع غزة بينما توقف جميع الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ وشن الهجمات عبر الحدود.