خرج الآلاف من سكان قطاع غزة من مختلف الفصائل الفلسطينية ظهر الخميس في مظاهرات احتفالية عارمة جابت مختلف مناطق القطاع، والميادين العامة احتفالا بإنجاز اتفاق التهدئة وما يقولون إنه انتصار للمقاومة. ووصل المئات من أنصار حركة فتح رافعين أعلام الحركة ومرددين شعارات تدعو للوحدة الوطنية وتشيد بما حققته المقاومة المسلحة مع إسرائيل، إلى مقر المجلس التشريعي، حيث من المقرر أن يلتحق بهم الآلاف من أنصار حماس للاحتفال أيضاً. ودعت حركة حماس وسائل الإعلام لتغطية ما وصفته بمسيرات الانتصار التي ستخرج بعد ظهر اليوم في كافة محافظات قطاع غزة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. المئات يحتفلون بالهدنة
وأعلنت حكومة هنية أنها ستجتمع اليوم أيضا برئاسة إسماعيل هنية الذي من المقرر أن يوجه خطابا للشعب الفلسطيني في أعقاب الاجتماع الذي سيكون في مركز رشاد الشوا الثقافي، وليس بمقر الحكومة الذي دمرته إسرائيل قبل عدة أيام. ودعت الحركة سكان القطاع الى زيارة اسر القتلى والجرحى هذا اليوم. إسرائيل وفي اسرائيل، خرجت مظاهرات صغيرة ومتفرقة - كما في بلدة كريات ملاشي الجنوبية التي قتل فيها ثلاثة اسرائيليين جراء القصف الصاروخي - للاحتجاج على اتفاق وقف اطلاق النار. وقال المحتجون الاسرائيليون إنه كان على الجيش ان يضرب حماس بشدة، كما ادانت لافتات رفعها المتظاهرون "بعقد صفقات مع ارهابيين." وقال الجيش الاسرائيلي إن المدارس التي تقع على مسافة 40 كيلومترا او اقل من حدود قطاع غزة ستبقى مغلقة اليوم الخميس رغم سريان الهدنة. وتقول اسرائيل إنها استهدفت 1500 "موقعا ارهابيا" خلال العملية العسكرية التي نفذتها قواتها الاسبوع الماضي، مضيفة ان قائمة الاهداف ضمت 30 قياديا و980 منصة لاطلاق الصواريخ و140 نفق تهريب. مجلس الأمن دعا مجلس الامن التابع للامم المتحدة اسرائيل وحركة حماس إلى التقيد بإتفاق وقف اطلاق النار وأثنى على جهود الرئيس المصري محمد مرسي وآخرين لتوسطهم في الاتفاق. وقال المجلس في بيان إنه "يستنكر الخسائر في ارواح المدنيين الناتجة عن هذا الوضع ويجدد الحاجة الى إتخاذ اجراءات مناسبة لضمان سلامة وامن المدنيين وحمايتهم طبقا للقانون الانساني الدولي." وقال بيان مجلس الامن "اعضاء المجلس يناشدون الاطراف التقيد بالاتفاق والعمل بشكل جدي لتنفيذ بنوده بنية صادقة،" مضيفا ان "اعضاء المجلس يشيدون بقوة بجهود الرئيس المصري مرسي واخرين لتحقيق وقف اطلاق النار."وأشاد البيان ايضا بجهود الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي زار المنطقة هذا الاسبوع، ودعا المجتمع الدولي الى تقديم مساعدة طارئة -بما في ذلك امدادات غذائية وطبية- للفلسطينيين في غزة. اتفاق الهدنة سيلتزم الطرفان بحسب الاتفاق بإنهاء العمليات العسكرية
وكان اتفاق لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحركة حماس المسيطرة على مقاليد الامور في قطاع غزة قد دخل حيز التنفيذ مساء الاربعاء. وتلتزم اسرائيل بموجب الاتفاق بانهاء عملياتها الحربية والاغتيالات التي استهدفت من خلالها قيادات فصائلية، بينما التزمت حركة حماس بالكف عن مهاجمة المدن والبلدات الاسرائيلية. وكان 157 شخصا على الاقل قد قتلوا منذ اندلاع الجولة الاخيرة من القتال بين الطرفين في الاسبوع الماضي. وواصل الطرفان تبادل اطلاق النار حتى الساعة التاسعة من مساء الاربعاء موعد سريان الاتفاق، ولكن لم يبلغ عن وقوع اي خروقات منذ ذلك الوقت. وجاء الاعلان عن التوصل الى اتفاق وقف النار خلال مؤتمر صحفي في القاهرة بين وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مقر رئاسة الجمهورية المصرية.وقال كامل عمرو إن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ في تمام الساعة السابعة بتوقيت غرينتش. وأوضح "الجهود الذي بذلت أسفرت عن التوصل إلى اتفاق وقف القتال وإعادة الهدوء ووقف سفك الدماء الذي استمر طوال الفترة الماضية". وقال مصدر مصري مقرب من المفاوضات إن الاتفاق يتضمن "إنهاء الاغتيالات وعمليات التوغل الإسرائيلية في غزة وتسهيل حركة الفلسطينيين". وأشاد البيت الأبيض بما وصفه بجهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى الهدنة. وقال إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد لنتنياهو تعهده بالسعي إلى توفير التمويل لبرنامج دفاع صاروخي مشترك بين تل أبيب وواشنطن لحماية إسرائيل. ورحب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بالاتفاق. وحث في بيان رسمي "كل الأطراف على الوفاء بالتزاماتها". وأشاد بالرئيس المصري محمد مرسي وحكومته لما وصفها بجهودهما المكثفة والقيادة التي أبدياها. كما أثنى على "الدور" الذي لعبته وزيرة الخارجية الأمريكية وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون. وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه أبلغ أوباما بأنه مستعد لاعطاء فرصة لانجاح الاقتراح المصري لوقف اطلاق النار من اجل اعطاء فرصة للاستقرار وتهدئة الوضع قبل ان يكون هناك حاجة لاستخدام المزيد من القوة. واعرب نتنياهو عن" تقديره العميق" لدعم اوباما لاسرائيل خلال العملية ومساهمته في نظام القبة الحديدية. وشدد نتنياهو على ان اسرائيل ستأخذ كل الخطوات المطلوبة لحماية المدنيين الاسرائيليين. "أسلحة إيرانية" وفي مؤتمر صحفي في القاهرة، قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن اتفاق وقف إطلاق النار ينص على فتح كل المعابر من وإلى غزة. وأشاد مشعل بإيران رغم ماقال إنها خلافات معها بشأن سوريا. وأشار إلى دعم إيرانلفلسطينييغزة بالسلاح والمال. وقال مشعل "إن مصر قامت برعاية بروح الدولة المحترمة والتي لا تنسى روحها العربية،" وان "إسرائيل فشلت في كل مراميها وأهدافها والعالم كله طلب من مصر رعاية تهدئة." واضاف "نستطيع أن نعدد ما قام العدو بتدميره وكان هدفهم ترميم قدرتهم على الردع ولكنهم فشلوا، فالعدو كسر الهدنة وحاول خداعنا وخداع المصريين ووقفنا للرد على العدوان. ما حدث هو عدوان لئيم غادر استوجب الدفاع والرد واسرائيل خضعوا واضطروا لقبول الهدنة." وقال "ما حدث بداية لسلسلة انهزامات لإسرائيل." وعبر محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، من جانبه عن دعمه ومساندته لوقف إطلاق النار "حقنا لدماء شعبنا ومن أجل منع استمرار العدوان الإسرائيلي ضد غزة الصامدة". ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن عباس قوله" هذا الموقف يستدعي مواصلة الجهود لتعزيزه، وعدم تكرار هذه الأعمال العدائية الإسرائيلية، وفك الحصار عن قطاع غزة". وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تعتبر أن أية خطوات لاحقة لتعزيز التهدئة يجب ألا تنال من مصالح شعبنا ووحدة كيانه الوطني في الضفة الغربيةوغزة. ودعا إلى "تفويت الفرصة على أية محاولات إسرائيلية ترمي إلى عزل القطاع عن وحدة أراضي الوطن". تغريدات عن الهدنة
**ليز دوسيت مراسلة بي بي سي ، غزة يمكن سماع دوي "الله اكبر" في غزة وسط اصوات الطائرات بدون طيار بعد اعلان الهدنة. **بكار الحسن ، مواطن ، فلسطين الشيء الجديد بخصوص هذه الهدنة هو انها تجعل حماس طرفا في أي مفاوضات **مروة، مواطنة فلسطينية، غزة ما الفائدة من هدنة إذا ما كانت غزة تبقى محاصرة؟ اين تذهب دماء الشهداء؟ **جمال الشيال، صحفي الآن يمكن ملاحظة اهمية مصر كدولة حرة وديمقراطية في المنطقة ومساعدتها لبناء عالم افضل.