ساد الهدوء قطاع غزة، ما يشير إلى التزام إسرائيل وحماس باتفاق وقف إطلاق النار الذي لقي ترحيبا عربياً ودولياً واسعاً، وسط آمال في أن يكون الحل "أكثر ديمومة"، وفيما هددت إسرائيل باستئناف الهجمات في حال عدم التزام حماس بالاتفاق، قررت حكومة حماس اعتبار هذا اليوم عيدا وطنيا. فعلى الصعيد العربي رحبت جامعة الدول العربية في بيان أصدرته اليوم الخميس باتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه مساء أمس برعاية مصرية. وأكدت الجامعة ضرورة تنفيذ البند الخاص بفتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية. وقالت الجامعة إن اللحظة مواتية لدفع الجهود وتكثيف التحرك العربي من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية لأن الرأي العام الفلسطيني والعربي لن يتسامح مع أي طرف يحاول عرقلة جهود تحقيق هذه المصالحة. وشددت الجامعة في بيانها على أن تحقيق المصالحة الفلسطينية ضرورة وطنية لاستعادة وحدة الصف الفلسطيني وإعادة الروح للمؤسسات الوطنية الفلسطينية والبرنامج الوطني الفلسطيني المستقل مثلما تشكل ركيزة أساسية لاستعادة المبادرة والتحرك الفلسطيني والعربي الفعّال على الساحة الدولية خلال الفترة المقبلة. وكان مجلس الجامعة في اجتماعه الوزاري الأخير الذي ناقش فيه العدوان الإسرائيلي على غزة أكد دعمه للجهود المصرية التي رمت لوقف العدوان وتحقيق التهدئة في قطاع غزة. ورحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إحسان أوغلي بالتوصل إلى اتفاق التهدئة الذي أوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة معربا عن أمله بأن يؤدي ذلك إلى رفع الحصار عن القطاع وتمكين أهله من إعادة ما دمره العدوان الإسرائيلي خلال السنوات الماضية. ودعا أوغلو في بيان له اليوم الدول والمؤسسات المانحة إلى الإيفاء بالتعهدات التي قدمتها في مؤتمر شرم الشيخ والشروع فورا بإعادة إعمار قطاع غزة. كما أعرب الأمين العام عن شكره للجهود الخيرة التي بذلتها مصر لإنجاز هذا الاتفاق الذي أوقف العدوان مشيدا بالروح الايجابية للفصائل الفلسطينية فيما يختص بالمصالحة الوطنية داعيا إلى استئناف الجهود لإنجازها حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من المضي موحدا نحو تحقيق حقوقه الوطنية الثابتة في الحرية والاستقلال. وكانت الرئاسة الفلسطينية قد رحبت أمس بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.. وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد التوصل للاتفاق "نحن رحبنا بقوة بهذا الاتفاق وندعم كل الجهود التي بذلت في هذا الاتجاه ونرجو أن يستمر هذا الهدوء من اجل الحفاظ على قطاع غزة تمهيدا إلى عودة الهدوء إلى المنطقة بأسرها". كما رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي بدأ سريانه في التاسعة مساء أمس بتوقيت القاهرة.. مؤكدة أن الاتفاق يعد انتصارا للشعب والمقاومة الفلسطينية التي فرضت معادلة جديدة. ووصف القيادي بالحركة الدكتور أحمد يوسف في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الاتفاق بأنه انجاز، وتأكيد حقيقي على أن الشعب الفلسطيني لن ينكسر وحقق معادلة جديدة في هذه الجولة من المعركة. وأضاف يوسف أن هذا الاتفاق انتصار ومكسب للمقاومة الفلسطينية بشتى تياراتها.. مؤكدا انه فرصة للتوحد الفلسطيني وإنجاز ملف المصالحة المتعثر. وأشاد يوسف بالجهد المصري والعربي وكل الجهود التي بذلت لإنجاز هذا الاتفاق المشرف .. مشددا على أن الرابح في هذا الاتفاق هو الشعب الفلسطيني الذي فرض هذا الانتصار على العدو. إلى ذلك رحبت الأردن باتفاق التهدئة الذي جرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين الليلة الماضية.. وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة في بيان اليوم إن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وحقن دماء الشعب الفلسطيني كان الهدف الذي سعى إليه الجميع.. مضيفاً إن بلاده عملت مع عدة دول على وقف العدوان على غزة وقد عمل الأردن على استثمار حضوره الدولي لمساندة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة. وعلى الصعيد الدولي رحبت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان "بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإسرائيل، وأشادت بشكل خاص بالجهود التي بذلتها مصر وكل من التزم بالتوسط بين الأطراف لضمان التوصل إلى وقف إطلاق النار هذا". وأضافت إن "الاتحاد الأوروبي سيستمر في جهوده لضمان التوصل إلى حل دائم للوضع الحالي في قطاع غزة، فمن المهم إنهاء كل أشكال العنف وتعزيز الأمن في المنطقة". وشكر الرئيس الأميركي باراك اوباما نظيره المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على جهودهما لانجاز هذا الاتفاق. وأعلن البيت الأبيض في بيان له أن اوباما "شكر الرئيس مرسي على الجهود التي بذلها بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ولدوره الحاسم في المفاوضات" الخاصة بمقترح التهدئة، مشددا على "أهمية العمل على حل أكثر ديمومة بشأن الوضع في غزة". ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس باتفاق التهدئة، مشيرا إلى انه لا يزال يتعين الاتفاق على نقاط عدة بشأن وقف إطلاق النار. وقال بان للصحافيين عقب لقاء مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمان "إننا متشجعون ومرتاحون لأنهم توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار". وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، انه "ما يزال يتعين حل تفاصيل عدة من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.. آملاً في أنهم سينجزون هذه التفاصيل بأسرع وقت ممكن". ومن ناحيته، دعا مجلس الأمن الدولي أمس إسرائيل وحماس إلى "التحرك بجدية" لاحترم وقف النار الذي وقع بعد أسبوع من المواجهة المسلحة. وأجرى أعضاء مجلس الأمن ال15 مشاورات مطولة للاتفاق على صيغة أول بيان رسمي منذ بدء النزاع.. وجاء في البيان إن "أعضاء مجلس الأمن يدعون جميع الأطراف إلى الحفاظ على الاتفاق والتحرك بجدية لتطبيق كل بنوده بحسن نية". ودعا مجلس الأمن أيضا الأسرة الدولية إلى العمل لنقل "المساعدة العاجلة عبر الاقنية الرسمية" إلى قطاع غزة. وفي بيان مشترك، رحب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس المجلس الأوروبي هرمان فان بويل "بحرارة بوقف إطلاق النار"، وأضافا انه "بات من الجوهري الآن التأكد من احترامه وإلا يستأنف العنف". وأشار الزعيمان الأوروبيان إلى أن أحداث الأيام الأخيرة "تؤكد الحاجة الملحة للتقدم في اتجاه حل قائم على أساس الدولتين يسمح (للفلسطينيين والإسرائيليين) بالعيش جنبا إلى جنب بسلام وامن". ورحبت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو" إيرينا بوكوفا اليوم باتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة والذي تم التوصل إليه الليلة الماضية بهدف التوصل إلى وقف دائم ومستدام للأعمال العدائية التي تؤثر على قطاع غزة وإسرائيل. وقالت بوكوفا فى بيان صحفى للمنظمة ومقرها باريس - أنه "لا ينبغي أن تستخدم وسائل الإعلام والمرافق التعليمية كأهداف أو متاريس لأغراض عسكرية". وأثنت المسئولة الأممية على جهود جميع الذين عملوا لتحقيق وقف إطلاق النار.. معربة عن أملها "في عودة قريبة لبيئة سلمية تمكن الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين من العودة إلى المدرسة". وكانت المديرة العامة لليونسكو قد أعربت أمس أمس عن قلقها الشديد حيال تصاعد أعمال العنف في غزةوجنوب إسرائيل وذلك قبيل الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين. وأدانت بوكوفا مقتل الصحفيين الفلسطينيين الثلاثة: محمود الكومي و حسام سلامة ومحمد أبو عيشة، الذين سقطوا ضحايا الغارات الجوية أمس الأول. وحذرت المسئولة الأممية من خطر ما نقل في التقارير حول استهداف الغارات الجوية والصواريخ لوسائل الإعلام في النزاع ما بين جنوب اسرائيل و غزة. وذكرت بوكوفا "إنني شديدة القلق حيال ما يصلنا من أنباء عن استهداف مباني وسائل الاعلام والعاملين فيها، مما أدى إلى مقتل ثلاثة صحفيين فلسطينيين".. مشددة على ضرورة "احترام الصفة المدنية للصحفيين واحترام حقهم في مباشرة واجباتهم المهنية". وعبرت المسئولة الدولية عن قلقها تجاه المدارس التي استهدفت في غزةوجنوب إسرائيل.. مضيفة انه" من المفترض أن تكون المدارس بيئة أمنة للأطفال.. ويعتبر الهجوم عليها اضطهادا لحق التعليم ويجب أن يدان بقوة. "واختتمت بوكوفا بقولها "أود أن أضم صوتي إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الذي عبر عن قلقه الشديد حيال سلامة وأمن المدنيين جميعا". من جانبه، رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بدخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ "وهنأ السلطات المصرية على دورها الفاعل" في المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. ودعا الأطراف كافة إلى "التحلي بالمسؤولية لكي يكون وقف إطلاق النار دائما ويسمح بحماية فعالة للسكان الذين عانوا الأمرين من أعمال العنف"، في حين طلب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "إعادة إطلاق المفاوضات للتوصل إلى حل شامل يستند إلى دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بأمن وسلام". وفي برلين، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي عن "ارتياحه الكبير" بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ في قطاع غزة، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي افيغدور ليبرمان. واعرب فيسترفيلي في بيان عن "ارتياحه الكبير لأنه تم التوصل والى وقف لإطلاق النار"، معربا عن أمله "القوي في أن يتم احترامه". من جهة ثانية أعرب وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي عن "الإرتياح الكبير" لاتفاق وقف النار بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل واصفا إياه بالخطوة المهمة نحو حل الأزمة بالشرق الأوسط. ونقلت وكالة أنباء "آكي" الإيطالية عن تيرسي قوله في بيان لوزارة الخارجية تعليقًا على الاتفاق الذي أعلن عنه أمس بالقاهرة "هذه النتيجة هي أيضا ثمرة لعمل مكثف في هذه الأيام من قبل دبلوماسيين غربيين ومن المنطقة". وعبّر عن "الأمل بأن تحترم جميع الأطراف الاتفاق ما يعد تطورا مهما سوف يساعد على إعادة الهدوء إلى السكان المحليين"، كما رأى أنه سيكون "بمثابة الخطوة الأولى على طريق إعادة فتح آفاق المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وأشادت تركيا اليوم بوقف إطلاق النار الذي أعلن عنه بين إسرائيل وقطاع غزّة الفلسطيني المحتل.. وأفاد بيان صادر عن الخارجية التركية، أن تركيا تشيد باتفاق وقف إطلاق النار، الذي جاء بعد جهود دبلوماسية طويلة ومكثفة، مؤكداً أن أنقرة تنتظر من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الحفاظ على التزامهم، والعمل بحذر وحكمة. ورحب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ باتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكداً أن ذلك الاتفاق خطوة مهمة نحو تحقيق السلام الدائم في المنطقة. وحث هيغ في بيان نشره موقع وزارة الخارجية البريطانية مؤخرًا، جميع الأطراف على احترام تعهداتها، مشيدًا بالجهود المكثفة التي بذلتها الحكومة المصرية، والدور الذي قامت به وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. كما رحّبت اليابان اليوم باتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عن وزير الخارجية الياباني، كويشيرو جيمبا، ترحيبه باتفاقية وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، معربًا عن أمله بأن تكون الاتفاقية التي توصّل إليها الطرفان ثابتة ودائمة.
