يتوجه الناخبون الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع غدًا (الجمعة)، لاختيار الرئيس التاسع للجمهورية، في أكثر الانتخابات الرئاسية إثارة للجدل في إيران، فيما توقع هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، حدوث اضطرابات شبيهة بالاحتجاجات، التي حصلت في أعقاب الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 12 يونيو2009، واتهم رفسنجاني لأول مرة وزير الأمن حيدر مصلحي، الذي لم يسمه بالاسم بأنه السبب وراء إبعاده من الانتخابات من خلال الضغط علي مجلس صيانة الدستور، واعتبر رفسنجاني حضور أعلى مسؤول أمني في جلسة لمجلس الصيانة، أثناء دراسة أهلية المرشحين أمر غير قانوني. من جهة أخرى أكد النائب كمال الدين بير مؤذن أن الانتخابات الرئاسية، التي تدور المنافسة فيها بين»كل رجال المرشد»، قد شهدت انسحاب المرشح علي أكبر ولايتي لصالح المرشح محمد قاليباف، الذي يحتل الصدارة بين مرشحي الأصوليين.. بينما، أفاد علي ربيعي، رئيس الحملة الدعائية لحسن روحاني، ل»المدينة»، أن عارف كان يحتل الصدارة في استطلاعات الرأي، وانسحابه قرب من فوز روحاني أكثر».. وقال ربيعي «شخصيات عامة وطلبة جامعات وشخصيات في النظام والحرس تدعم روحاني، والإصلاحيون نجحوا في الاتفاق علي مرشح واحد لمنازلة رموز تيار الأصولية المشتت». وفي آخر أيام الدعاية الانتخابية (اليوم الخميس)، تشهد الساحة الإيرانية جدلًا بين أنصار المرشحين، وتحولت ساحات طهران إلى ثكنات للبوليس الأمني خوفًا من اندلاع احتجاجات واشتباكات بين أنصار المرشحين الإصلاحيين والمحافظين، وشوهدت مجموعات من الشرطة وهي تتجمع بكثافة في ساحة ولي عصر (وسط طهران) وساحات هفت تير وساحة ونك وساحة شريعتي وساحة انقلاب وساحة إمام حسين، ومعظم تلك هي قلاع للإصلاحيين الذين أخذوا على عاتقهم تأمين كل مصروفات الدعاية الانتخابية علي حسابهم الخاص لصالح حسن روحاني، الذي يحمل أفكار خاتمي ورفسنجاني. وفيما، حذر قائد الشرطة اللواء أحمدي مقدم، بأن قواته تواصل الحضور في جميع مرافق طهران الحساسة، وأنها سترد بقوة علي المخلين بالأمن، وتأتي تلك التصريحات بعد ورود معلومات للأجهزة الاستخبارية، بأن جبهة الإصلاحات قد تكرر الاحتجاجات الشعبية لعام 2009 مرة أخري إذا حصل تزوير في الانتخابات.. يواصل الأصوليون حربهم النفسية ضد غرمائهم الإصلاحيين، حيث أعلن المتحدث باسم مجلس الصيانة عباس كدخدائي، بأن مجلس الصيانة وطبق المادة 58 له الحق بإعادة صلاحية أي مرشح حتي الدقيقة 90 من يوم الخميس، إذا ما تجاوز الخطوط الحمراء. وتزايدت التكهنات لدى المراقبين من إيجاد العراقيل أمام فوز حسن روحاني، وخلال هذه الانتخابات يسعى الأصوليون لاستخدام آليات جديدة لإقصاء خصومهم، تتمثل في مؤسسات المرشد، مثل مجلس صيانة الدستور وغيرها، وفيما يبدو أن تلك الألاعيب لم تعد تعبر عن شخصيات إصلاحية أمثال علي مطهري (نجل أحد زعماء الثورة ويدعى محمد مطهري المفكر الإسلامي، الذي قتل في بداية الثورة عام 1980، حيث انتقد مطهري التعاطي المزدوج لمجلس الصيانة مع المرشحين قائلا: «في الدورة السابقة هاجم الرئيس نجاد في مناظرة تلفزيونية زعماء المعارضة موسوي وهاشمي، واتهمهم بسرقة بيت المال، في المقابل لم نر أي موقف لمجلس الصيانة إزاء تلك التصرفات، بينما نري اليوم مجلس الصيانة يراقب كل كلمة يلفظها المرشح حسن روحاني».. وأكد مطهري أنه يدعم ترشيح حسن روحاني، وأن كوادر الثورة ورموزًا ثورية وقطاعات إصلاحية واسعة تدعم روحاني - حسب طلبات الزعيمين رفسنجاني وخاتمي.