سعت العالمة السعودية الدكتورة ريم الطويرقي، عضو هيئة التدريس بقسم الفيزياء بكلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز، من اجل البحث عن أيسر الطرق العلمية لتخفيف عبء دراسة الفيزياء على الطلبة والطالبات، حيث قامت مؤخرا بترجمة كتاب «كيف تعمل الأشياء فيزياء الحياة اليومية»؛ لمؤلفه «لويس بلومفيلد»، حيث يتناول الكتاب موضوعات فيزيائيةً بطريقة جديدة ومثيرة ومحفزة على الإبداع، وتَسدُّ الفجوةَ بين الفيزياء كعلم والأثر الذي يُحدثه في العالم الذي نعيشه، والتطور التقني الذي نشهده. ويعد الكتاب مرجعًا علميًا للطلبة والمعلمين، وكتابًا تعليميًا لغير المختصين، وترجمته إلى العربية يساعد في تفعيل الاهتمام بالعلوم والتقنية في العالم العربي عند كل مكونات المجتمع، لتنال جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة في مجال العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى العربية في دورتها السادسة. وحول بداية رحلتها مع الترجمة والسبب لاختيار هذا الكتاب تقول دكتورة ريم ل»المدينة»: لي مشوار طويل في تدريس الطالبات بالجامعة، كما أنني دربت معلمات فيزياء وطالبات في التعليم العام فتلمست صعوبة فهم الفيزياء بغير اللغة الأم، كما شعرت أن صعوبة الفيزياء لم تكن بصعوبة الفيزياء بشكل أساسي ولكن لأنه لم يوجد مرجع يساعد على فهم الفيزياء، ورغم وجود بعض كتب الفيزياء المتوفرة لدى مكتباتنا؛ سواء مترجمة أو مؤلفة، ولكن في الغالب يصعب فهمها بالرغم من أن لغتها عربية أو لأن الكتاب يعتمد في أساسه على المعادلات الرياضية أكثر من المفهوم الفيزيائي. فوجدت أنني لو استطعت توفير كتاب يعين الراغبين في فهم الفيزياء سيكون أثره أكبر من هذه الدورات لأنه يستطيع أن يصل لشريحة أكبرمن هنا أوجدت لنفسي هدف ترجمة كتاب فيزيائي قد يساعد المعلمين والطلبة سواء في التعليم العام أو العالي لأبدأ بعد ذلك في اختيار كتاب يخدم الفيزياء بشكل جيد فوجدت كتاب «كيف تعمل الأشياء: فيزياء الحياة اليومية» حيث كنت ارغب في كتاب يركّز على المفاهيم الفيزيائية أكثر من التمثيل الرياضي لها.. وبعد قراءتي لمقالات تربوية تذكر بحوثا قامت بدراسة تحصيل الطلبة في مادة فيزياء 101 عند أخذهم لمادة تسبق ذلك تختص في مفاهيم الفيزياء فقط، حيث وجدت هذه الدراسات أن تحصيل الطلبة كان أفضل ممن لم يأخذ مادة المفاهيم أولا، ازددت يقينا بأن الكتاب الذي يجب أن أترجمه يجب أن يرتكز على المفاهيم وهنا قررت ترجمة أحد الكتابين، كتاب كيف تعمل الأشياء لمؤلفه لويس بلومفيلد وكتاب الفيزياء مفاهيم الفيزياء لمؤلفه بول هيويت. وعن أهم الصعوبات التي عانت منها تقول د.ريم: الصعوبة الأساسية كانت في تعريب بعض المصطلحات، فكنت أقوم بتجريب المصطلحات على الأشخاص، فاتصل بزميلة لي من مصر وأخرى من سوريا وأخرى من العراق ومن السعودية وأسألهن لو ذكرت لكن هذه العبارة ماذا تفهمون منها فأجد ردودا مختلفة.. فكانت الصعوبة في إيجاد مصطلح علمي يفهمه جميع العرب. وتضيف: القواميس كما ذكرت كانت تتفاوت في تعريب المصطلح العلمي، فلجأت لمجمع اللغة العربية في القاهرة وكان من حسن حظي أنهم وضعوا القواميس العلمية على موقعهم الالكتروني ويمكن البحث بالمصطلح ويذكر لك في الهندسة هو كذا وفي العلوم هو كذا وفي الطب هو كذا، الخ.. لقد استفدت من الموقع كثيرا ولكن للأسف مؤخرا تم إزالة الموقع، وأسأل الله أن يتمكنوا من إعادته حيث انه مصدر مهم.. لحل مشكلة عدم التوحيد، وضعت ضبطا للمصطلحات في آخر الكتاب لكي يساعد القارئ في فهم المفردات التي تشكل عليه. وتقول د.ريم: ما أحزنني في هذا الموضوع أن كثيرا من المفردات التي لها علاقة بالآلات لا يوجد لها مصطلح عربي يتداوله الناس ولكن يستخدمون المصطلح الانجليزي.. وهذا نتيجة لإهمالنا الصناعة واقتصارنا على استهلاك الآلات، وبالتالي لا يوجد لدينا ولم نضطر لتأليف مصطلح عربي فارتضينا استيراد المصطلح مع الآلة. وفي ختام حديثها تقول د. ريم: أعتبر الجائزة تكريما وتشريفا لي ولكل امرأة سعودية، لأن عصر الملك عبدالله -حفظه الله- أولى المرأة السعودية اهتماما وتشجيعا ودعما كبيرا، مما جعلنا نبحث عن التفوق والتميز لرفع راية الوطن.