«أصنع نفسي بنفسي وأدهش من حولي طبخًا شهيًا وبهارات تلائم لكل الأذواق» بهذه العبارات استهلت السيدة نعيمة منصور الجوفي قصة نجاحها، حيث اشتهرت بطبخها المميز الذي يجعل آكله يلعق الإناء لعقًا وطلبًا للمزيد وبهاراتها وتوابلها التي تجعل من الأكل شهيًا ولو خلا من بعض المكونات الأساسية، فلا عجب أن نرى جارات نعيمة وصديقاتها يلجأن إليها عونًا بمساعدتها في عزيمة لصديق أو وليمة لقادم من بعيد يعلمهن أزواجهن، كانت تقبل ما يُدفع لها على استحياء في البداية ولكن مع تكرار طلبات الاستغاثة لإصرار الأزواج على نفس الأكلة السابقة جعلها تفكر جديًا في اتخاذ تلك الموهبة مهنة تكسب بها رزقًا طيبًا وأن تتخذ من مطبخ بيتها المقر الرئيسي لنشاطها ومن الخادمة مساعدة ومن سائق الأسرة عامل توصيل الطلبات، سرّ الجميع لسماع هذا القرار وبخاصة جاراتها حيث كن يجدن في أنفسهن حرجًا كبيرًا حين يصر الأزواج على طبخها في حين تصر هي على مساعدتهن بدون مقابل، أعدت قائمة الطعام والأسعار وعلى الجيران والأهل وزعتها، وتجاوز الطلب العرض، انزعجت لذلك لا خوفًا من فقدان مال الزبائن ولكن خوفًا من فقدان ثقتهم التي في كنفها نشأت موهبتها وفي ظلها صقلت وشبَت ولتغطي الطلب كان لزامًا عليها التوسع من خلال توفير خط إنتاج حديث بدل الأجهزة والمعدات الصغيرة وأواني الطبخ التي تكاد تفي باحتياجات عائلة متوسطة الحجم بالإضافة إلى آلة تغليف بدل العلب البلاستيكية التي كانت تسوق فيها البهارات والتوابل، ولكن خط الإنتاج يحتاج إلى دعم مالي كبير لا تقدر على توفيره، وبما أنها قد سمعت عن «باب رزق جميل» فقد توجهت إليه وطلبت دعمها بقرض استوفت الشروط واستحقت الدعم وتمكنت من شراء مستلزمات التوسع وضمت غرفة مجاورة للمطبخ لتكون غرفة إعداد الطعام فتمكنت بالتالي من تلبية طلبات عملائها وتحقيق ربح مادي كبير صارت تفكر معه تطوير نشاطها لتفتتح مطعمًا نسائيًا.