إسلام آباد (وكالات) - أعلنت حركة طالبان الباكستانية أمس مسؤوليتها عن سلسلة اعتداءات أوقعت أمس وأمس الأول ما لا يقل عن 35 قتيلا، وعشرات الجرحى في أنحاء مختلفة من باكستان. وجاء إعلان طالبان هذا قبل ساعات من بدء قمة اقتصادية في إسلام آباد تجمع ثمانية بلدان إسلامية نامية. وبدأت القمة متأخرة بفترة طويلة عن موعدها، بسبب حالة الغموض التي سادت بشأن مشاركة الرئيس المصري محمد مرسي الذي قرر في نهاية المطاف إيفاد نائبه محمود مكي نيابة عنه. ويشارك في القمة رؤساء كل من باكستان وإيران وإندونيسيا ونيجيريا وكذلك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان وزعيما كل من ماليزيا وبنجلاديش. وقال الرئيس الباكستاني أصف علي زرداري "إنها لحظة من لحظات الفخر .. اليوم صارت مجموعة الدول الثماني النامية ليست مجرد مجموعة من الدول النامية، ولكنها مجموعة تضم ثماني دول ديمقراطية قوية تربطها أواصر مشتركة.. في السير نحو مستقبل أفضل". وفي حين تركز القمة على العلاقات الاقتصادية والتجارة والتعاون بين الدول الأعضاء، فإن جانبا كبيرا من الاجتماع سيكرس على الأرجح للشرق الأوسط وسوريا. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن القسم الأكبر من سلسلة اعتداءات أوقعت الأربعاء ما لا يقل عن 35 قتيلا وعشرات الجرحى في أنحاء مختلفة من باكستان. وحركة طالبان باكستان التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة هي المسؤول الرئيسي عن حملة اعتداءات دامية معظمها انتحاري، أوقعت أكثر من 5200 قتيل في جميع مناطق باكستان منذ صيف 2007، وتستهدف بشكل رئيسي رموز سلطة الدولة غير أنها غالبا ما تستهدف الشيعة أيضا. ووقعت سلسلة تفجيرات أمس الأول، استهدف أحدها مسيرة شيعية في ذكرى عاشوراء وأوقع 23 قتيلا و62 جريحا في روالبندي المدينة الكبرى بضاحية إسلام آباد. وقال قائد شرطة راولبندي أزهر حميد خوخار إن "الانتحاري فجر نفسه عندما كان مسؤولو الأمن يحاولون تفتشيه" وسط المسيرة الشيعية التي كانت متوجهة إلى مسجد في أحد الأحياء الشعبية. وأضاف "كنا نخشى وقوع عملية من هذا النوع وكنا في حالة استنفار قصوى". وهو الاعتداء الأعنف منذ يونيو في باكستان والأكثر دموية منذ فبراير ضد الأقلية الشيعية التي تمثل أقل من 20% من سكان هذا البلد البالغ عدد سكانه 180 مليون نسمة. ووقعت اعتداءات أيضا في كويتا عاصمة ولاية بلوشستان المضطربة التي تشهد نزاعا على خلفية حركة تمرد محلية، وفي بانو وشانجلا في الشمال قرب الحدود الأفغانية، وروالبندي وكراتشيالمدينة الكبرى في جنوب البلاد. وبلغت الحصيلة الإجمالية 35 قتيلا. وقال إحسان الله إحسان المتحدث باسم حركة طالبان باكستان "اننا نتبنى المسؤولية" عن جميع هذه الهجمات باستثناء هجوم كويتا. واستهدف الاعتداءان في كراتشي وروالبندي الأقلية الشيعية فيما استهدفت الاعتداءات الأخرى قوات الأمن الباكستانية. وتابع المتحدث "نفذنا اعتداءي كراتشي وروالبندي لأن المجموعة الشيعية تسيء إلى النبي محمد". وأُنشئت مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية عام 1997 بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية الثماني الكبرى، وهي إندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش وباكستان وإيران وتركيا ومصر ونيجيريا التي تعد معا حوالي مليار نسمة.
