فاز الشيخ حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الايرانية في دورتها الحادية عشرة بحصوله على الاغلبية المطلقة ليصبح سابع رئيس للجمهورية الاسلامية الايرانية. طهران (فارس) وحصل روحاني على 18 مليونا و 613 الفا و 329 صوتا اي بنسبة 50،68 بالمائة من اجمالي الاصوات البالغ عددها 36 مليونا و 704 الاف و 156 صوتا فيما بلغ عدد الاصوات الصحيحة 35 مليونا و 458 الفا و 747 صوتا. ولد الدكتور حسن روحاني عام 1948 في مدينة سرخة احدى المدن التابعة لمحافظة سمنان في عائلة معروفة بالتدين والنضال ضد نظام الشاه. بدأ تعليمه الديني عام 1960 في الحوزة العلمية بمدينة سمنان، ومن ثم انتقل إلى مدينة قم المقدسة عام 1961 ، حيث حضر الحلقات الدراسية لكبار علماء الدين ونهل من علومهم ومن بين هؤلاء يمكن الاشارة الى الايات العظام؛ السيد محمد محقق داماد، الشيخ مرتضى حائري، السيد محمد رضا كلبايكاني، فاضل لنكراني. وبموازاة دراسته الحوزوية اكمل دراسته الاكاديمية حيث حصل على البكالوريوس في القانون من جامعة طهران عام 1972. ثم سافر الي الخارج لاكمال دراسته العليا حيث حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة غلاسكو كالدونيان في اسكتلندا عام 1995 و 1999 . وفيما يتعلق بنشاطه السياسي فقد التحق عام 1965 بالإمام الخميني (رض) وبدأ جولاته في إيران ملقياً الخطب المناهضة لنظام الشاه، الامر الذي ادى الى اعتقاله عدة مرات ومنعه من القاء أي خطب علنية. إلا أنه وخلال احتفال عام في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1977 استخدم روحاني صفة "الامام" لمفجر الثورة الاسلامية الذي كان لا يزال في المنفى. ونظرا لانه كان ملاحقاً من قبل جهاز "السافاك" (جهاز الامن في نظام الشاه) فإن آية الله محمد بهشتي وآية الله مطهري نصحاه بمغادرة البلاد. مغادرته لطهران لم توقف نشاطه السياسي بل واصل محاضراته العلنية أمام الطلاب الإيرانيين في الخارج وانضم إلى الامام الخميني (رض) بعد وصوله إلى باريس. مع انتصار الثورة في إيران شارك روحاني في إعادة تنظيم الجيش الإيراني والقواعد العسكرية. وانتخب عام 1980 عضواً في مجلس الشورى الإسلامى، وظل نائبا لخمس مرات متتالية ما بين 1980 و2000، وكان خلال مرتين منها نائباً لرئيس المجلس كما ترأس لجنة الدفاع ولجنة السياسة الخارجية. وخلال الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي على ايران كان روحاني يتنقل في مناصب عسكرية عدة من بينها قيادة قوات الدفاع الجوي. ومع نهاية الحرب حصل على أوسمة عدة تقديراً لدوره. ومع تشكيل المجلس الأعلى للأمن القومي شغل روحاني منصب ممثل قائد الثورة الاسلامية في المجلس ثم أصبح أمين هذا المجلس لمدة 16 عاماً بين 1989 و2005 في الفترات الرئاسية لكل من اكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي. كما عين مستشاراً للرئيسين رفسنجاني وخاتمي للأمن القومي لمدة 13 عاماً. وقبل مجيء حكومة محمود احمدي نجاد الى السلطة كان رئيسا للوفد النووي الايراني المفاوض بصفته امينا للمجلس الاعلى للامن القومي. في عام 1991 عين في مجمع تشخيص مصلحة النظام كرئيس للجنة السياسة والدفاع والأمن. وفي الانتخابات التكميلية لمجلس خبراء القيادة والتي جرت عام 2000 انتخب روحاني ممثلاً لمحافظة سمنان وفي عام 2006 ممثلا لطهران في هذا المجلس ومازال حتى اليوم. في العام 2003 تولي روحاني بطلب من الرئيس السابق محمد خاتمي وبعد موافقة قائد الثورة، مسؤولية الملف النووي حيث مثل إيران في المفاوضات مع الجانب الأوروبي، يعاونه في ذلك فريق دبلوماسي يضم علي أكبر ولايتي وكمال خرازي. وعقب انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً لإيران استقال روحاني من منصبه كأمين المجلس الأعلي للأمن القومي وخلفه في هذا المنصب علي لاريجاني. وعد الدكتور حسن روحاني خلال حملاته الدعائية بتشكيل حكومة التدبير والامل في حالة انتخابه رئيسا للجمهورية. وله العديد من التاليفات طبع منها: - الامن القومي والدبلوماسية النووية - الامن القومي والاقتصاد الايراني - الرؤية السياسية للاسلام ؛ المجلد الاول : الاسس النظرية - الرؤية السياسية للاسلام ؛ المجلد الثاني : السياسة الخارجية - الرؤية السياسية للاسلام ؛ المجلد الثالث : القضايا الثقافية والاجتماعية - مقدمة لتاريخ ائمة الشيعة - سن الاهلية والمسؤولية القانونية - الثورة الاسلامية ؛ الجذور والتحديات - اسس التوجه السياسي للامام الخميني (رض) - دور الحوزات العلمية في التحولات الاخلاقية والسياسية للمجتمع كما له العديد من الكتب الاخرى التي لم تطبع لحد الان. /2868/