منذ انطلاق الثورة الخومينية في إيران في حمأة التوجه فيما سمي بتصدير الثورة إلى الخارج رأى منظرو الثورة ضرورة احتضان حركة التشيع في جنوبلبنان والتي أسس لها (حسن الشيرازي ) لتكون ذراعا للانتشار والتوسع الصفوي الإيراني وكان لهم ذلك بالدعم الفكري والمادي ( اللوجستي ) إذ كانت الأهداف المعلنة والتي تم تسويقها باتجاه العالمين العربي والإسلامي هي نصرة المسلمين ودعم قضاياهم وخاصة قضية فلسطين وكان لتسمية تلك المنظومة السياسية العسكرية في عام 1982 م ب ( حزب الله ) بعض القبول في أوساط عربية إسلامية الأمر الذي وضع ذلك الحزب على المحك وزاد من اتساع شعبيته وضعه من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية على قائمة رعاية الإرهاب . وبمرور الوقت ومن خلال توالي الأحداث في المنطقة خاصة وعلى المكون اللبناني بدت الشكوك تساور المباركين لانطلاقة ( حزب الله ) بسلامة أهدافه وصدق توجهاته إضافة إلى أن وجوده على الساحة اللبنانية قد أضر بالحالة الأمنية والاستقرار في لبنان ولم يفد إلا أعداء الأمة ولعل حرب بلدة ( القصير ) الأخيرة ومجاهرة قيادة الحزب في الاصطفاف إلى جانب النظام السوري والذي ارتكب أكبر مذبحة في حق الشعب السوري بكل فظاظة وعدوانية بمنهجية غير مسبوقة . فالحقيقة هي أن ( حزب الله ) لم يكن سوى ( مخلب قط ) لدعم وتحقيق التمدد ألصفوي الإيراني لتكوين ما يسمى ب ( الهلال الشيعي ) على امتداد رقعة الهلال الخصيب . وأن ضجيج المقاومة التي طالما تشدق بها قادة الحزب وجلاوزته لم يكن إلا فرقعة إعلامية ولا أدل على ذلك - كمثال - مما أشارت إليه ( إسرائيل ) بأنها لم تفقد في العام 1988 م بعد المواجهة في جنوبلبنان وما يدعيه الحزب المذكور من تكبد ( إسرائيل ) خسائر بشرية فادحة إذ لم يكن سوى 36 جندياً من القتلى ومن الجرحى 64 جريحا وإجمالا كانت حصيلة الفقد ( الإسرائيلي ) في معارك الجنوباللبناني الذي يدعي فيه الحزب إياه أسبقية المقاومة وجدية النصر لم تتعد 1200 قتيل على مدى 18 عاماً من النزال .. فعن أي نصر يتحدثون .. إلا إن كان سحل الأطفال وقتل الثكالى ونحر الشيوخ في القصير يعد نصراً فبئس النصر ذاك . فهل بعد سقوط ( حزب الله ) في مستنقع الإجرام الطائفي في حق الشعب السوري إلى جانب العصابة الحاكمة مما سيؤدي إلى موجة غضب عربية إسلامية كما سقط (حزب توده ) الشيوعي المحظور في إيران بعدما كان مباركا لدى الخومينيين .. والله المستعان . أحمد مكي العلاوي - مكة المكرمة