الدكتور معين عبدالملك يرأس الدكتور معين عبدالملك الأستاذ المساعد في قسم العمارة بكلية الهندسة جامعة صنعاء فريق استقلالية الهيئات، وهو الفريق الذي عرض أول تقرير له يوم السبت قبل الماضي. احتوى محور عمل هذا الفريق تحديد الأسس والمبادئ التي يقوم عليها استقلال الهيئات ذات الخصوصية بنصوص دستورية وقانونية، وتحديد ملامح الرؤية العامة والتوجهات الدستورية والقانونية للتعامل مع القضايا الاجتماعية والبيئية، والتواصل المجتمعي للمشاركة والتفاعل مع مبدأ استقلال الهيئات ومعالجة القضايا المجتمعية والبيئية. عن أداء الفريق والتقرير المقدم في الجلسة العامة وأشياء أخرى تحدث الدكتور معين عبدالملك عنها في الحوار التالي . * في البداية حدثنا عن مؤتمر الحوار وتعليقك عليه؟ الثقافة التي تدور في الحوار هي المعطى الوحيد في المبادرة الخليجية حيث موضوع التسوية السياسية وانتقال السلطة هي آليه لإنهاء الصراع كان محتدم في البلاد وكان يهدد بجهض مخرجات الثورة وكان المعطى الحقيقي هو الحوار ودخول كل الاطراف السياسية في الحوار حتى القوى السياسية التقليدية حتى المرأة والشباب والحراك وأنصار الله فالنقاش المباشر حول شكل الدولة والنظام الانتخابي وتقسيم الحوار إلى تسع فرق تتيح تغيير فعلي في اليمن. فيما يخص شكل الدولة وفصل السلطات والهيئات المستقلة كل هذا سيفضي إلى صياغة الدستور على خلاف الإخوة في مصر الذي دخلوا في صياغة الدستور مباشرة أما عندنا سيشترك في صياغته كل الأطراف والقوى السياسية . * كيف تقرأ معطيات الفرق الأخرى وتقاريرها حتى الان؟ هذه تشكل بداية مبشرة وتعطي مؤشر على تداخل فيما بينها في كثير من القضايا هذه ستساعد في تحسين أداء الفرق في المرحلة القادمة وتضع كثير من الضمانات في الدستور حيث قد قطعنا مشوار كبير في إذابة الجليد رغم أنه ماتزال القوى السياسية تسير برؤى ضيقة لا يخفى على أحد الفرقاء كانوا يتقاتلون إلى وقت قريب ولكن تحمل المسئولية من قبل الأعضاء التي تأتي في إطار المشاركة المجتمعية نتيجة الرسائل التي يبعثها المجتمع تحمل الأطراف السياسية المسؤولية، فأجواء الحوار بنت روح إيجابية فاجأت الكثير، فأكثر النقاشات احتداما كانت تصل في النهاية إلى حلول * حدثنا عن فريق استقلالية الهيئات ؟ فريق استقلالية الهيئات يتناول جزء كبير من أجهزة الدولة الرسمية وعدد الفريق 80 عضوا حاليا 70 عضوا مكونا من 7 مجموعات، جزء من الفريق يتعلق بأجهزة الدولة والجزء الآخر يتعلق بقضايا البيئة وقضايا خاصة. * كيف وجدت نفسك في فريق استقلالية الهيئات؟ البداية كانت في الثورة الشبابية حيث عرفت بعض الدلالات الرمزية عند مناقشة أهداف ومبادئ وثيقة الثورة من خلال المجلس التنسيقي التنوع حيث كان من أهداف ومطالب الثورة استقلالية الإعلام وحل أجهزة الرقابية وكما أن هذه الأهداف موجودة في كل الفرق الأخرى في الحوار سواء الأمن والجيش وبناء الدولة هذه التجربة والمناقشة التي تمثلت في الائتلافات وكونت تجربة انسانية رائعة لدي كللت بدخول الحوار الوطني في فريق استقلالية الهيئات بالتحديد. * حدثنا عن آلية العمل في فريق استقلالية الهيئات؟ آلية العمل التي اتبعناها مكنتنا جميعا في مراجعة الدساتير للهيئات والفصل بين السطلات وآلية الانتخاب والتعيين وضمان الكفاءة والفعالية للهيئات الإدارية حيث عملنا في جهد متواصل وعمل مكثف في البداية كانت تصل إلى ثلاث جلسات استماع في اليوم من أجل جمع القاعدة المعرفية لنتمكن من وضع مخرجات الدستور اليمني فالإحساس بالمسؤولية أدت غلى تلاشي الفروقات بين المكونات السياسية كالحراك والأحزاب السياسية والحوثيين فالكل شعر وأحس أن المبادئ هي من أجل بناء دولة حديثة بعض النظر عن أي خلاف كما تمت آلية عمل الفريق من خلال الاستماع إلى كادر هذه الهيئات والوزارات المختلفة وتم استلام منهم أوراق عمل بشكل تفصيلي عن هذه الهيئات والوزارات المطلوب استقلاليتها هذا ساعد في بناء القرارات. * التقرير النهائي للفريق لاقى استحسان الجميع، ماهي الطريق المنهجية التي اعتمدها الفريق؟ أكيد كانت نتاج طريقة منهجية وجهد متواصل من أجل معرفة المبادئ الضامنة لاستقلال هذه الهيئات والأحكام العامة التي وضعت في التقرير هي أساس مبادئ الاستقلاليات لأنه قد تضع نص أو مبدأ دستوري غير محدد المعالم سواء في الأجهزة الرقابية أو غيرها يجعل أداءها ضعيف عملنا على اجابة لماذا يجب أن يدافع المجتمع عن هذه الهيئات وعن أهمية استقلال القضاء والفصل بين السلطات والهيئات المختلفة لأنها ملكا للشعب الأجهزة الرقابية تراقب الأداء المالي والإداري في كل أجهزة الدولة وتقدم تقاريرها الى البرلمان * ماذا عن الإعلام واستقلال هذا القطاع؟ الاعلام هو خاص بالمجتمع فامتلاك السلطة للأعلام لا يقوم بدورة كما يجب فلابد ان يطمئن المواطن ان الاعلام يدار من قبل الكفاءات الاعلامية في البلاد وكان لابد من ضرورة وجود اعلام مستقل و اعطاء حرية للأعلام الخاص كما انه لابد من اعادة هيكلة الأعلام المملوك للدولة ليكون حديث وفاعل . * الفريق استمع إلى العديد من الخبراء الدوليين أو المحليين، ما مدى الاستفادة من هؤلاء الخبراء وكيف ستنعكس تجربة بعض البلدان في اليمن؟ استمعنا إلى التجارب التي سارت عليه بعض البلدان التي سنت مثل هذه التشريعات كدول شرق اوروبا فالخبراء المحليين ساعدوا بتشخيص الوضع الراهن لأن وبعضهم تعامل مع الأجهزة الحكومية كما اخذنا بعض أوراق العمل من مختصين من هذه الهيئات والوزارات التي عكست مسؤولية كبيرة نظرا للتجارب كثير من هذه الهيئات سواء بالسفر الى الخارج وحضور مؤتمرات دولية ومعرفة الفارق بين هذه الاجهزة وعملها في اليمن فنحن ندرس الاول البنية التشريعية لهذه الاجهزة وضمانات استقلاليتها وجدنا ان الواقع غير قادره على تطوير ادائها بالإضافة الى وضع اطار ما الذي نريده في المستقبل حتى تكون هذه الاجهزة رائدة في عملها الخبراء الاجانب من كندا والمانيا وجنوب افريقيا حيث درسنا معهم بعض العيوب في الهيئات وآلية الترشيح والتعيين * ماذا عن الخدمة المدنية هذه الوزارة التي تهم الكثير وكيف ستؤدي عملها باستقلالية وكذا وزارة الشباب والرياضة ؟ بالنسبة للخدمة المدنية سوف يتم اخراج الجهاز من الاستقطاب السياسي والتأثير الخارجي فرئيس هذا الجهاز او الهيئة يتمتع بتحصين والتعيين من قبل البرلمان تتيح له اصلاحات في عمله وعدم تدخل الاحزاب او القبيلة في التعيين وستؤدي عملها بشكل مستقل عن كل القوى والتأثيرات الخارجية والقوى النافذة أما التأمينات والمعاشات لم نستطيع مناقشتها وسوف يتم العمل في هذه المحاور في الفترة القادمة للخروج بقرارات خاصة، أما وزارة الشباب والرياضة لم تعنى بشؤون الشباب ولم تضع استراتيجيات واضحه حيث اقتصر علمها على التمويل بعض الاتحادات الرياضية وتقديم الدعم لها ككرة القدم والاتحادات الاخرى، فموضوع الشباب يحتاج إلى استراتيجيات واضحة في التنمية والتعليم والتمكين السياسي حيث عملنا على كثير من الضوابط التي تنظم مجلس الشباب الذي وضعنا أحكام عامة لاستقلاليته أما قطاع المرأة وكذا الطفل يجب أن تكون بعيدا عن التسيس والانتخاب والتعيين وأن يكون وفق معايير لهذه الاجهزة، ومجلس حقوق الانسان يرصد كل الانتهاكات ويرفع تقاريره للبرلمان ويلزم الدولة بحماية حقوق الانسان ورصد المظالم. * ضمن الفرق السبع في فريق استقلالية الهيئات مجموعة الجمعيات المسلحة والثأر كيف عملتم في هذا المحور وماهي أوجه الخلاف حولها؟ موضوع القضايا الاجتماعية تتركز حول السلاح والثأر والجماعات المسلحة ودور التهريب للسلاح والاتجار فيه باليمن وما دور المنظومة السياسية في تكريس وجود هذه الجماعات المسلحة وتمكين بعض النافذين من بعض الدوائر الانتخابية والمكاتب الخدمية والتحويل الدولة الى مورد لبعض النافذين في ظل غياب الدولة والتحويل هذه الظاهرة الى استقواء في السلاح وتشكيل جماعات مسلحة فكان العمل قائم هل نريد يمن خالي من هذه الظواهر والكل يحتكم الى القانون والعدالة والانصاف توصلنا الى عدد من النصوص التي تجرم انشاء أو وجود جماعات مسلحة الكل يعلم وجود السلاح بشكل رهيب لكن وضعنا نصوص واحكام تجرم الجماعات المسلحة والاتجار بالسلاح فالدولة القادمة هي معنية بالتطبيق، كما وضعنا وناقشنا ما يخص اقلاق السكينة العامة والامن الاجتماعي والثأر . * دكتور معين.. يتمحور عملكم ايضا في قضايا البيئة ماذا عن هذا الموضوع ؟ موضوع البيئة يعتبر من أكثر المشاكل والتحديات التي تواجه البلاد، الموارد المائية وادائها والشح في ظل عدم وجود استراتيجيات ودراسات واضحه عملنا على توحيد سلطة ادارة الموارد المائية والري ومبادئ دستورية البيئة والمواد الطبيعية ونصوص تساعد على وضع بنية قوية في هذا المجال بالإضافة الى وضع هيئة رقابية عليا تختص بكلي ما يتعلق بالبيئة * ماذا عن خطة الفريق للمرحلة القادمة ؟ سنعمل على الاستماع لبعض الخبراء والهيئات من خلال ورش عمل موسعة خاصة بوضع إطار عام لبنية هذه الهيئات وتطوير آلية العمل بها، فالإعلام سيكون لديهم خبراء لصياغة دساتير في الاجهزة الإعلامية وكذا الأوقاف سيكون لهم قضاة ومتخصصين في هذا المجال كما سنعمل على دارسة القانون المقدم من وزارة حقوق الانسان حتى نتمكن من وضع بنية واضحة لهذه المؤسسات بناءً على تجارب الدول الاقليمية والدولية في هذا المجال * فريق استقلالية الهيئات قام بجهد كبير فمحور النقاشات تلامس قضايا المواطن وتتعلق في بناء المستقبل .. كيف نطمئن المواطن عن استقلالية هذه الهيئات؟ من خلال عدم تمكين القوى في الترشيح على رأس هذه الهيئات أو المؤسسات كما أنها لم تكن تابعة لرئاسة الجمهورية أو الوزراء وتوفير ميزانية خاصة بها ستجعل المواطن يطمئن على مستقبل وأداء هذه الهيئات فالشعب كان قد فقد الثقة في هذه الاجهزة لأنها خاضعة للسطلة التنفيذية بشكل كبير فما نعمله فهي دراسة تجارب بلدان رائدة ورؤسائها فكل ما يطرح في الحكم الرشيد تضمنه هذه المنظومة في الهيئات المستقلة هذا الوعي ينبغي أن ينتقل إلى المواطن لمعرفة أصول حقيقية للتجربة الدمقراطية. * ماهي التباينات وأوجه الخلاف في الفريق؟ كانت تبنى رؤى المكونات على أسس ضيقة لكن النقاشات مهما كانت مثيرة وجدلية في الاخير نصل إلى حل، نحن تجنبنا كثير من الأمور التي حدثت في بعض الفرق مثل ما طرح من الفريق (أ) يجب أن يطرح ضده من الفريق (ب) فالجميل في هذه المرحلة أنها مرحله انتقالية وحكومة وفاق فالأحزاب لا تستطيع أن تنفرد بالقرارات التي تريد ولكن صوت الأعضاء هو الغالب * ما الذي تأخذه على الحوار الوطني ؟ الابتزاز السياسي من بعض القوى السياسية التي تعمل على التشكيك دائما وعرقلة أي قرار ، يريدون أن يلتفت إليهم كقوى موجودة على الأرض وهذه مرحلة عدت محاولة خلط الأوراق هذه أعتقد أهم الاشكاليات لكن قوى الحداثة وقوى التغيير والنخب والأدباء والناشطين والشباب المستقلين والكتل السياسية هي التي ستصيغ مستقبل البلاد مهما حاولت هذه القوى تبادل الأدوار وتعطيل المرحلة.. في الأخير النجاح يأتي بعض إخفاقات واليمن مرت بإخفاقات سابقة فالحوار نقطة مهمة في تاريخ اليمن ويجب على الجميع استغلال هذه المرحلة والاصطفاف حوله لوضع عقدا جديد في تاريخ اليمن .