علي ثابت القضيبي تقريبا، جبلنا نحن الجنوبيين على الغوص والبحث عن كل ما يثير التباينات والاختلافات بل والغرق في البحث عن كل شاردة وواردة تؤججها ،ويظهر هذا في واقع لحظتنا الراهنة بالنسبة لقضيتنا الاصل القضية الجنوبية ،وعلى الرغم من كل النجاح الساحق والالتفاف الجماهيري الغير مسبوق الذي عكسته الحشود المليونية التي شهدتها ساحتنا الجنوبية خلال الفترة المنصرمة. بالطبع يجمع الشارع الجنوبي اليوم على هدف التحرير والاستقلال في نضاله وتضحياته ،ولكن هناك مكونات ومكونات وكيانات ..الخ ،وعلى خلفية ذلك هناك قيادات وقيادات ايضا ،لكن الغريب ان كل من هؤلاء يقتنص صغائر الأمور للأخر ،بل ويبحث عن كل مايزيد هوة الشق الصغيرة في الأصل الذي بين هذا وذاك !حتى بالنسبة على مستوى الإفراد في قواعد حراكنا السلمي !فما ان يتحدث احدهم عن قضية جزئيه ما في نضالنا الحاليا لاوالاخر يستمع وهو يتحين ويتربص باحثا عن نقطة خلاف او كلمة فياخذ الموضوع منحى الجدل الحاد الذي يليه الشقاق والاختلاف !فلماذ يحدث مثل هذا؟ اعتقد بل واجزم بالقطع ان الخصم في قضيتنا الراهنة مطمئن كل الاطمئنان الى هذه الوضعية المأساوية التي تصبغ واقعنا الجنوبي ،بل ان 0بيرهم الجلاد المخلوع علي عبدالله صالح قد قال ذات يوم :انا مطمئن الى ان الجنوبيين لن يتفقوا ابداً) ويبدو انه مصيب الى حد ما في مقولته هذه ،والسبب نحن بشغفنا واستمرارنا في البحث عن كل مايثير الشقاق والخلاف فيما بيننا، فكل زعيم جنوبي في الخارج أو الداخل ،وكل قيادي ميداني ،وحتى كل حراكي ثائر في الساحات يحب ان يجادل ويكيد للأخر وينظًَر في كل صغيره وكبيره وكأنه يبحث عن هذا الشقاق الخلاف! اذا.. لماذا يهوى كل منا ان يتقمص ثوب الزعيم والقيادي والسياسي والمنظر..و..؟ ولماذا يصركل منا على ان حديثه وطروحاته هي الصواب وحسب ،وعداه في خانة المخطئين،وأسوأمنه في خانة العملاء أو الخونة وسواه ؟ ولماذا يصر كل منا على ان يثير الشكوك في الاخر أويتوقع عمالته وارتهانه للخصوم ،أوانه يعمل لحساب هذا أذاك ،أويشتغل لأجل ولأجل ... ,أو ان هذا قد كان وكان ،وما إلى ذلك ؟أويعتقد كل منا انه الوحيد الذي يبذل ويضحي لأجل القضية وسواه لا ،مع ان كل هذه الأمور ليست من سمات المناضلين الأفذاذ ،ولامن آداب وأخلاقيات ثوار يفترض أنهم يناضلون ويضحون لأجل قضيه عادله كقضيتنا الجنوبية . كجنوبيين ،كلنا قد تجرعنا مرارة الإذلال والغبن والتهميش ، وكلنا تعرضنا للنهب بهذا القدر أذواك ،بل أن كل ثرواتنا السيادية الجنوبية تصب في كروش وجيوب غلاة اللصوص والأفاكين ،كما وكلنا تذوق قسوة طمس هويتنا ومدنيتنا وتحضرنا وصبغ حياتنا برمتها بطباع جهالة القبيلة الموغلة في القدم،ناهيك عن معانتانا من النهج المدروس لتدمير ماتبقى من كياننا وجيلنا المستقبلي عبر الإغراق بالمخدرات ،ودك أسس التعليم من صفوفه الأولى وحتى ألجامعة!ولنتساءل لماذا؟ وكلنا مداسون ومطحونون طحناً بعدم مساواتنا بمواطني الشمال وفي كل مجالات الحياة .. وكل هذا يجمعنا في بوتقة واحدة ولاشك ..فلماذا تفرقنا ايادي سباء؟ لاننا نحن من يوغل ويحبذ الغرق في براثن التمزق والتفكك والبحث عن اسباب الشقاق والفرقة فحسب ! ايها الجنوبيين فلنفق من غفوتنا ،ولنبتعد عن مثل هكذا ممارسات مريضه سقيمة لايمكن ان تقود عاقل الى ان يحقق غاياته وينجز أهدافه ,فما بالنا نحن كمظلومين ،ولننظر ونتنبه الى الممارسات والدسائس الخبيثة التي تحاك ضدنا وأخرها حوارهم المزعوم بمكوناته والياته التي أخرها لجنتهم الجهنمية (التوفيقية) التي بينهم خمسة عشر فرداً محسوبين على الجنوب وحراكه السلمي في الوقت الذي ثلاثة أرباعهم يجاهرون بخصومتهم للجنوب ومواقفه وتطلعاته ،ناهيك عن أن منهم من دعم الطاغية الآفل صالح بالمال في حربة العدوانية على الجنوب ومن شارك في معمعانها ،وكل ذلك ليوهموا العالم الخارجي بالمشاركة الجنوبية بالمناصفة في مخرجاته حوارهم المشؤوم هذا ،واخفي كان أعظم ...فهلا افقنا ياهؤلاء؟!