جبروتُ جُرح !! بقلم- أفنان القطراوي .. لا تتكرر اللحظة في خطّ الزمن مرتين, ولا يعود نجمٌ للسماء قد هوى من موطنه, ولا يلتئم شمل الحب بعد اصابته بالوعكة و غرقه في نهر الشروخات .. ربما يصبح هذا في منطق إحدى القبائل .. لكنه في منطقي الشفاف لا يخضع لقانون التكرار.. حينها يصرخ في دمي جرحٌ يأبى الموت و العدم . يفني طاقتي ومع هذا لا يرتحل .. اتوسل إليه .. لو جاز ان أقدّم له قربانا لفعلت .. لكنه احمق !! لا يسمع , لا يرى .. يتفشى في انحائي رغم صمّه وبكمه .. يقيم صرحا يحميه جيدا . فكل وسائل هدمه بائت بالفشل .. يتغذى على كياني . يقتات عافيتي ,, يأكل بنهم لا يشبع.. يتلذذ في دموعي , بات معجونا في الملامح .. بلا خمير . أحاول الامتزاج في اواصر البشر علّ الألفة تنسيني شيئا إلا أن الألفة تزيد الالم ضروبا .. النهار لا يحمل شمسا بقدر ما يحمل لفافات محرقة من نظرات الناس و الليل لا يحمل قمرا وضّاءً بقدر ما يحمل أقراص انينٍ أذوب بها .! فأدركت حينها أن الفصول الأربعة في الحب خمسة فصل النزف , فصل الجدب , فصل الأسى, الاغتراب, فصل الموت .. مذ وعيت هذا آمنت بآني لنفسي خير حبيب .. فمن يطيق أن يغرق في رواية للمعاناة .؟! وتنتابني رعشات القهر كل دقيقة.. عندما تعود بي الذكريات الى سهل الحزن الذي مكثت فيه و تلوت النغم على طائر يعشق الاغتراب .. يبدوا انه لا علاج ولا فكاك منها كالقيد حول معصمي و قدميّ لا اجيد الحراك ... كل شهقة بداخلي كالرصاصة اذا خرجت لا تعود .. وتكلفني ثمنا عند خروجها إلى ان ترسخت في لبّي مسلّمة أن الحضور أشبه بالغياب .. و البلسم الشافي يستحيل الى تينٍ شوكي حارق .. و مفردات الرحيل لن تزدني إلا صلابة في الكره !!! و رذاذ النسيان يطفئ كل لحظات النور التي كادت تَلِدُ في الزمن الغابر .. كما أنّ العشق طال شعره و أظافره .. ولم يجد له مهذّب سوى الفارات من بشاعته ..