محلل إسرائيلي: حماس حققت انتصارات وحتى الدقيقة الأخيرة واصلت إطلاق الصواريخ وأصابت تل أبيب والقدس.. وتركيا ومصر طلبتا ودهاالناصرة 'القدس العربي' كشفت صحيفة 'معاريف' العبرية في عددها الصادر أمس الخميس، النقاب عن أن الأمر بالبدء بالعملية البرية الإسرائيلية لاجتياح قطاع غزة، تم إصدارها على الأقل مرتين من قبل المستويين السياسي والأمني، إلا أنه تم إلغاء الأمر، وبحسب المراسل للشؤون العسكرية، فإن هذا الكشف جاء بعد التوصل لاتفاق التهدئة مع حماس، ملمحًا إلى أن الرقابة العسكرية في الدولة العبرية لم تسمح بنشر الخبر خلال الجولة الأخيرة من عملية (عامود السحاب)، وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنية رفيعة المستوى في تل أبيب، أن الأوامر العسكرية تم إصدارها للوحدات القتالية، ولكن بعد مرور وقت قصير، تلقت الوحدات عينها أمرا بأنه تم إلغاء قرار اجتياح قطاع غزة، على حد قول المصادر عينها. كما جاء في الصحيفة أن أفراد وحدة 931 التابعة للناحال (وحدة عسكرية إسرائيلية في جيش الاحتلال مكونة من الجنود المتدينين التابعين للصهيونية) خاب، في ساعات ما بعد منتصف ليلة الاثنين الماضي، ذلك أنهم كانوا قد تلقوا الأوامر بالاستعداد للبدء بالعملية البرية، وقاموا بطلاء أوجههم بهدف التمويه، وقام البعض منهم بالصلاة، وحتى أنهم قاموا بفتح بوابة الحدود بين قطاع غزة والدولة العبرية، وتابعت الصحيفة قائلةً إنه في الدقيقة التسعين تلقوا الأمر المعاكس: العودة إلى أماكنكم، لأن الأمر الذي صدر ببدء الاجتياح البري قد تم إلغاؤه، وتأجيله لمدة 24 ساعة. ونقل الصحافي الإسرائيلي عن جنود الوحدة المذكورة قولهم إن إلغاء الأمر لم يكن المرة الأولى، وقالوا إنه منذ يوم السبت الماضي تلقوا مرتين على الأقل الأوامر بالاستعداد للشروع في العملية البرية، ولكن في اللحظة الأخيرة، تلقوا الإشعارات التي تفيد لأنه تم تأجيل العملية، على حد قولهم، وعبروا عن سخطهم الشديد من تصرف القادة الميدانيين في جيش الاحتلال بالنسبة لتغيير الأوامر. وأضافت الصحيفة العبرية قائلةً إن إحدى المشاكل التي عانى منها الجيش كانت في كيفية المحافظة على يقظة المقاتلين الذين كانوا على الحدود بانتظار الأوامر، وذلك خشية أن يدخلوا إلى حالة من اللا مبالاة، على حد قول الصحيفة. في السياق ذاته، رأى المحلل للشؤون العسكرية في موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية على الإنترنت، رون بن يشاي، إن التهدئة يجب أن تُفحص ليس فقط من منظار عسكري، بل من منظار مدني، ذلك أنه لا يُعقل أن يستمر أكثر من مليون إسرائيلي، يقطنون في الجنوب، من العيش وسط صفارات الإنذار في حالة شلل كامل، أما القضية الثانية، برأي بن يشاي، فتتعلق بالتنظيمات الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية، فهل ستستغل هذه المنظمات التهدئة لكي تقوم بتهريب الأسلحة وزيادة قوتها العسكرية من الناحية الكمية والنوعي، لافتًا إلى أنه من غير المستبعد أن تقوم هذه التنظيمات بإدخال تحسينات على طرق الحرب من التجربة التي خاضتها في العملية الإسرائيلية الأخيرة، على حد قوله، وهذا ما حدث بعد عملية الرصاص المسبوك، عندما شعرت إسرائيل، وليس في الجنوب فقطن بأن الفلسطينيين استغلوا التهدئة لتقوية أنفسهم بالسلاح والعتاد المتطور، كما كشف النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي، بالرغم من تطويره للاستخبارات وتفوقه من الناحية الجوية، وجد صعوبة بالغة في الأيام الأولى من المعلية في تحديد مواقع إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وقال أيضا إن الجيش الإسرائيلي تمكن من التغلب على المفاجئات التي أعدها الفلسطينيون له منذ بدء العملية وتعامل معها بصورة ممتازة. وزاد بن يشاي قائلاً إن الردع هو مصطلح إستراتيجي، والسؤال في ما إذا تمكنت الدولة العبرية من استعادة قوة الردع أو ترميمها، لا يمكن الإجابة عليه، من ناحية إسرائيل، إلا بعد مرور أشهر أو حتى سنوات، مثلما حدث مع حزب الله في لبنان بعد العدوان عليه في صيف العام 2006، ولكنه اعترف بأن حماس تمكن من تسجيل انتصار في الوعي، ذلك أن هذا التنظيم واصل إطلاق الصواريخ حتى اللحظة الأخيرة، كما أن تمكن حماس من الوصول بالصواريخ إلى كل من القدس وتل أبيب، هو انتصار في الوعي للحركة، كما أن اللهاث المصري التركي وراء حماس يعتبر انتصارا للحركة، هذه العوامل مجتمعةً، كتب بن يشاي، هي انتصارات لحركة حماس لا يمكن التغاضي عنها، ولكن السؤال المفصلي، بحسب المحلل الإسرائيلي، ما هو الوقت الذي ستحافظ فيه حركة حماس على هذه الانتصارات، لأن انتصارات من هذا القبيل، يوجد تاريخ انتهاء الصلاحية، على حد وصفه. وبالتالي أضاف بن يشاي، يجب أن نتابع عن كثب في ما إذا تمكنت حركة حماس من ترجمة هذه الانتصارات العسكرية إلى انتصارات سياسية واقتصادية، والسؤال هل تتمكن من ترميم ما دمره الجيش الإسرائيلي خلال العملية الأخيرة؟ وهل ستنجح الحركة في الحصول على أموال لأعمال الترميم، كما أنه قال إن حركة حماس تبحث الآن عن اعترافات من دول الخليج ومن أمريكا وأوروبا، والسؤال المفصلي، برأيه، هل هذه المجموعة على استعداد للاعتراف بحماس؟. وخلص إلى القول إن صناع القرار في تل أبيب يأملون في أن يستوعب أهالي قطاع غزة الرسالة التي وجهها الاحتلال لهم: الدمار الهائل الذي أحدثه القصف الصاروخي، وهل هم على استعداد لخوض جولة جديدة من الحرب مع إسرائيل، على حد قوله.