محلل إسرائيلي: قصف تل أبيب والقدس إنجاز تاريخي للتنظيمات الفلسطينية الناصرة 'القدس العربي' في ما نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن يكون قد أوفد إلى مصر مبعوثًا لإجراء محادثات مع صناع القرار في القاهرة حول التوصل إلى تهدئة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في غزة، أفادت صحيفة 'معاريف' العبرية في عددها الصادر الأحد، انه لوحظ أمس الأحد أن الإعلام العبري بدأ يُغير وتيرة التقارير عن العدوان الهمجي على قطاع غزة، ويُشدد أكثر على المحاولات الحثيثة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين. وأكدت مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب على انطلاق اتصالات حثيثة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، تلعب فيها مصر ورئيسها دورا محوريا، إلى جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفي هذا السياق، قال محلل الشؤون العربية بصحيفة 'هآرتس' العبرية، أفي إيسخاروف، في حديث أدلى به للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي إنه من سخرية القدر أن يكون الرئيس محمد مرسي، الذي يُريد القضاء على الدولة العبرية، هو الشخص الذي تتعلق فيه تل أبيب من أجل وقف إطلاق النار، مشددا على أن القاهرة تقوم بممارسة الضغوطات الجمة على حركة حماس، لأن التصعيد، على حد زعمه، لا يتماشى مع المصالح المصرية، كما قال، أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قام صباح الأحد بزيارة إلى الجنوب وهدد حماس بأنها ستدفع ثمنًا باهظًا في حال مواصلة قصف المستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ، فإنه، بحسب صحيفة 'هآرتس' يواصل في المرحلة الحالية الاعتماد على إجراء اتصالات مع أطراف دولية مختلفة في مقدمتها، الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، في سعي لتخفيف حدة الضغوط على إسرائيل وضمان ما أسمته المصادر السياسية الإسرائيلية شروط اتفاق وقف إطلاق النار لا يظهر انتصارا لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. على صلة بما سلف، نشر المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، أليكس فيشمان، الأحد تحليلاً جاء فيه إن من يقوم بإدارة الحرب من الطرف الإسرائيلي لا يدفعون ولا يرغبون حقًا بالذهاب إلى الجولة البرية التي قد لا تخدم الأهداف المتواضعة التي حددت للعملية الحالي، ولكن إذا نجحت حماس في إحداث وإلحاق ضربة دراماتيكية بإسرائيل للحصول على ما أسماها بصورة النصر النهائية للحرب، فإن وزراء في الحكومة قد لا يتمكنوا من ضبط أنفسهم وعدم الوقوع في إغراء تصحيح مثل هذا الانطباع عند الناخب الإسرائيلي، على حد قوله. وكشف المحلل للشؤون العسكرية، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، كشف النقاب عن أنه مع إعلان دولة الاحتلال عن تجنيد واستدعاء 75 ألف جندي احتياط انهالت الاتصالات على إسرائيل متسائلة ما إذا كانت تعتزم إعادة احتلال القطاع وجاء الرد بأن ذلك جائز وممكن، كما قال وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان. مع ذلك، كتب المحلل أنه على الرغم من هذه التصريحات فإن المسارات الدبلوماسية والسياسية نشطت للغاية في السعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بما في ذلك ما أطلق عليه اسم تبادل الأفكار بين القاهرة وتل أبيب، لافتًا إلى أن الدول الغربية أكثرت من الثناء والإطراء على الرئيس المصري محمد مرسي إلى حد التزلف، على حد تعبيره. وتابع المحلل قائلاً إن شروط وقف إطلاق النار التي أعلنها رئيس حكومة مصر، هشام قنديل، لدى زيارته لقطاع غزة، كشروط أولية: فتح معبر رفح، وقف التصفيات، رفع الحصار ووقف أي انتهاك لسيادة القطاع، هي غير معقولة وغير مقبولة، ومع ذلك، زاد فيشمان، أن صناع القرار في القاهرة يواصلون اتصالاتهم مع خالد مشعل ورمضان شلح، فيما تساهم إسرائيل بدورها في الاتصالات مع المصريين، وبحسبه، فإن التوقعات تشير إلى تواصل القتال في اليومين القادمين، وأن حركتي حماس والجهاد خففتا من وتيرة إطلاق الصواريخ بهدف الإبقاء على مخزون من السلاح استعدادًا لأيام قتال متواصلة وطويلة. أما في الطرف الإسرائيلي، فقال المحلل العسكري إن قيادة العمليات في إسرائيل قررت أمس الأول، السبت، الانتقال من حصر القصف الجوي لمواقع ومنصات الصواريخ في المواقع المعزولة والمفتوحة إلى قصف مخازن السلاح ومنصات الإطلاق الموجودة في المناطق السكنية المأهولة، وليس فقط المباني الحكومية التي تكون خالية من المدنيين ليلاً، بل أيضا تلك الموجود على مقربة من الأحياء والمباني السكنية والمدارس والمساجد، وأشار إلى أن هناك تخوفًا من فقدان الشرعية الدولية في حال رفض السكان إخلاء هذه المناطق ووقعت إصابات كبيرة في صفوف المدنيين. لكن الجيش الإسرائيلي بدأ بحملة أطلق عليها اسم طرق السطح وتعني إطلاق صواريخ ضعيفة القوة باتجاه أسطح البيوت لتشجيع السكان على مغادرتها، كما لفت إلى أن الجيش يحصل قبل كل عملية على استشارة قانونية من المستشار القضائي للحكومة، خشية ارتكاب أخطاء قد تُربك الدولة العبرية، وتُعتبر جرائم حرب. وخلص فيشمان إلى القول إنه إلى جانب مطر صواريخ حماس، والقصف الذكي الذي تقوم به إسرائيل، سيهطل مطر من الدبلوماسيين الذين سيصلون هذا الأسبوع إلى غزة وإسرائيل ومصر، ومن غير المستبعد أنْ يؤدي هذا المطر الدبلوماسي إلى جانب أمطار حقيقية إلى تبريد الأجواء حتى نرى بوادر تهدئة، على حد وصفه. في السياق ذاته، قال المحلل أمير أرون، في صحيفة 'هآرتس' الأحد إن إسرائيل تخشى من التوصل إلى حلول أساسية، إنها تريد ربح الوقت، وبعد ذلك هدره، هذه المرة أيضًا، تابع، كما في المرة السابقة، لم تتمكن الدولة العبرية من سحب المسدس من حماس، إنما سحبت الذخيرة، وعندما يكون الهدف هو التوصل إلى هدوء، فإنه يتحتم على تل أبيب أن تستغله من أجل التقدم، ولكن ما سيحدث هو أن حماس وشريكاتها سيقومون بتقوية ترساناتهم العسكرية، وفي الجولة القادمة سيصل العدو وبإمكانه أنْ يُطلق الصواريخ إلى مناطق أبعد من التي وصلها حتى الآن، وهكذا فإنه في كل عملية ترفع إسرائيل التسعيرة لهجومها على قطاع غزة، على حد قوله. وتابع أنه لا يُمكن الاستخفاف بتبعات سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية على القدس وتل أبيب، ذلك أنه منذ العام 1948، لم تتمكن أي دولة عربية، سوى العراق عام 1991، من تحقيق النجاح الذي حققته حماس والجهاد الإسلامي، لافتًا إلى أنه حتى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي هدد بقصف تل أبيب لم يقدر على إخراج تهديده إلى حيز التنفيذ، وبقيت تل أبيب محصنة، ولفت إلى أن التنظيمات الفلسطينية المعزولة دوليًا والتي تُعاني من عدم التكافؤ بالقوة العسكرية مع إسرائيل، تمكنت من قصف تل أبيب والقدس، معتمدةً على سورية وإيران وحزب الله، وخلص إلى القول إنه في المنافسة الجارية بين أعداء إسرائيل، فإن التنظيمات الفلسطينية حطمت الرقم القياسي الذي وصل إليه حزب الله في حرب لبنان الثانية عام 2006، على حد قوله.