استهدفت إسرائيل، أمس، رموز سلطة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، كما استهدفت مقر حكومتها في القطاع، ما ادى الى تدميره بالكامل، واستدعت جنود الاحتياط فيما يلوح القادة الاسرائيليون بشن هجوم بري على غزة في اليوم الرابع من عملية «عمود السحاب» التي تشنها على قطاع غزة، فيما ارتفع عدد الشهداء منذ بدء عملية «عمود السحاب» على غزة إلى41 شهيداً، بينهم ستة أطفال وسيدتان، وبلغ عدد الجرحى 398 من بينهم 133 طفلاً و67 سيدة، وذلك بعد أن اغتيل أمس ناشط في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ضمن 11 شهيداً قضوا في غارات جوية. وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موسى ابومرزوق، أن الحركة أبلغت وسطاء تدخلوا لإبرام اتفاق تهدئة، ان على اسرائيل وقف المعركة التي بدأتها، في اشارة ضمنية لاستعداد «حماس» للتهدئة حال توقف اسرائيل عن هجومها، وذلك في وقت رفضت إسرائيل مقترحاً مصرياً بهذا الشأن، وبعث الاحتلال رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف الخلوية الى نحو 12 ألفاً من سكان القطاع، دعاهم فيها الى الابتعاد عن أفراد «حماس»، مؤكدا ان المرحلة التالية من الحملة على الابواب. وتفصيلاً، شنت مقاتلات حربية اسرائيلية غارات صاروخية، فجر أمس، على مقر رئاسة الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حماس في غزة، حيث تم تدميره بالكامل. واكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ل«فرانس برس» استهداف مقر حكومة حماس في غزة قائلاً «لقد استهدفنا المقر العام لإسماعيل هنية»، ويظهر مقطع فيديو وزعه الجيش الاسرائيلي انفجار المبنى. وأصيب اكثر من 30 فلسطينيا في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزل إبراهيم صلاح مدير العلاقات العامة والدولية في وزارة الداخلية في حكومة حماس. وفي ساعات الفجر الاولى، أمس، قصفت الطائرات الحربية مقر قيادة الشرطة الذي تديره حماس في منطقة الرمال غرب مدينة غزة. وذكر مراسلون ل«فرانس برس» أنه تم قصف الجامعة الاسلامية وملعب فلسطين في غزة ايضاً. من جهته، قال خبير الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت احرونوت»، إليكس فيشمان، للاذاعة العامة الإسرائيلية بات «الطيران يستهدف الآن اهدافا مدنية او شبه مدنية، لأن الفلسطينيين يطلقون (الصواريخ) من المناطق المدنية المأهولة حيث من الصعب التدخل دون المخاطرة بإيقاع خسائر في صفوف المدنيين». وبحسب فيشمان فإن «حماس تسعى لتحقيق نجاحات لتثبت انتصارها، لكن الوقت يضيق بالنسبة لإسرائيل، لأن الضغوط الدولية ستتكثف من اجل تجنب حصول تدهور خطير ولتشجيع التوصل الى وقف لإطلاق النار». وأضاف «لا أحد يريد احتلال غزة، لا أحد يريد ذلك». ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن رئيس الاركان الاسرائيلي، الجنرال بني غانتز، قوله إنه «من الضروري زيادة وتيرة غاراتنا». وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي «شنت قواتنا الجوية اكثر من 830 غارة على قطاع غزة منذ بدء عملية عمود السحاب بعد ظهر الاربعاء» الماضي. وأكد الجيش الاسرائيلي انه دمر جزءا كبيرا من البنى التحتية «العسكرية» التابعة لحركة حماس، خصوصاً «أماكن إطلاق النار والمخابئ ومستودعات الاسلحة والذخيرة وأنفاق التهريب وقواعد التدريب». وأشار الجيش الى ان اكثر من 380 صاروخاً من قطاع غزة سقط في اسرائيل وقامت القبة الحديدية باعتراض 230 آخرى منذ الاربعاء. ونشرت بطارية خامسة من نظام القبة الحديدية، أمس، في منطقة تل ابيب التي اطلق نحوها في اليومين الماضيين ثلاثة صواريخ طويلة المدى. وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي «أجهزة استخباراتنا اكتشفت برنامج إنتاج الطائرات من دون طيار التابعة لحماس، وتم تدمير كل هذه الاجهزة». وأظهرت مشاهد من تسجيل فيديو صوره الطيران الاسرائيلي تجربة لطائرة من دون طيار تحلق فوق مسار قريب من حظيرة طائرات كبيرة في مدينة غزة واقعة بين مبان سكنية عدة. من جهة أخرى، اصيب اربعة جنود اسرائيليين بصاروخ أطلق من قطاع غزة، حسبما أعلن الجيش الاسرائيلي، بينما اشارت مصادر عسكرية الى انهم كانوا «داخل مبنى». وقالت الاذاعة العامة «هذه البطارية قادرة على اعتراض الصواريخ التي تستهدف تل أبيب والقدس». وانضم ايضا 20 ألف جندي احتياط اسرائيلي تم استدعاؤهم بشكل طارئ، أمس، الى وحداتهم وفقاً للاذاعة. ورأى مراسلو «فرانس برس» ناقلات جنود مدرعة وجرافات ودبابات تتجمع قرب السياج الحدودي بين اسرائيل وقطاع غزة. ووافقت الحكومة الامنية المصغرة التي تضم تسعة وزراء اسرائيليين، الليلة قبل الماضية، على استدعاء 75 الفاً من جنود الاحتياط في اطار الهجوم العسكري الذي تشنه على قطاع غزة. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، إنها «لن تكون حربا شاملة (في غزة) بل عملية تحددت اهدافها». وأضاف «نحن مستعدون لعملية برية واسعة النطاق في حال اقتضى الأمر، لكن يجب العلم بأنه في حال اطلاق عملية مماثلة فسيكون من المستحيل التوقف عند منتصفها، ويجب ان تستمر حتى النهاية». في المقابل، قال موسى أبومرزوق في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه من القاهرة فضائية «الاقصى» التابعة لحماس «منذ ساعات طويلة، وهو (الجانب الاسرائيلي) يطالب عددا كبيرا من الوسطاء التدخل لتهدئة الاوضاع في قطاع غزة، وكان جوابنا أنتم الذين بدأتم المعركة وعليكم ان تتوقفوا حتى تعود الامور الى ما كانت عليه». وتابع «لذلك لا يتوقع أحد ان تقف المقاومة مكتوفة الايدي أمام حجم هذا الهجوم»، مضيفاً أن «المقاومة ردت واعتقد ان رد الكتائب رد ملائم بحجم العدوان الذي جرى، والشهيد الذي ارتقى (القيادي العسكري البارز في حركة حماس أحمد الجعبري)». يأتي ذلك في وقت ذكرت القناة التلفزيونية الاسرائيلية العاشرة، أن تل ابيب رفضت، أول من أمس، مقترحا مصريا لوقف النار والعودة الى التهدئة. وقالت ان المقترح المصري ينص على وقف مباشر لإطلاق النار بين الجانبين فوراً كمرحلة أولى، ثم العمل خلال المرحلة الثانية على ضمانات عدم تكرار إطلاق النار من قبل «حماس» ومنظمات غزة مستًقبلا. وتعالت أصوات على الساحة السياسية في إسرائيل تدعو إلى تأجيل إجراء الانتخابات العامة المقررة ليوم 22 يناير المقبل، بسبب الوضع الأمني المتدهور في إسرائيل وقطاع غزة. وشهدت مناطق عدة مختلفة بالضفة الغربية، أمس، مواجهات محدودة بين شبان فلسطينيين والجنود الاسرائيليين احتجاجاً على القصف الاسرائيلي لقطاع غزة.