قادة تل أبيب ينذرون بعملية عسكرية ويهددون بالعودة لسياسة الاغتيال حال استمرت المواجهات المسلحةغزة 'القدس العربي' تشهد المناطق الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل هدوءاً نسبياً، عقب احتدام المواجهات المسلحة بين المقاومة وإسرائيل، حيث شن جيش الاحتلال سلسلة غارات ليلية، فيما أطلقت المقاومة رشقات صاروخية، تلت إبرام تهدئة تم التوصل إليها بوساطة مصرية مساء الأحد، وقال مسؤولون إسرائيليون أن القيام بعملية عسكرية واسعة ضد غزة لم يعد إلا مسألة وقت، بعد أن هددوا بالعودة لانتهاج سياسة الاغتيالات، حال تواصلت عمليات القتال. وفي ساعات الليل وعقب الحديث عن إبرام تهدئة جديدة شنت إسرائيل عدة غارات استهدفت أرضا خالية شمال مدينة غزة، قبل أن تقصف منطقة في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، وتغير على موقع في منطقة تقع إلى الجنوب من مدينة غزة. ولم تسفر الهجمات عن وقوع إصابات، غير أنها أحدثت أضرارا مادية في الأماكن المستهدفة، وخلقت جوا من الخوف والهلع في صفوف السكان، خاصة الأطفال منهم. وقال متحدث عسكري في إسرائيل أن القصف استهدف نفقا ومخزنا للوسائل القتالية في شمال القطاع وموقعا لإطلاق القذائف الصاروخية في جنوبه، وأوضح أنه تم إصابة الأهداف بدقة. ودخل اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية حيز التنفيذ عند الساعة التاسعة من ليل الأحد، غير أنه لم يصمد سوى وقت قصير جداً عادت عبه العمليات المتبادلة. وقال أبو أحمد الناطق باسم سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي ان إسرائيل خرقت الاتفاق، وأن قيام الفصائل صبيحة أمس بشن هجمات صاروخية كان ردا على القصف الإسرائيلي. وأعلن في تل أبيب أن الجيش يدرس العودة إلى تنفيذ عمليات اغتيال بحق زعماء التنظيمات الفلسطينية، وذكرت صحيفة 'هآرتس' أن هذا الخيار أعيد طرحه للخروج من الوضع الراهن في ظل تكرار التصعيد مع قطاع غزة. وقدرت الصحيفة أن تلجأ تل أبيب إلى سياسة الاغتيالات لقادة التنظيمات ومن ضمنها قيادات حركة حماس، خاصة وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يفضل اللجوء لعملية عسكرية واسعة على غرار عملية 'الرصاص المصبوب'. وقال مسؤولون في فصائل فلسطينية أن جهودا مصرية تبذل لإعادة الهدوء، بعد فشل وقف إطلاق النار ليل الأحد. وفي غزة تبنت عدة فصائل مسلحة مسؤوليتها عن شن هجمات بالقذائف الصاروخية على مناطق تقع جنوب إسرائيل، وسقطت بحسب ما ذكر في إسرائيل خلال ساعات الليل نحو 30 قذيفة صاروخية على بلدات سديروت ونتيفوت وأشكول وشاعر هنيغف. ودمر منزل في بلدة سيديروت جراء تعرضه للإصابة من صاروخ، كذلك دمر منزل مهجور في بلدة ونتيفوت. وأفيد بأن نحو 25 من الإسرائيليين أصيبوا بحالات هلع جراء انفجارات صواريخ المقاومة الفلسطينية. وذكرت القناة التلفزيونية السابعة في إسرائيل أن صاروخا فلسطينيا ضرب جنوب مدينة تل ابيب، وتسبب في قطاع التيار الكهربائي عن منطقة روخوبوت. وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ يطلق من غزة لهذا البعد في المسافة، حيث تستخدم المقاومة الفلسطينية في بعض الهجمات صواريخ من نوع 'غراد' يصل مداها لأكثر من 60 كيلو متر. وتمكنت يوم أمس منظومة القبة الحديدة من اعتراض أحد صواريخ 'غراد' أطلق صوب مدينة عسقلان، لكن أربعة صواريخ أخرى استطاعت المواصلة وضرب أهدافها. وقال متحدث عسكري أن التجمعات السكنية في إسرائيل تعرضت منذ اندلاع المواجهات مساء السبت الماضي إلى إطلاق 140 قذيفة صاروخية. وتبنت فصائل مسلحة في قطاع غزة مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية هذه، وقالت أنها رد على العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد القطاع. وأعلنت الفصائل المسلحة استعدادها لمواجهة قوات الاحتلال حال شنت أي هجوم جديد ضد القطاع. وأجرى رئيس الأركان في إسرائيل الجنرال بيني غانتس مشاورات لتقدير الموقف في الجنوب مع قائد المنطقة الجنوبية الميجر جنرال تال روسو وضباط آخرين كبار. وفي تل أبيب أيضاً تواصلت ردود الفعل الإسرائيلية من قبل الحكومة والمعارضة المطالبة بشن عمل عسكري كبير ضد غزة، وقال رئيس الطاقم الإعلامي لحزب الليكود النائب أوفير أكونيس 'إن القيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة لم تعد إلا مسألة وقت'، ودعا رئيس المعارضة شاؤول موفاز إلى الالتزام بقاعدة تكوين التوافق العريض في أوقات الطوارئ. من جهته قال موفاز أنه يجب تغيير السياسة المتبعة إزاء قطاع غزة، من خلال استهداف رؤساء كافة التنظيمات المسلحة عقب تراجع قوة الردع الإسرائيلية، وهو أمر طالب به الزعيم في حزب العمل بنيامين بن إليعازر الذي أكد وجوب استعادة 'القوة الرادعة' واتخاذ إجراءات قاسية تؤكد لحماس أنها تتحمل المسؤولية. وكان وزير الجيش أيهود باراك أعلن أنه أصدر توجيهاته لقيادة الجيش لدراسة الاحتمالات لتشديد الرد الإسرائيلي ضد حماس في ظل استمرار عمليات إطلاق الصواريخ. وأكد على أن الانتخابات المزمع إجراؤها في إسرائيل لن تشكل مصدر حصانة لحماس، وأضاف 'إننا لن نتردد في دخول القطاع مرة أخرى لاستهداف حماس إذا اضطررنا للقيام بذلك'. وبسبب تطورات الأوضاع الميدانية أبقت سلطات الاحتلال على إغلاق معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد الذي تدخل منه البضائع والسلع إلى قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي. وبررت إسرائيل الإغلاق بسبب استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في غزة.