رفع العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 385 شهيدا وأكثر من 1750 جريحا ، بينما وسعت فصائل المقاومة دائرة المناطق المستهدفة بالصواريخ لتشمل محيط مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارىء في وزارة الصحة ان "بين الشهداء 178 مدنيا ومن هؤلاء الشهداء 39 طفلا دون سن السادسة عشرة 13و امرأة". وأدت غارة جوية إسرائيلية على منطقة المغراقة وسط القطاع إلى استشهاد فلسطيني وجرح أربعة بينما استشهد آخر وأصيب اثنان في غارة أخرى على خان يونس جنوب غزة وذلك بعد استشهاد طفلتين في غارة مبكرة على بيت حانون شمال القطاع. والطفلتان هما شقيقتان أعمارهما أربع سنوات 11و سنة ، وقد استشهدتا بعد استهدافهما بصاروخ إسرائيلي ، بينما كانتا تركبان عربة يجرها حمار. وشاركت في عدوان امس البحرية الإسرائيلية لتسهيل مهمة الطائرات الحربية التي شنت أيضا غارات على مجمع الوزارات بمدينة غزة ، وأدت لتدمير خمسة مبان في المجمع ومبنى تابعا للجامعة الإسلامية والمقر الرئيس لنادي الشمس الرياضي. في المقابل وسعت فصائل المقاومة نطاق ردها بالصواريخ محلية الصنع وصواريخ غراد لتبلغ تخوم مدينة بئر السبع. واطلق امس نحو 100 صاروخ وقذيفة هاون على البلدات الإسرائيلية استهدف معظمها بلدة سديروت. وقالت مصادر اسرائيلية ان عددا من الصواريخ استهدف نحال عوز وكريات ملاخي وليهافيم القريبة من بلدة راهط العربية شمال بئر السبع. واستهداف ليهافيم يجعل من مدينة بئر السبع لأول مرة في نطاق الصواريخ الفلسطينية. وذكرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت مدينة عسقلان بثلاثة صواريخ من طراز "قدس" ، مشيرة إلى أن ذلك ياتي في سياق الرد على الجرائم الإسرائيلية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيليين اثنين قتلا وأصيب تسعة آخرون بجراح مختلفة فيما أصيب آخرون بحالات هلع ورعب جراء إطلاق صواريخ فلسطينية. وأوضح مصدر طبي إسرائيلي أن جنديا قتل في منطقة ناحل عوز شرق قطاع غزة بينما أصيب أربعة آخرون وصفت جروح أحدهم بالخطيرة. وذكر مصدر عسكري أن امرأة إسرائيلية قتلت وأصيب شخصان بجروح خطيرة وثلاثة آخرين بجروح طفيفة جراء سقوط صاروخ كاتيوشا قرب محطة للحافلات في إشدود. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى الإسرائيليين جراء الصواريخ الفلسطينية منذ بدء العدوان الاسرائيلي السبت الماضي إلى ثلاثة قتلى. وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن استمرار الهجمات الصاروخية الفلسطينية أدى إلى تعطل الدراسة امس في التجمعات السكنية الإسرائيلية التي تبعد عن قطاع غزة مسافة 30 كيلومترا وبينها رهط ونتيفوت واوفاكيم واشدود واشكلون وكريات جات. ودعت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية السكان في القرى المتاخمة لقطاع غزة إلى ملازمة الملاجىء والأماكن الآمنة أو البقاء على مقربة منها. وبينما تشير التوقعات إلى احتمال بدء الاجتياح البري ضد القطاع في غضون الساعات المقبلة بعد إعلان إسرائيل إنهاء استعداداتها ، تقول الانباء الواردة من اسرائيل ان هذا الأمر قد يقرره المجلس الإسرائيلي المصغر في اجتماعه اليوم الأربعاء. وتحدثت تقارير صحفية اسرائيلية عن حشود عسكرية كبيرة على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع غزة ، منوهة إلى أن إسرائيل تلجأ لأول مرة لنصب منصة بطارية صواريخ. وشهدت منطقتا معبر صوفا جنوب غرب غزة ووسط غزق شرق مخيم البريج حشودا عسكرية إسرائيلية وتحركات عسكرية غير عادية. ففي منطقة صوفا تاكد وجود آليات عسكرية إسرائيلية ثقيلة ، كما بدأت الجرافات الإسرائيلية بتسوية الأرض هناك ، وعمل سواتر ترابية الأمر الذي يوحي بقرب بدء العملية العسكرية. أما في شرق مخيم البريج فقامت آليات ثقيلة بنقل الدبابات إلى مواقع بمواجهة القطاع. الى ذلك استبعدت اسرائيل امس وقفا لاطلاق النار. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن حركة حماس تدرس مقترحات مختلفة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل. ونقلت الإذاعة عن مصدر في الحركة قوله "توجهت جهات مختلفة إلى الحركة وعرضت عليها مقترحات مختلفة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل". وأضاف المصدر ، الذي لم تكشف الإذاعة عن هويته ، "ستدرس قيادة حركة حماس هذه المقترحات". وتابع مصدر حماس قائلا "رغم الصعوبات الحالية يواصل قادة الحركة الاتصالات فيما بينهم". في هذه الاثناء ، اصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقت ايهود اولمرت تعليماته للجيش الإسرائيلي بمواصلة العملية العسكرية التي يشنها على قطاع غزة والتي بدأت السبت الماضي. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية امس ان"اولمرت لم يحدد في هذا التعليمات موعدا لإنهاء العملية الإسرائيلية" ، مشيرة إلى ان "هذه التعليمات جاءت في ختام نقاش أجراه في منزله بحضور وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الأركان الجنرال جابي اشكنازي ورؤساء الدوائر الأمنية الإسرائيلية". واعلن اولمرت ان العملية العسكرية الاسرائيلية على القطاع ضد حركة حماس ليس سوى "مرحلة اولى". من جانبه قال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فلنائي ان تل ابيب تستعد لمرحلة طويلة من القتال في قطاع غزة قد تستمر أسابيع. واضاف فلنائي "إننا مستعدون تماما لخوض قتال متواصل قد يستمر أسابيع في قطاع غزة والذي سيشهد الكثير من المعارك المسلحة". وتابع "نريد تحقيق تغيير جوهري في الوضع الأمني في جنوب إسرائيل وما يجرى من عمليات في قطاع غزة يضعف حماس بمرور الوقت". ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الإسرائيليين امس لإبداء مزيد من الصبر في مواجهة عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ، متوقعا أن "يعيشوا أوقاتا صعبة". وقال باراك ، في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية ، "علينا أن نتوقع أوقاتا صعبة قد نمر بها بسبب ما يجرى في قطاع غزة". وأضاف "أداء الإدارات المحلية في المدن الإسرائيلية أصبح على المحك الآن". ورفض باراك الكشف "عن الخطوات المستقبلية التي سينفذها الجيش الإسرائيلي خلال عدوانه على القطاع" ، مكتفيا بالقول إنه لا يريد الدخول "في تفاصيل العملية العسكرية في غزة والتي ستستمر وقتا طويلا". بالمقابل أعلنت حركة حماس امس أنها لن تلقي "الراية البيضاء" في وجه العدوان الاسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة ، متوعدة تل أبيب بمزيد من الرد على "الجرائم الوحشية" في القطاع. وقال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان في بيان صحفي "إن استهداف الجامعات والمساجد والمؤسسات الخيرية والمدنية وقصف المنازل على رؤوس المواطنين الآمنين فيها يدلل على الصورة القبيحة والعنصرية والهمجية الإرهابية للاحتلال الصهيوني الغاشم". وأضاف "إننا أمام هذا العدوان الهمجي والإرهابي الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني نؤكد على أن شوكتنا لن تنكسر ولن نرفع الرايات البيضاء للاحتلال المجرم وسنواجه الإجرام الصهيوني بمزيد من الصمود والثبات". وحيا قيادي حماس "الشعوب العربية والإسلامية التي انتفضت لفلسطين والدماء النازفة في قطاع غزة" ، داعيا إياها ل"مواصلة هبتهم للضغط على حكوماتهم والالتحام مع شعبنا الفلسطيني ومساندته ودعم صموده في وجه الحرب المعلنة التي يخوضها المحتل".