"الانباء السعودية"متابعة" كشفت سميرة الغامدي أرملة الراحل عبدالرحمن الغامدي الذي راح ضحية مطاردة دورية أمنية وأخرى لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلجرشي منذ بضعة أشهر أنها لم تتقاض كل المستحقات المالية لزوجها منذ وفاته لعدم وجود شخص متفرغ، وأنها لا تستطيع إنهاء الإجراءات والمراجعة بحكم ظروفها الصحية والنفسية والأسرية حيث بترت يدها، وأصيب أبناؤها بإصابات متفرقة، وأشارت إلى أنها لن تتنازل عن القضية مهما كان فهناك حق لها ولأبنائي. وقالت بحسب صحيفة المدينة بلغة مغلفة بالحسرة والأسى: «كان الأولى بالجهات المختصة أن تنهي كل الإجراءات بعد دفن زوجي ولا أبقى وأبنائي دون دخل يعيننا على متطلبات الحياة، الأمر الذي أوجب علي توكيل أحد أقاربي شرعيًا لمتابعة كل إجراءات القضية والحمد لله صرفت لي مستحقات الشهرين الفائتين من الضمان الاجتماعي». وأضافت الغامدي أن أبناءها يعانون نفسيًا وجسديًا وماديًا واجتماعيًا بدون «رب الأسرة» مشيرة إلى أنهم لم يتلقوا علاجًا نفسيًا وتأهيليًا للخروج من الأزمة. وقالت: «أخشى على ابني خالد في المدرسة حيث أصيب بعد الحادث بانحراف في عينه اليمنى ولا يستطيع النظر بها ويشعر بآلالام في رأسه عند تعرضه لأي ضربة حتى لو كانت بسيطة كما انه يعاني من عدم الاتزان ودائما ما يسقط على الأرض بسبب الاصابة». وبينت أن الموافقة صدرت من مستشفى الحرس والوطني بتركيب اليد الصناعية لها بتوجيه من وزير الحرس الوطني ومتابعة الأمير مشاري بن سعود بمدينة الأمير سلطان. المولودة «أمل»: وعن قصة المولودة الجديدة: قالت سميرة: «أحمد الله تعالى على ما رزقني إذ كنت حاملا بمولودتي الجديدة وقت الحادث وعناية الله تعالى أنقدتها بعد سقوطى من اعلى الجسر وبارتفاع اكثر من 10م والحمد لله كان وضعها مستقرًا إضافة إلى العمليات التي أجريت لي والكم الهائل من الأدوية لذا قررت أن أسميها «أمل» بعد كل الآلام التي داهمت حياتنا وشتت أسرتي». وطالبت الغامدي بأخذ حقها وحق زوجها وابنائها الشرعي من المتسببين في تشتيت اسرتها. الذكريات المؤلمة: وعن ذكرياتها مع الفقيد والحادث المؤلم تقول سميرة الغامدي: «كانت تربطني بعبدالرحمن صلة قرابة فهو ابن خالتي وزوجي وبدأت حياتي معه حين كان موظفًا «قائم بأعمال البريد» بالتعاقد بمرتب زهيد لا يكاد يفي بمتطلباتنا حتى نهاية الشهر، ومع ذلك كنا أسرة سعيدة وكنا نسكن مع والدته رحمها الله في منزل متواضع بعدها انتقلنا لمنزل والده بقرية الطلقية وهو لا يختلف كثيرا عن منزلنا الأول وغمرتنا السعادة بحملي الاول وزرقنا الله بخالد ثم اخته درر بعدها فتح الامل ابوابه لنا بعد ان امر ملكنا المحبوب بتثبيت جميع موظفي البنود والمتعاقدين على وظائف رسمية وبناءً عليه صدر قرار تثبيت زوجي». واستطردت: «بعد تسع سنوات من العناء لم تدم الفرحة طويلا حيث خرجنا للتنزه كأي أسرة ولكن قدر الله تعالى وتهور أفراد الدوريات الأمنية والهيئة كان السبب في إنهاء حياة عبدالرحمن» وأشارت إلى أن المطاردة استمرت لأكثر من 5 كلم وفي وقت متأخر من الليل وفي مكان منقطع من السكان على طريق الجنوب. وبسؤالها: لماذا لم يتوقف عبدالرحمن -رحمه الله- قالت: نحن نريد ان يجيبنا على أعضاء الهيئة والدوريات الأمنية فكان صوت التسجيل عاليًا وكان الاجدر بهم ان يوجهوا لنا النصح دون ترهيب». وقالت: «بعد الحادث لم استطع التركيز ولكني احتسب الأجر والمثوبة من الله تعالى «مثمنة وقفة ولاة الأمر مع أبناء شعبهم وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد وسمو الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني» مشيرة إلى أن لزيارة الأمير مشاري بن سعود الأثر الكبير والدعم النفسي في تخفيف المصاب حيث كان وما زال الأب الحنون كما أخص بالشكر المدير التنفيذي لمستشفى الحرس الوطني والأطباء. إجراءات الضمان: وفي سياق متصل أكد وكيلها الشرعي محمد بن صالح الغامدي أنه قام بإنهاء كل الإجراءات الرسمية المتعلقة بصك الوفاة وصك حصر الورثة وصك الإعالة والوكالة الخاصة بمتابعة إجراءات القضية وبناء عليها تم إنهاء إجراءات الضمان الاجتماعي. وأشار إلى أن سميرة استلمت وأبناءها مستحقات الشهرين الفائتين وانه سيتابع بقية حقوق المتوفى وأسرته ورواتبه المتوقفة منذ وفاته. من جهته أكد مدير فرع البريد ببلجرشي أن الراحل آل علي بن سفر الغامدي كان يعمل لدى مؤسسة البريد وان وكيل المتوفى قام بمراجعة البريد بتاريخ 8/8/1343 للمطالبة بحقوق الورثة بعد ان انهى كل الإجراءات النظامية، وأنه بعد التأكد من صحتها تم رفعها في التاريخ نفسه لإدارة البريد لإكمال اللازم على الرغم أن مرجع المتوفى الرئيس بعد تثبيته هو إدارة البريد بالباحة ولكننا تم التعاون مع الأسرة من مبدأ انساني.