ليلة النصف من شعبان، كان حظ هذه المقالة تكتب لكم، فأشفقت على نفسي قبلكم أن أخوض في مواضيع الهم والغم التي أصبحت تهب عليك من كل اتجاه، حتى لو أغلقت التلفزيون وأويت إلى ركن ركين تلوذ بنفسك من أخبار العالم حولك، تمسك كتاباً تشعر أنه اختيارك حتى لوكان ثقيلاً لكنك مسئول وحدك عن هذا الاختيار، هذه الفكرة كافية لأن تضيء دواخلك، العقل والقلب والنفس، لكن أين تذهب « الهم» و « الغم « ( حطك في دماغه ) وراك وراك مهما حاولت الابتعاد. جهاز هاتفك النقال، يئز أزيزاً بجوارك، يشدك الفضول لتعرف من أرسل لك رسالة، تخرج من عزلتك، تستقبل خيارات الآخرين رسائل وصور ويوتيوب ومقالات ومطولات تقرأ وتشاهد، ربما يأخذك الحماس فتكتب رداً قصيراً فتنهمر عليك التعليقات، أو تقابل بالصمت فتشعر بالضيق وتنتظر أحدهم يجيبك بكلمة تجبر الخاطر. حتى الذين ليس لهم علاقة بالأحداث والأخبار والغم والهم والنكد تحولوا إلى وسائط نقل سريعة ومتحفزة لإعادة إرسال ما يهطل عليهم من أخبار وصور ويوتيوب حقيقي أو مفبرك لكن لا بد من نشره بسرعة البرق فيظل هاتفك « يئز « ويحرّضك الفضول على فتح الرسالة ،قراءتها، مشاهدتها، تبتسم، تعبس، تضحك، تحزن، أو تشعر بالملل خصوصاً والصيف جاء مبكراً محملاً بالأزمات، في كل مدينة عربية هناك مشكلة أقلها صيف ثقيل وممل، كصيفنا في جدة، ومايحدث في عالمنا العربي هذا الصيف يبدو أكثر سخونة وعواصف ورياح محملة بالخوف من مستقبل منطقتنا العربية. لم يعد السفر والبحث عن أماكن أكثر متعة وأقل تكلفة هي الشاغل للغالبية العظمى ممن كانت وجهتهم الصيفية المفضلة دولاً عربية توفر لهم صيفاً جيداً وبتكلفة تناسب إمكانياتهم بل أصبح الشاغل هو متى تنتهي هذه الأزمات المتلاحقة التي تشبه الزلزال الذي ينتقل من منطقة إلى منطقة بقوة أكبر تدمر وتفسد الأمن والاستقرارهناك . متى تعود مصر كما كانت؟ سؤال يثار بشكل دائم! نحبس الأنفاس ونحن نشاهد ما يحدث في مصر، والرماح تُسن ليوم 30 يونية ولا أحد يعرف ما هو المصير؟! الغالبية العظمى من السعوديين يعشقون قضاء إجازة الصيف في مصر، ومهما ذهبوا لا بد أن تكون وجهتهم الأخيرة مصر، قريبتي وهي سيدة كبيرة تمر بأزمة صحية كما هي مصر شافاهما الله كانت تقول ضاحكة ( مهما سافرت لا زم أحلي بمصر) مصر هي الحلو بعد أي رحلة. بعد أحداث الربيع العربي، تغيرت وجهة كثيرين إلى تركيا خصوصا، وهي الآن على صفيح ساخن. سوريا هي الجرح سيظل ينزف مهما امتدت الأيدي ترتقه، فالدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت، والأطفال الذين عذبوا حتى الموت هي تلك صعوبة التئام الجرح السوري النازف أبداً. ومع هجمة الصيف داهمتنا هجمة تصحيح العمالة وما يحدث من استغلال لأزمة تصحيح أوضاع العمالة، والأموال التي تدفع مقابل إنك « تخلص بسرعة « ومكاتب الجوازات والقنصليات التي كان لا بد أن تزيد من ساعات العمل أو تعمل « 24» ساعة ، لتحل هذه الأزمة، التي ساهمت في تربح الفاسدين والسماسرة وبعض المتنفذين. لكن حلوى هذا الصيف، هو الضجيج الذي أثاره الشيخ العريفي بدعوته الشباب العرب للجهاد ثم ذهابه إلى لندن لقضاء الصيف، ثم خبر تعرضه لهجوم من شبان عرب في شارع أوكسفورد ونقله إلى المستشفى، ثم تكذيب الخبر! لا أعرف كيف كان استقبال الخبر من منتقديه، وما هي مشاعر متابعيه على تويتر الذين تخطوا خمسة ملايين متابع لحظة استقبال الخبر؟ كل هذا العدد من محبيه أو « قرة عين محبهم « كما خاطبهم في تغريداته الأخيرة وهو يطمئنهم على صحته وينفي الخبر، الذي بثته إحدى القنوات وانتشر على قنوات التواصل بسرعة، هل كل هؤلاء المتابعون « قرة عينه « أم « عينيه» أم يوجد بينهم « كدا و كدا « لكل بني آدم محبون وكارهون، معجبون ومنتقدون، وآخرون في المنطقة الوسطى، الذين يشبهون اللون الرمادي أو المحايد، الذي ليس له علاقة بهؤلاء أو أولئك، وأنا من هؤلاء « الرمادي» لست من متابعيه ولا من مشاهدي برامجه، ولكن وصلني الخبر على الهاتف في لحظة هروب من كل ما يحدث أو لحظة استرخاء، لكن الواتس آب « أززز...أززز» غصباً عنك بدافع الفضول بدافع الملل بأي دافع لا بد أن تفتح الرسالة وتشاهد. لكن ما أود معرفته هو، ما هي مشاعر منتقديه بعد تكذيبه الخبر؟ لكن هذا الخبر زاد عدد متابعيه على تويتر! هل أراد الشيخ – كعادته – لفت الانتباه وإثارة الضجيج حوله على رأي ( كذبه تفوت ولا حد يموت) أو على قولة قريبتي شفاها الله: تعالوا نحلًي في مصر! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain