د. سعود كاتب رد السيد محمد علوي الرئيس التنفيذي لمركز (رد سي مول) على مقالي السابق وعنوانه "من المسؤول عن ظاهرة عدم احترام النظام"، والذي تضمن إشارة إلى انتشار التدخين داخل المركز بشكل يخالف جميع قرارات منع التدخين في المراكز التجارية غير المكشوفة. مقالي المذكور كتبته وأنا أشعر بإحباط شديد من انتشار ظاهرة عدم احترام الأنظمة بشكل عام في مجتمعنا والذي أحال حياتنا إلى توتر مستمر وإحساس بعدم الراحة والأمن بمجرد خروجنا من منازلنا.. وقد جاء رد السيد علوي ليزيد من إحباطي بعد إيضاحه لكثير من معاناتهم اليومية مع مخالفي الأنظمة، ووقوف الجهات المعنية من شرطة ومرور وهيئة مواقف سلبية يعزى إليها كل ما يحدث من مشاكل. فالمركز قام منذ افتتاحه بتعيين 180 موظف أمن، كما قام بتركيب كاميرات مراقبة في جميع الممرات ووجه موظفي أمنه بعدم التهاون مع أي مخالفات. وقد تعرض أولئك الموظفون لكثير من الإساءات والاعتداءات مما اضطرهم للاستعانة كثيراً بالشرطة والهيئة للتعامل مع المخالفين، لكن تواجد تلك الجهات كان رخواً وضعيفاً.. فعلى سبيل المثال عند الإمساك بأحد المتحرشين وتسليمه للشرطة لا يلبث أن يعود اليوم التالي إليهم مستهزئاً بموظف الأمن الذي أمسك به بل ومهدداً إياه. أما المدخنون والمدخنات فهم يرفضون الانصياع لطلبات عدم التدخين، بل إن بعضهم لم يكتفِ بالاعتداء على موظفي الأمن فقط، حيث قامت امرأة وبناتها بضرب رجل الهيئة وتمزيق ملابسه لأنه طلب منهن عدم التدخين. وأضاف السيد علوي بأن عدد النساء العاملات في مختلف المحلات لديهم يقارب 500 امرأة نصفهن من المدخنات اللاتي يقابلن بعدائية كل طلبات التوقف عن التدخين ولا توجد آلية لإجبارهن على احترام النظام. مثال آخر حين اتصل أمن المركز بالمرور لسحب السيارات المخالفة المتوقفة في مواقف المعاقين ورفض المرور الاستجابة قائلاً "هذا ليس شغلنا!". أما الشرطة فقد تم استدعاؤها أكثر من مرة للأفارقة المنتشرين في المواقف لغسيل السيارات وتسببهم في كثير من المشاكل، وكان رد الشرطة إما "هذا ليس شغلنا!" أو"ليس من أولولياتنا". ما ذكرته هو مجرد صورة مصغرة للفشل الذريع في فرض النظام في أبسط الأمور مثل "منع التدخين" في"مركز تجاري" محدود المساحة.. فهل يراودنا إذاً أدنى شك بأن سبب ظاهرة عدم احترام النظام في المجتمع ككل بكل أشكاله وتعقيداته ما هو إلا نتيجة لغياب آلية وصرامة التطبيق وضعف هيبة الجهات القائمة على تنفيذه؟