لم يخرج الارهابي أحمد الاسير من لبنان، هذا ما تؤكده كل المصادر اللبنانية منها والسورية.. هو قد يكون في عين الحلوة أو في طرابلس ولكن كل من في هاتين المنطقتين ينفي ذلك... فأين أحمد الأسير؟ بيروت (النشرة) تكشف مصادر واسعة الاطلاع أن أحمد الأسير فرّ من مجمع بلال بن رباح في صيدا بعد ساعة على انطلاق المعارك يوم الأحد الماضي الى مكان قريب من عبرا على أن يعود الى مسجده في حال اتجهت الأمور الى التهدئة. وأوضحت المصادر أن الاسير غادر المكان المذكور والذي كان يحظى بحماية احد السياسيين النافذين في المنطقة نهائيا بعد سقوط مجمعه بعد الظهر ليتجه اما الى عين الحلوة أو الى طرابلس برفقة بعض افراد عصابته ومن بينهم فضل شاكر. في عين الحلوة، ليس هناك من شاهَد الأسير حتى الساعة، فيما تستبعد مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع من داخل المخيم المذكور أن يكون قد تمكن من دخوله، خصوصًا في ظل الاجراءات الأمنية المشددة التي كان قد ضربها الجيش اللبناني عند مداخله يوم الاثنين الماضي نتيجة الاشتباكات العنيفة التي كانت محتدمة بين الجيش وعصبة الأنصار. وتقول المصادر: ان "السيارات كانت ممنوعة من الدخول أو الخروج الى المخيم والمشاة كانوا يمرون عبر ممرات يراقبها الجيش". وتتوقع المصادر انّه وفي حال صح تواجد الاسير في عين الحلوة أن يكون قد دخله مساء الاثنين أو حتى يوم أمس الثلاثاء بعدما تخفّى في أحد المناطق القريبة منه. وتضيف: "حي التعمير-الطوارىء قد يكون الملجأ الوحيد للأسير الذي ترحب به عناصر جند الشام ولا أحد سواها". أما في طرابلس حيث ارتفعت رايات جبهة النصرة مع اعلان سقوط مجمع بلال بن رباح، فلا أحد أيضا يؤكد تواجد "ارهابي صيدا" في المنطقة. وفي هذا الاطار يقول الداعية الاسلامي عمر بكري فستق: "لو جاء الى طرابلس فنحن نرحب به هو وفضل شاكر واخوانهم، لكنني لا أنصحهم بالتوجه اليّ ولا الى أي أحد من مشايخ المنطقة باعتبار اننا قد نكون مراقبين (...) فليبقوا مع اخوانهم الذين يحمونهم فهذا أفضل لهم". ويتوقع الشيخ بكري ان يبحث الاسير عن مكان آمن للاستمرار بما بدأ به مستبعدا أن يكون قد دخل سوريا، ويضيف: "الاسير لم ينته بل هو بدأ الآن ونتوقع أن يكون له انطلاقة جديدة يصحح بها المسار فهو ليس تكفيريا ولا ارهابيا كما يتم تصويره بل بطل في عيون المسلمين". ولا تلقى معطيات بسام الدادا المستشار السياسي للجيش الحر عن تواجد الاسير في سوريا، أي صدى لها عند المصادر المعنية وخصوصًا في الجيش السوري الحر. اذ ينفي فهد المصري مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر هذه المعلومات جملة وتفصيلا تماما كما ينفيها لؤي المقداد المنسق السياسي والإعلامي والناطق الرسمي باسم قيادة الأركان المشتركة للجيش المذكور عبد الحميد زكريا. فالجيش الحر وبحسب مصادره يعتبر أن الاسير في هذه المرحلة قد يشكل عبئا عليه بالرغم من كون قضيتيهما متلازمتين، وتقول المصادر: "لا ننفي أننا كنا نتواصل من وقت لآخر مع الاسير الذي زار سوريا والمناطق المحررة وقد عرضنا عليه أن نرسل اليه عددا من المقاتلين لمساندته بوجه حزب الله لكنّه رفض". ويذهب الكثيرون لتشبيه الاسير اليوم بشاكر العبسي 2007 فيما يتوقع آخرون أن يظهر قريبا بعدما يتحصن في أحد المواقع الآمنة ويحدد مشروعه للمرحلة المقبلة بالتخطيط والتعاون مع دول عربية معروفة لم تُقرر احراق ورقته بعد.