بريطانيا تُفجر قنبلة: هل الأمم المتحدة تدعم الحوثيين سراً؟    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    ما معنى الانفصال:    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    الرئيس الزُبيدي يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ونائبه    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    رشاد كلفوت العليمي: أزمة أخلاق وكهرباء في عدن    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    بناء مستشفى عالمي حديث في معاشيق خاص بالشرعية اليمنية    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    وكالة أنباء عالمية تلتقط موجة الغضب الشعبي في عدن    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    قيادي انتقالي: الشعب الجنوبي يعيش واحدة من أسوأ مراحل تاريخه    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    تعيين الفريق محمود الصبيحي مستشارا لرئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والامن    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احمد الاسير؛ شيخ الفتنة ورمز التيار المناهض للمقاومة

مع بدء الازمة السورية، بدات تنمو وتنتشر ظاهرة في صيدا باسم "احمد الاسير"، حيث كان يسعى من خلال خطاباته التحريضية والطائفية الى جر لبنان لحرب اهلية خدمة لاهداف الانظمة العربية والغربية.
بيروت (فارس)
وفي هذا الاطار كتب موقع "النشرة" اللبناني ان مدينة صيدا اللبنانية شهدت خلال الفترة الاخيرة تصعيدا في النزاع والاشتباكات المسلحة بين الجيش اللبناني والشيخ الاسير وانصاره ما ادى الى مقتل عدد من الجانبين فيما وصلت انباء عن هروب الاسير من المنطقة.
ومن هو احمد الاسير؟ وما هي المجموعة التي شكلها؟ وما هي اهداف ومطالب هذه الجماعة؟ اسئلة يسعى المقال الراهن الاجابة عليها لكي يقرب الى ذهن القاريء ما توصف في لبنان بظاهرة الشيخ احمد الاسير.
ما هي جذور جماعة الشيخ احمد الاسير؟ من هي الاطراف التي تموله؟ من هي الاطراف التي تدعمه؟. ينبغي البحث عن جذور جماعة الشيخ احمد الاسير الارهابية في افغانستان، وفي الواقع ينبغي القول ان هذه المجموعة هي من صنع امريكا بذريعة الجهاد والكفاح ضد الاتحاد السوفيتي. فعلى هذا وردا على الدعوات الامريكية وعدد من الانظمة العربية للجهاد في افغانستان والجهاد ضد قوات الاتحاد السوفيتي السابق هبت مجموعتان احداهما فقيرة ومنعدمة لاتملك الا نفسها، والثانية تشكلت من تجار طامعين لا يشبعون، ونجحوا في هزيمة الاتحاد السوفيتي لينهوا احتلال افغانستان.
وبعد انتهاء احتلال افغانستان من قبل الاتحاد السوفيتي السابق فضل بعض اعضاء هاتين المجموعتين البقاء في افغانستان والبعض الاخر فضل الرجوع الى بلده لكي ينخرط بعد عودته في المؤسسات والمراكز الامنية والاستخباراتية للانظمة العربية في منطقة الخليج الفارسي، وليصبح في خدمة الانظمة العربية ماديا وامنيا وخدمة امريكا معنويا.
كيفية نشوء ونمو عقائد هؤلاء الارهابيين؟
ويوضح المقال انه وبعد دخول "مستر همفر" المستشرق البريطاني للجزيرة العربية، كان يبحث عن شيخ من شيوخ العرب لكي يتمكن بواسطته اثارة التفرقة بين المسلمين، فالتقى "محمد بن عبد الوهاب" ووجد ضالته فيه ليحقق مآرب الاستعمار البريطاني. بعد ذلك بدأ بالبحث عن مذهب لنشر التفرقة والنفاق بين المسلمين، فرأى ان مدرسة "ابن تيمية الحراني" افضل الخيارات لتحقيق مآربه، وهذا امر غير خاف على احد والتاريخ يشهد بذلك. وقد واجهت افكار ابن تيمية معارضة شديدة من قبل العلماء ورجال الدين في الشام وتم طرده من المدينة. لذلك ارغم على المغادرة والعودة الى المدينة المنورة، ليصدر حكم الاعدام بحقه من قبل علماء المدينة وينفذ الحكم اخوه غير الشقيق "الشيخ بدر الدين الحراني".
ورغم اعدام ابن تيمية الا ان افكاره وتعاليمه بقيت شائعة الى ان احياها مستر همفر ومحمد بن عبد الوهاب مرة اخرى لنشر التفرقة بين صفوف المسلمين، ومن هنا تشكلت النواة الرئيسة للتكفيريين. اولى القبائل التي استقبلت هذه التعاليم وعملت بها كانت "آل سعود" المستوطنة في "نجد" و "الحجاز" واستولت على هذه المنطقة وفرضت حكم السيف عليها بدعم وتمويل من بريطانيا.
وبعد الازمة التي طالت الاقتصاد الامريكي والتركة الاستعمارية البريطانية الفرنسية، رأى هؤلاء ان من الضروري اعادة استغلال هذه الوسيلة تحقيقا لمآربهم، ولذلك بادروا الى انشاء قواعد في الخليج الفارسي وتدريب الجماعات والتنظيمات التي لا تفكر سوى بالحرب. هذا في حين انه كان يجري الى جانب التدريب العسكري تعليم هؤلاء العقائد المنحرفة التي ادت في النهاية الى احداث 11 ايلول سبتمبر والهجوم على مركز التجارة العالمي الذي شكل ذريعة لحرب تحت عنوان "الحرب ضد الارهاب الدولي" او في الحقيقة "الحركات التحررية" المصطنعة من قبل امريكا. لكن الحقيقة هي ان الهدف من وراء هذه الحرب كان حل المشاكل الاقتصادية المتنامية التي تعاني منها امريكا وتغرق هذا البلد في الديون.
وخلال هذه الفترة بالذات بادرت الانظمة العربية بضوء اخضر من امريكا الى اعادة تنظيم التكفيريين وارسالهم الى كافة انحاء العالم العربي وشمال افريقيا وبعض الدول الاوروبية، وكانت حصة الاسد في هذا المجال لسوريا ولبنان، خاصة وان مشروع تغيير نظام الحكم في سوريا انطلق خلال هذه المرحلة بالذات، حين التحق بعض المعارضين السوريين الذين لايميزون بين الحق والباطل والكذب من جهة مع بعض الساسة الحاقدين والتجار الطامعين في لبنان بركب التفكيريين، لكي يؤجج شيوخ الفتنة الذين نسيتهم شعوب المنطقة وغفلت عن خطرهم، حربا جديدة. وما يثير الاستغراب التحاق شخص مثل "سعد الحريري" نجل "رفيق الحريري" رئيس الوزراء اللبناني الاسبق الى مجاميع الفتنة هذه ودعمها، في حين يعلم الحريري اكثر من اي شخص آخر في العالم العربي ولبنان الماهية الحقيقية لهذه الجماعات التكفيرية. ويبدو ان الحريري حين دعم هذه الجماعات نسي نقطة مهمة وهي ان سوريا ولبنان لهما تاريخ عريق وقديم في الكفاح ضد الاستعمار والمعتدين بدءا من فرنسا وحتى الكيان الصهيوني. كما يبدو انه نسي تجربة والده الذي تحول الى اداة بيد الانظمة العربية، وكيف جرى اغتياله بسبب معارضته لبند من خارطة الطريق التي وضعت للمنطقة.
وعلى اي حال فقد فضل الحريري ان ينسى جميع الدروس والعبر السابقة ويبادر الى دعم الارهاب في هذا البلد وسائر الدول ومنها سوريا بدلا من التعايش السلمي مع اللبنانيين من مختلف الشرائح والطوائف، وبالتالي يدعم عبر الاعضاء الاخرين في تيار المستقبل شيخ الفتنة "احمد الاسير".
ورغم ان الحريري استطاع بمساعدة عملائه في لبنان استخدام بعض المرتزقة الارهابيين في سوريا وطرابلس واستغلالهم لممارسة الضغط على دمشق بهدف اسقاط النظام، الا ان خطواته في بيروت وصيدا لم تكن ناجحة، لذلك اتجه الى قطر والسعودية لكي يؤجج النيران في هاتين المدينتين عبر الفتاوى التي يصدرها شيوخ البترودولار مثل "يوسف القرضاوي" في قطر و"العرعور" و"العريفي" في السعودية و "الرفاعي" في لبنان. وهكذا تم استخدام مطبل وسائق سيارة "فان" ملباحق باسم "احمد الاسير" لكي يثير طبول الحرب والقتل بدعم من آل الحريري والخطابات النارية الفتنوية.
من هو احمد الاسير وكيف نشأ؟
بحسب ما يذكر الموقع الرسمي لمسجد بلال بن رباح، "عرف الأسير التدين بعيد العدوان الصهيوني، وانخرط في صفوف الجماعة الإسلامية عام 1985 حتى 1988، وشارك في مقاومة العدو الصهيوني وعملائه في لبنان. ثم تعرف على عمل الدعوة والتبليغ سنة 1989 حيث أسس له في مدينة صيدا والجنوب، وأكمل دراسته في كلية الشريعة في بيروت". في العام 1997 أسس مع "إخوانه" مسجد بلال بن رباح في عبرا، ومن ثم انفصل عن جماعة الدعوة والتبليغ.
ويروي رئيس بلدية عبرا "الياس مشنتف" ان هذه الظاهرة بدأت تثير العديد من علامات الإستفهام حولها منذ بعض السنوات، بالرغم من وجودها في المنطقة قبل ذلك بكثير. واعرب عن استغرابه حيال انتشار هذه الظاهرة في المنطقة، مؤكدا ضرورة دراسة توسع هذه الظاهرة بدقة. ويشير مشنتف في حديث ل"النشرة"، إلى أن الأسير كان لديه مسجد صغير قبل أن يعمد إلى تكبيره، وإلى شراء بعض الشقق المحيطة به، ويوضح أن حركته لم تكن مخفية في البداية وأن أبناء البلدة كانوا يرفضون منذ بداية الأحداث الاصطفاف إلى جانب أي فريق ضد الآخر، ولكن تطور "ظاهرة الأسير" بدأ منذ إغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، ومن ثم تطور بشكل لافت وظهر للجميع بعد هجومه وانصاره على أتوستراد صيدا من أجل قطعه.
احداث سوريا، نقطة التحول الاهم
لكن نجم الرجل لم يسطع بهذا الشكل، إلا مع بداية الأحداث السورية في العام 2011، وهذا الأمر تؤكده أوساط صيداوية، التي تعتبر أنه إستغل هذه الأحداث من أجل توسيع نشاطه بشكل كبير من خلال إعتماده على الخطابات المذهبية التحريضية، لكن مصادر متابعة ترى أن خروج رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من السلطة في نهاية العام 2010 ومغادرته البلاد، ساعد في تطور هذه الظاهرة بشكل لافت، لاسيما أن بعض وسائل الإعلام بدأت بالتركيز على نشاطاته بشكل كبير.
وتشير الأوساط الصيداوية إلى أن الأسير إستطاع أن يجذب بعض الشبان، بعد أن توفرت له الأموال الطائلة من أجل تغطية نشاطه، وبعد أن لجأ إلى التحركات الإستفزازية من خلال رفعه شعارات مذهبية تحريضية، وتعتبر أن الظهور الأبرز كان من خلال الدعوة إلى الإعتصام في ساحة الشهداء في بيروت تضامناً مع الشعب السوري، ومن ثم من خلال الإعتصام المفتوح في صيدا.
وفي هذا السياق، توضح الأوساط الصيداوية أن تطور هذه الظاهرة نحو العمل المسلح بدأ بعد الإتفاق الذي تم معه من قبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل من أجل إنهاء الإعتصام، حيث تم السماح له بانشاء مربع أمني في محيط مقره في عبرا، ومن ثم بدأت المعلومات تتوارد عن تحركات مشبوهة يقوم بها. وتشير الأوساط إلى أن الأسير بدأ بعد ذلك بالقيام بالكثير من التجاوزات القانونية، وعدد من الإعتداءات على أبناء صيدا، وتذكر بما قام به نجله مع دورية من قوى الأمن الداخلي التي حاولت توقيفه، وما قام به أنصاره عند وضع شعارات دينية في المدينة، والإشتباكات التي وقعت على إثر ذلك، وأدت إلى سقوط ضحايا من دون أن يتم إتخاذ أي إجراء قانوني بحقه.
أما بالنسبة الى موضوع الشقق السكنية التي يدّعي الأسير أنها تعود إلى "حزب الله"، تؤكد مصادر متابعة أنها موجودة في المنطقة منذ العام 1985، أي منذ ما قبل وجود الأسير، وهي كانت تستعمل كاقسام داخلية لطلاب من الجنوب.
التوسع نحو البقاع والشمال
على صعيد متصل، تؤكد مصادر متابعة لحركة الأسير أنه إستفاد من الكثير من العوامل من أجل توسيع نشاطه نحو بعض المناطق اللبنانية، لا سيما في الشمال والبقاع، وتشير إلى أن هذا الأمر أثار استياء بعض الظواهر المشابهة له، حيث أن دعوته إلى زيارة مدينة طرابلس من قبل الداعية عمر بكري تم رفضها بشكل كبير من قبل القوى السلفية في البداية، لكنها تمت في النهاية، وبات لدى الأسير أنصار يدافعون عنه في أكثر من منطقة، وهم ينزلون اليوم إلى قطع الطرق تضامناً معه.
وحول هذا الموضوع، يوضح إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود، في حديث ل"النشرة"، أن العوامل الأساسية التي ساهمت في توسع حركة الأسير هي الجو العام في المنطقة المُحرض على الوصول إلى الفتنة، والمؤامرة التي يجري العمل عليها من خلال إنفاق الأموال الطائلة. ويرى الشيخ حمود أن الأسير إستفاد أيضاً من جهل بعض المواطنين، ومن بعض أخطاء قوى الثامن من آذار، إضافة إلى سعي قوى سياسية إلى إستغلاله من أجل تحقيق أهدافها، ويعتبر أنه لولا إجتماع كل هذه العوامل لبقيت حركته محصورة في مسجده لا أكثر. ويشدد الشيخ حمود على أن هناك مؤامرة كبيرة على لبنان ساهمت في ولادة هذه الظاهرة.
ومن جهة ثانية، تكشف مصادر طرابلسية أن بعض الشخصيات في هيئة العلماء المسلمين، كانت حتى فترة قليلة تصف الأسير ب"المجنون"، وتعتبر أن تحركاته لا فائدة منها، وترى أنها تنم عن جهل في قراءة الأوضاع السياسية.
التوسع نحو بيت الحلوة
بالنسبة إلى التوسع نحو مخيم عين الحلوة، تؤكد مصادر فلسطينية من داخل المخيم أن هذا الأمر كان موضع متابعة من مختلف الفصائل، وتذكر بالزيارة التي قام بها الأسير قبل أشهر عديدة إلى القوى الإسلامية، والتي أثيرت حولها الشبهات. وتشير المصادر إلى أن الأسير سعى منذ ما يقارب السنة إلى التوسع نحو المخيم، مستفيداً من بعض نقاط القوة، وتعود هذه المصادر إلى الحديث عن تأثر بعض الشباب الفلسطيني بخطاباته منذ بداية عمله قبل سطوع نجمه، حيث تلفت إلى أن بعض أبناء المخيم كانوا يذهبون لصلاة الجمعة في مسجده.
وتوضح هذه المصادر أنه بعد بداية الإستقطاب السياسي في البلاد، عمل الأسير على الإستعانة ببعض الشخصيات المتعاطفة معه من أجل التوسع في المخيم، وسعى إلى إنشاء بعض المراكز في داخله، لكن الفصائل الفلسطينية رفضت ذلك، وطلبت منه عدم توريطها في هكذا أعمال، ولكنه إستمر في العمل على هدفه.
أما بالنسبة إلى الإشتباكات الحاصلة حالياً، فتوضح المصادر أن عدد المسلحين المتورطين في هذا الأمر لا يتجاوز المئة، وتشير إلى أن المجموعات الأساسية هي من تنظيمي "جند الشام" و"فتح الإسلام"، وأبرز المسؤولين عنهما هم: بلال بدر، المدعو أبو جمرة، أسامة الشهابي، هيثم الشعبي.
ومن جهة ثانية، تشدد المصادر الفلسطينية على أن الأوضاع في المخيم لا تحتمل هكذا ظواهر في الوقت الحالي، وتشير إلى أن قوات الأمن الوطني الفلسطيني لا يمكنها التدخل من دون توفير غطاء سياسي من قبل كافة القوى، لكن التعامل العسكري معها يحتاج إلى قرار واضح.
الخطأ الفادح وبداية نهاية الاسير
بغض النظر عن كل ما جري في مدينة صيدا، هناك إجماع على أن الأسير إرتكب الخطأ المميت الذي سيؤدي إلى نهاية مسيرته، وهذا الأمر كان واضحاً من خلال حجم الإجماع الشعبي حول مهمة الجيش اللبناني، والدعوات إلى حسم هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطراً كبيراً على السلم الأهلي في لبنان. فقد اعتقد الأسير، في الفترة الأخيرة، بعد الإشتباكات التي افتعلها في المدينة، أنه يستطيع القيام بما يريد من دون أي حسيب أو رقيب، خصوصاً في ظل التراخي الرسمي في التعامل معه، لكن الجريمة البشعة التي قام بها أخيراً أدت إلى أخذ قرار حاسم على أعلى المستويات بالقضاء على هذه الظاهرة، خصوصاً أن المستهدف كان هذه المرة عناصر من الجيش من دون أي مبرر.
انتهاء ظاهرة الاسير
انتهت ظاهرة الأسير إلى غير رجعة، ليقفل بذلك باب من أبواب الفتنة. أعاد الجيش اللبناني الأمن إلى مدينة صيدا، التي اُسرت بخطاب لم يألفه أهلها. إنجلى غبار المعركة ليتضح أن "الشيخ" ضحّى بالمدينة وأهلها، مخلياً الميدان لمسلحين تبيّن أن أغلبهم من الأجانب.. ليتأكد خبر فرار الأسير! منذ اللحظات الأولى للاعلان عن أن أحمد الأسير لم يكن في عداد القتلى ولا حتى من بين الجرحى أو المعتقلين، انطلقت التحليلات ومعلومات باتت تتدوال من هنا وهناك لتجيب عن سؤال واحد: أين فر الأسير؟.
السفارة القطرية
أولى الترجيحات كان الحديث عن فرار أحمد الأسير وعدد من عناصره إلى السفارة القطرية، التي عولت بلادها كثيراً على نجاح مهمته لناحية اثارة الفتنة في صيدا.
ففي حديث تلفزيوني رجَّح النائب السابق في البرلمان اللبناني ناصر قنديل أن يكون الأسير قد توجه إلى السفارة القطرية. وذُكر أن هناك معلومات تقول إن "القطريين قاموا بعد منتصف الليل بنقل الأسير إلى سفارتهم في بيروت، حيث تدار العمليات من هناك، بعدما تم تهريبه بين عدد من الأهالي في محيط المسجد متنكرا بزي إمراة".
المعلومات نفسها، نشرتها صحيفة "الديار" إذ نقلت عن "مصادر عليمة" أن "الارهابي احمد الاسير، وخلال اشتداد المعارك العسكرية التي خاضها ضد الجيش اللبناني في صيدا غادر مسجد بلال بن رباح في عبرا، الذي كان يقود فيه معاركه، بموكب سيارات دبلوماسية تابعة للسفارة القطرية".
طرابلس
من جانبها، قالت صحيفة "النهار" إن معلومات تحدثت عن فرار الأسير من مركزه عند العاشرة من صباح الاثنين باتجاه طرابلس. كلام "النهار" أتى متوافقاً مع شائعات سرت وأشارت إليها جريدة "الأخبار" عن تمكن موكب الشيخ سالم الرافعي من سحب أحمد الأسير ليل الاحد عندما حضر إلى صيدا للطلب من الجيش وقف إطلاق النار.
صيدا
شائعات أخرى راجت -وفقاً للأخبار نفسها- "كون الشيخ الفار قد وجد الملجأ السري في حمى حليفيه الجماعة الإسلامية أو النائبة بهية الحريري في مجدليون". فيما تحدثت "الأنباء" الكويتية عن هروب الأسير وجماعته إلى حي التعمير في مخيم عين الحلوة.
سوريا
وتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) عن احتمالات لجوء الأسير إلى صيدا أو طرابلس "شمال لبنان بعد ان تنكر بلباس امرأة او الى سوريا". وهذه الانباء تتطابق نوعا ما مع تصريح القيادي في الجيش السوري الحر بسام الدادا الذي اشار في حديث تلفزيوني الى أن أحمد الاسير "مرحب به في سوريا"، كاشفاً عن "وجود معلومات تشير الى أن الاسير أصبح بعهدة الجيش الحر، والجيش الحر على استعداد لوضع جميع قدراته تحت تصرف الاسير".
وبعيداً عن هذه الترجيحات.. يبقى السؤال: أين فر الأسير؟
واستبعدت بعض المصادر ما ذكر عن لجوء الأسير إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، معللة ذلك بأن الجيش اللبناني يحكم السيطرة على مداخل ومخارج المخيم ما ينفي هذه الفرضية.
هذا وتستبعد جهات أمنية وثيقة الاطلاع ما تم تداوله من فرضيات أعلاه. وتقول هذه الجهات في حديث خاص مع موقع قناة المنار إن البحث جار بناءً على فرضيتين:
الأولى تقول إن الأسير لا يزال موجوداً في مدينة صيدا. وتوضح أن الأسير قد يكون موجوداً في احدى الشقق السكنية "السرية" التابعة لأحد مناصريه.. وترجح منطقة مجدليون حيث تقطن بهية الحريري أيضاً.
فيما تنظر الفرضية الثانية في أن يكون الأسير قد فر منذ اليوم الأول، ما يعني انه لم يشارك شخصياً في الاشتباكات. هذه فرضية ضعيفة أمام ما ذكرته وسائل اعلام محلية عن أن آخر رسالة صوتية وجهها الأسير بصوته عبر جهاز لاسلكي سُجلت يوم الاثنين بحدود الساعة الثانية ليلاً.
وتؤكد هذه الجهات في حديثها لموقع "المنار" أن ما يرجح من فرضيات هي قيد الدراسة والبحث، إذ أن الجيش اللبناني ماضٍ في ملاحقة الأسير ومسلحيه، وأن هذا القرار نهائي لا عودة عنه، لانهاء هذه الظاهرة بشكل كامل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.