اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان بعض الدول التي تشكل الجبهة المعارضة لايران والتي تسمي نفسها "المجتمع الدولي" كذبا لا تريد بعنادها حل القضية النووية الايرانية ولكن لو تخلت عن عنادها فان الحل سيكون امرا سهلا وبسيطا وسلسا. طهران (فارس) وقال سماحته خلال استقباله اليوم الاربعاء رئيس السلطة القضائية وكبار المسؤولين والقضاة فيها، ان القضية النووية وصلت مرارا الى لحظة الحل الا ان الاميركيين طرحوا ذرائع جديدة. واشار قائد الثورة الاسلامية الى وثيقة صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية واضاف، ان الوكالة اقرت في هذه الوثيقة بان "الاشكاليات التي اخذتها على البرنامج النووي الايراني قد ازيلت" لذا كان من المفروض غلق الملف النووي الايراني الا ان الاميركيين طرحوا على الفور قضايا جديدة ذلك لانهم يعتبرون القضية النووية نقطة مناسبة لفرض التهديد والضغط على ايران. واشار سماحته الى استفزازات الصهاينة في هذا الصدد واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تصرفت في القضية النووية بصورة قانونية وشفافة ولها من ناحية الاستدلال منطق رصين الا ان هدف الاعداء هو مواصلة الضغط وارهاق الشعب وتغيير النظام لذا فانهم لا يسمحون بحل هذه القضية. واضاف قائد الثورة، بطبيعة الحال فان الاعداء يقولون في احاديثهم الخاصة ورسائلهم بانهم لا يريدون تغيير النظام الا ان افعالهم تتعارض مع اقوالهم هذه. واكد سماحته، انه ليس من المهم بالنسبة لهم القضية النووية وحقوق الانسان والديمقراطية واي شيء اخر، بل هم يسعون للوقوف امام تقدم الشعب الايراني والهيمنة مجددا على ايراننا العزيزة الا ان الجمهورية الاسلامية صامدة بقوة واستقلال واعتماد على الشعب وتوكل على الله وتدافع عن مصالح البلاد. وقال، ان التجربة اثبتت بان من يصمد في طريق الحق حليفه النصر، ولا شك ان الشعب الايراني سيوجه صفعة قوية للاعداء في هذا المجال. وفي الاشارة الى الانتخابات الرئاسية والمجالس البلدية التي جرت في البلاد اخيرا، اعتبر سماحته ان من نقاطها المهمة هي؛ الفشل الذريع لجميع برامج واهداف الاعداء، وتجسيد الثقة العامة للشعب بالدولة الاسلامية والمنفذين والمراقبين للانتخابات، ووجود الامن المستديم كبنية تحتية اساسية للتقدم والاعمار، والموقف النبيل والرضوخ للقانون من جانب المرشحين الاخرين تجاه الرئيس المنتخب، وقوة وصلابة الجمهورية الاسلامية الايرانية في الدفاع عن مصالح الشعب. وصرح بان الشعب الايراني شارك بحماس في الانتخابات على العكس مما اراده الاعداء الذين قامت وسائل اعلامهم قبلها ببث الشكوك والشبهات لتثبيط عزائم الشعب والحيلولة دون مشاركته الواسعة فيها. وقال سماحته، ان الاعداء ارادوا إما ان لا تقام الانتخابات وإما ان تقام بمشاركة ضئيلة وعدم اهتمام من جانب الشعب، واما ان ُتختلق ذرائع بعد الانتخابات يمكنهم من خلالها متابعة اهدافهم البغيضة في البلاد. واضاف، ان الاعداء قاموا منذ امد ببث الشبهات والشكوك حول صحة الانتخابات ونزاهة المنفذين والمراقبين لها، لتثبيط عزائم الشعب وعدم حضوره عند صناديق الاقتراع، الا ان الشعب عمل على العكس من ذلك وقد اعترفت وسائل اعلام الاعداء نفسها بذلك في يوم الانتخابات ولم تستطع انكار المشاركة الحماسية فيها. واكد قائد الثورة الاسلامية ضرورة دعم الرئيس المنتخب في اداء مهامه واضاف، لا نقول بان لا ينتقد او يعترض احد، لان الاعتراض والانتقاد السليم مفيد بالتاكيد لتقدم البلاد الا انه علينا جميعا تذكر مسالة "ان اخذ الاشكاليات من قبل الناظر" امر سهل الا ان العمل التنفيذي وادارة البلاد امر صعب وشاق، لذا علينا جميعا دعم رئيس الجمهورية المنتخب في مهمته. وفي مستهل كلمته اشار سماحة القائد الى ذكرى استشهاد آية الله بهشتي (احد رجال الثورة البارزين ورئيس السلطة القضائية في حينه) و 72 من رجال الثورة خلال عملية تفجير مقر الحزب الجمهوري بطهران من قبل منظمة "خلق" الارهابية في 28 حزيران /يونيو عام 1981 واوضح بان هذا الحادث كشف عن الصورة الحقيقية والهوية الخبيثة لهذه المنظمة. واشار الى شخصية آية الله بهشتي البارزة واضاف، لقد استشهد في عملية التفجير الغادرة تلك شخصيات بارزة وعلماء دين كبار ومسؤولون متفانون، الا ان الحادث كشف للشعب في الوقت ذاته عن الصورة الخبيثة للمنافقين وحماتهم المستكبرين ما ادى عمليا الى الغاء امكانية استمرار حياة المنافقين في البلاد واصبح ذلك امرا مصيريا للجمهورية الاسلامية. /2868/