أوضح خبراء عسكريون مصريون، أن التصريحات التي أطلقها الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع، والتي دعا فيها القوى السياسية المختلفة لإيجاد صيغة تفاهم، لا تعني تدخل الجيش بشكل مباشر في الأزمة السياسية بقدر ما تقرع أجراس الخطر بقوة، قبل أن تذهب مصر إلى حرب أهلية وجدل سياسي لا منتهى منه، مؤكدين أن دعوة السيسي تؤكد وقوف الجيش مع الشرعية بمعناها الحقيقي ومصدرها الشعب. وشدد اللواء أحمد عبدالحليم الخبير العسكري، أن بيان وزارة الدفاع يؤكد أن الجيش يقف على الحياد بين جميع القوى السياسية، وأنه لن يقف مع جهة ضد أخرى، لافتًا إلى أن البيان يُعدُّ محاولة من وزارة الدفاع لحشد القوى السياسية للتفاهم والتوافق على مصلحة مصر حتى لا تنهار الدولة. وقال عبدالحليم «المدة التي حددها الجيش (أسبوع) كافية للتوافق بين القوى السياسية، حتى لا يحدث تصادم، كما أنني أتوقع ألا يحدث توافق فى ظل الخلاف السياسي القائم، الذي سيؤدى لانهيار الدولة». وأضاف «عدم التوافق بين القوى السياسية سيؤدي إلى التصادم المجتمعي، وسينزل معه حملات التأييد والمعارضة للشارع، ومعهم ستنهار الدولة، وهو ما يحذر منه الجيش وإلاَّ سيتدخل لإنقاذ مصر». من جهته، قال اللواء حسن الزيات الخبير العسكري، إن «بيان الجيش يمثل نصيحة وليس بيانًا إلزاميًّا لطرفي الصراع السياسي (الإخوان والقوى السياسية الحرة)، والجيش على مسافة واحدة بينهما، وعلى كليهما التصالح وإيجاد صيغة توافقية برضا الطرفين، ولو حدث أي عنف سيضطر للتدخل لإنقاذ البلد من الدمار، لأن العنف لن يكون في صالح مصر». وتوقع الزيات عدم وجود توافق بين الطرفين السياسيين، لأن كلتا القوتين على النقيض تمامًا عن بعضهما، والجماعة لن تغير مخططاتها لأخونة الدولة، والقوى السياسية لن تغير سياساتها تجاه الإخوان، لذا فإن سيناريو الصراع بين القوتين قائم ومعه سيتدخل الجيش. بدوره، قال الخبير العسكري سامح أبو هشيمة إن «الفريق أول عبدالفتاح السيسي وضع الكرة في ملعب الرئيس، معتبرًا أن أداء مرسي واستجابته للمطالب الشعبية في 30 يونيو هي التي ستحدد مدى تدخل الجيش في الأحداث». وقال أبو هشيمة «الجيش يريد أن يقول للرئيس مرسي نحن نحترمك كقائد أعلى للقوات المسلحة، ولكننا في الوقت ذاته نقف مع الشعب ورغباته». وأشار أبو هشيمة إلى أن تصريحات السيسي أكدت أن الجيش لن يقبل بترويع الآمنين في يوم 30 يونيو، وهي موجهة لمن يخطط للعنف سواء من جانب المعارضة أو التيار الإسلامي، كما أنه لن يصمت على إهانة للقوات المسلحة كما جاء في تصريحات قيادات للإخوان خلال مظاهرة الإسلاميين الجمعة الماضي، والتي وصفت بأنها استعراض قوة. من جانبه، قال اللواء سامح سيف اليزل الخبير العسكري ورئيس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية، إن «تصريح السيسي جاء بعد أن وصلت الحالة السياسية لمرحلة خطيرة، وهو من مكانه ودوره الوطني والتاريخي يدعو القوى السياسية إلى الحذر من الوقوع في النفق المظلم». وردًا على الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الجيش في حال استمرار حالة التناحر السياسي، شدد اليزل على أن الجيش «لن يأخذ موقفًا سياسيّاً، ولن يغلب طرفًا على طرف، وسيظل يراقب الموقف مراقبة دقيقة، وإذا استمر الوضع كما هو سيكون في حينها لكل حادث حديث». واعتبر أن كلمة وزير الدفاع حملت رسائل لمن وجهوا اتهامات للجيش بأنه لن يصمت على ذلك، ووجه رسالة لقيادات الجماعات الإسلامية بأنه لن يقف صامتًا أمام ترويع الشعب المصري بالتهديدات والتصريحات النارية. المزيد من الصور :