صالح عبدالفتاح - القاهرة قال خبراء إستراتيجيون وسياسيون مصريون إن الجيش المصري لن يسمح بإراقة الدماء، وتدخله وانتشاره الآن لمنع وقوع الصدام، فيما أشاروا إلى أن عدة سيناريوهات مطروحة أمام الجيش وباقي القوى السياسية في حال تدفق الملايين من المصريين إلى الشوارع والميادين لإسقاط النظام، منها أن يحكم الجيش لفترة انتقالية لا تزيد على عامين، أو أن يكون هناك مجلس رئاسي مدني برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا، وعضوية وزير الدفاع، ورئيس الأركان، ورموز القوى السياسية الفاعلة. وقال الدكتور رمضان بطيخ، أستاذ القانون الدستوري بجامعة عين شمس (محسوب على تيار الإخوان): إن «الدستور ينص على تدخل القوات المسلحة لحماية الأمن المصري في الداخل والخارج، ولكن الأمر الآن في مصر لا يخضع للقانون أو الدستور، وإنما يخضع للواقع، ونحن لسنا في وقت الدستور أو القانون، وإنما حماية مصر من حرب أهلية تلوح في الأفق، ومن ثم لا بد من تدخل الجيش لحماية الأمن القومي المصري والحفاظ على الوطن». من جهته، قال اللواء عبدالمنعم كاطو الخبير الإستراتيجي بأكاديمية ناصر العسكرية، إن «اللحظة الحاسمة التي سيتدخل فيها الجيش هي في حالة وقوع تصادم ينذر بحرب أهلية، وحينها سيقف الجيش حائلاً، وستكون مسؤوليته منع اندلاع الحرب الأهلية». فيما قال الدكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين، ومدير مركز الأهرام للدراسات، «لا قدر الله لو وقعت اشتباكات، فإن تدخل الجيش سيكون له شكل مختلف، وستظهر قوة المؤسسة العسكرية فى الوجود على الساحة، وليس في استخدام العنف، وهو ما سيرفضه تنظيم الإخوان بالطبع، إلاّ أن الجيش وحده صاحب قراره في اختيار الشكل المناسب». بدوره، قال مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، إن «خطاب الفريق السيسي أكد أن الجيش آثر طويلاً الابتعاد عن المعترك السياسي، إلاَّ أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، خصوصًا مؤتمر الصالة المغطاة الذي شهد ترويعًا للمصريين وتخويفهم جعله مضطرًا للدخول مرة أخرى». وأوضح مكرم أن سيناريوهات وجود الجيش، محصورة في دعوته للمصالحة الوطنية التي وضع لها حدّاً حتى نهاية الأسبوع (بعد غدٍ)، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن الإخوان أغلقوا كل أبواب المصالحة خلال الفترة الماضية، فقد يضطرون الى قبول دعوة الجيش. من جانبه، اعتبر جمال حنفي عضو مجلس الشعب الأسبق عن حزب الحرية والعدالة أن بيان السيسي يعني دعم الرئيس المنتخب، وقال حنفي إن ‹›الفريق السيسي تحدث بلسان الحكومة، ورئيس الجمهورية المنتخب، والدولة المصرية، التي لن تسمح بانزلاق البلاد إلى نفق مظلم، أو تهديد الأمن القومي والسلم الأهلي، وهذا حق لوزير الدفاع››. وأكد حنفي أن هذه الكلمة «رسالة لبعض المعارضين الذي ظنوا أنهم سيستطيعون فعل أي شيء في البلاد، لكي يدركوا جيدًا أنهم لن يستطيعوا القيام بأي أعمال عنف وتخريب لأمن وسلامة البلاد، كما يروّج عدد من «غير المسؤولين في الفضائيات، ووسائل الإعلام».