أ ف ب - الخرطوم دعا رئيس الوزراء السوداني الأسبق الصادق المهدي، في خطاب في أم درمان أمس الأول السبت، أمام الآلاف من أنصاره، نظام الرئيس عمر البشير الذي يحكم السودان منذ 1989 إلى الرحيل، مشددًا على نبذ العنف والعمل السلمي لتغيير النظام. فيما طالب آلاف السودانيين بالإطاحة بالبشير بدفع من معارضة تسعى لإذكاء انتفاضة على غرار انتفاضات الربيع العربي. وهددت المعارضة التي تسعى للاستفادة من الغضب من ارتفاع أسعار الغذاء والفساد بتنظيم احتجاجات حاشدة للإطاحة بالبشير في غضون 100 يوم. وأعلن زعيم حزب الأمة المعارض (الصادق المهدي) أمام حشد غير عادي ضم الآلاف في أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم، والتي يفصل بينها وبين العاصمة نهر النيل، أن حزب الأمة «قرر التعبئة من أجل رحيل نظام الاستبداد والفساد»، وذلك بحسب نص الخطاب المطول الذي نشرته مواقع إخبارية محلية. وقال المهدي بعد 24 عامًا على الانقلاب الذي أطاح به في 1989 بقيادة البشير إن سياسات هذا النظام «مزقت الوطن إلى دولتين تلتهب فيه 6 جبهات اقتتال تنذر بمزيد من التمزق». وأضاف «نقول للحزب الحاكم أنتم مسؤولون عما آلت إليه البلاد، وفي يد البشير أن يدرك مدى تدهور الأوضاع ومدى اتساع المعارضة بأطياف مختلفة، ودوره الذي سوف يحفظه له الشعب والتاريخ هو أن يدعو ممثلي القوى السياسية الحقيقيين للاتفاق على برنامج قومي لخلاص الوطن». واقترح الصادق المهدي أن ينفذ هذا البرنامج «رئيس وفاقي يقود حكمًا قوميًا لفترة انتقالية إلى أن يوضع الدستور وتجرى انتخابات عامة»، مؤكدًا «نحن على استعداد أن نكفل تجاوب الآخرين مع هذه المبادرة، ومقابل دوره في مخرج آمن للوطن، نكفل له مخرجًا آمنًا». وشدد الصادق المهدي على ضرورة التحرك السلمي. وقال إن «محاولة إطاحة النظام بالقوة سوف تأتي بنتائج عكسية»، مشددًا على أن «الخيارين الوحيدين المأمونين هما: انتفاضة مدنية قومية أو المائدة المستديرة من أجل نظام جديد». وتوجه الصادق المهدي إلى الجبهة الثورية التي تضم 3 حركات دارفورية تقاتل الحكومة منذ 2003 (العدل والمساواة وتحرير السودان جناح مني مناوي وتحرير السودان جناح عبد الواحد نور) والحركة الشعبية شمال السودان التي تقاتل في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ 2011، وتسعى إلى إسقاط نظام البشير. وقال إن الجبهة الثورية «عازمة على التحرك الثوري لإسقاط نظام الخرطوم، فهم إذا فشلوا فإنهم سوف يمنحون النظام مبررات استمرار ويمكنونه من تجنيد عناصر كثيرة إلى جانبه لا تقبل تكوينات الجبهة الثورية». وتابع «وإذا نجحوا فسوف يقيمون نظامًا إقصائيًا للآخرين، لأنه لم يحدث أن استولت جماعة على الحكم بالقوة وعاملت غيرها بالندية والنتيجة استقطاب جديد وتستمر الحرب الأهلية بصورة أخرى». المزيد من الصور :