أ.د. عاصم حمدان كان الشيخ إبراهيم غلام الذي رحل عنا أخيرًا أحد الشخصيات التي تجاوزت بيئتها المحلية حيث عمل في وزارة الزراعة عند تأسيس الدولة والتي حمل أعباء تأسيسها رجال من مختلف أنحاء هذا الوطن برعاية ورؤية ثاقبة من المؤسس الأول الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأبنائه البررة وهو أديب تعلم فن الخطابة في أروقة مدرسة دار العلوم الشرعية أقدم المؤسسات التعليمية في بلد المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن زملائه في الحقبة التي درس فيها الأساتذة: حسين قاضي وأمين عبدالله القرقوري وعبدالله التركي -رحمهم الله- وسواهم وكان جليسًا لرجل الفضل والوجاهة السيد حبيب محمود أحمد الذي تسلم مهمة تسيير إدارة العلوم الشرعية بعد وفاة مؤسسها السيد أحمد الفيض آبادي سنة 1358ه وكان مجلس الرائد حبيب يحفل دوما برجال أفذاذ طووا أشرعتهم ورحلوا وكان من آخرهم فقيدنا -رحمه الله- وكان يتميز ببديهة الحضور وطلاوة الحديث ولطافة المعشر حتى تتوهم أنه يحدثك من سطور دبجتها يراعة أديب ومؤرخ وهي موهبة تجتمع فيها حواس العقل والقلب واللسان وأتذكر أنه قبل أكثر من عقد من الزمن صحبت معالي السيد إياد مدني لزيارته في منزله فلما غادرنا مجلسه عبر أبو مازن عن تقديره لمثل هذه الشخصيات ومواهبها المتعددة وأضيف إلى ثناء عزيزنا إياد والذي أمازحه قائلا: «إنه يزن شهادته في الآخرين بميزان صناعة الذهب بأنه لم ينشأ في ظلال تلك الشخصيات من الأجيال الصاعدة وذلك من حيث تنوع المعارف وثراء التجربة والقدرة على مواكبة الأحداث صبرًا وتحملاً وقدرة على حسن التخلص في المواقف الصعبة ولعلي أعيد الأمر إلى أن السياق الذي نشأ فيه ذلك الجيل مختلف كلية عن جيل اليوم الذي يرضى بقليل الزاد من المعرفة رغم أنه يملك من وسائل المعرفة ما لا تملكه الأجيال التي رحلت ولم تترك خلفها ما يمكن أن يدخل في فن السيرة الذاتية أو المذكرات الشخصية كما هو الشأن في الأدبيات الغربية ولعلي أشير هنا إلى أن الزعيم البريطاني ونستون تشرشل الذي فاز بجائزة نوبل ليس لأنه انتصر في حربه مع الحلفاء ولكن للأسلوب الأدبي الممتع الذي دون به مذكراته. وبموت الوالد إبراهيم تفقد مرجعية هامة من مرجعياتنا الاجتماعية ترى أي درب نسلك؟ وأي مجلس نرتاد؟ واي زاد نتزود ؟ وأي يد حانية تعطف علينا وترفق بنا وتجعل الحياة ممتعة وأخاذة رحمتك يا رب فهي الملاذ والملجأ والغاية في حياة كتبت على عبادك فيها الفناء وتفردت بالخلود ؟؟؟؟. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain