الواقف في صحن الحرم المكيّ الشريف أمام الكعبة الآن ومع انشغاله أو انصرافه للتعبد والدعاء أثناء الطواف لايمكن أن تخطئ عينه أو تتجاوز المشهد الآخر من مشاهد العبادة.. إنّه العمل الشاق والجاد الذي يسابق الزمن في إنجاز توسعة المطاف. ولايملك المرء في مثل هذه الحالة الاّ أن يدعو لمن سعى ويسعى لراحة المعتمرين والحجاج من ضيوف الرحمن. كانت الساعة تقترب من الثانية صباحا عندما وقف أمام الكعبة حيث الدعاء والتكبير، فيما تواصل المعدات الثقيلة والخفيفة عملها دون أن تحدث صوتًا مزعجًا للطائفين والقائمين والرّكع السجود. في هذه اللحظة تمنّى أن يكون مهندسًا أو حتى عاملًا من هؤلاء الذين انخرطوا في العمل الذي هو عبادة بالتأكيد. لم يشعر بأي ضيق أثناء الطواف رغم تقلّص المساحة مؤقتًا، وحين بدأ في السعي بين الصفا والمروة، تملّكه اليقين بأن توسعة الطواف قريبًا ستحدث أثرها الجميل بالصبر الجميل والشكر الجزيل لمن سعى ويسعى لخدمة شعبه وأمته.عبدالله.