ماتمر به بعض المحافظات من أقتتال داخلي بين قبائلها يعطي صورة حقيقية عن الوضع الأمني الهش الذي نعيشه في هذه البلاد ، وللأسف أن بعض القبائل دخلت في حروب داخلية لأسباب أقل مايقال عنها أنها تافهه ، وماتشهده اليوم بعض قبائل أبين من أحتراب داخلي وعودة الثأر والأعراف التي كانت سائدة ماقبل الأسلام أمر عظيم لايستهان به ويحز في النفس ويدمي القلب فبالأمس القريب كانت بعض القبائل تتقاسم بساطة العيش وبراءة النفوس الطاهرة ، وقد كان أطفالها ينعمون بالأمن والطمأنينه ويعلبون معاً في في الحارات والملاعب الشعبية تعلوهم الأبتسامه والداعبات الطريفه ، حتى أن بعض الأباء كان يقوم بنصح وتأديب أبن الآخر الذي لاتربطه به صلة قرابة ولاقبلية بل حسن الجوار وكان جاره يقره على مافعله بل يعض أبنه بأن يعتبر ذلك الأخ بمثابة أب له ، فما الذي تغير ، مالذي أبدل النفوس الطيبة بنفوس تملأها الحسد والضغينة ، كيف تحولت العلاقات الطيبة إلى عداوات وضغائن ، لماذا رخصت الدماء بين هؤلاء فلم يعودوا يرعون في الآخر إلاً ولاذمة ، مالذي تغير في هذا العالم وجعلنا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، اليس من حق أطفال اليوم أن يعيشوا مرحلة البساطة وطيب العيش الهني التي عاشها آباؤهم ، لقد أحزنني ما يحدث في أبين من أقتتال داخلي بين أقارب وأهل وجيران ، وربما يكون سبب هذه الفتنة تافه لكنها فتنة ومن أيقظها أشعلت النار به وبمن حوله ، نعتقد أعتقاد جازم أن من بين هؤلاء القوم أناس عقلاء وطيبون يريدون وأد الفتنة وأنهم بحاجة إلى الأستماع والأصغاء ولهم والأمتثال لقرارتهم ، وأنه آن الآوان لأقرار العقل بدلاً عن الطيش ، ونؤمن أنه من تنازل عن شيئ هو له أبدله الله خيراً منه وكان أجره على الله ، ومن عفا وأصلح فأجره على الله ، ومن كان أجره على الله فطوبى له ، وأن التنازل يعد أنتصاراً ، والقبول بأحلال السلام والألفه مع ماقد ينتقص من الحقوق يعد شجاعة ورجاحة عقل ، وعلى الجميع ان يثق ان الدولة لاتريد أن تفرض هيبتها لأسباب يعلمها الله لذا فأن أنتظار الحل منها هو من قبيل العبث الذي لا طائل منه ، كما أنه قد يقول القائل أن الكثير من العقلاء قد يأسوا من أيجاد الحلول فأننا نقول له أنه من يريد الخير لايعدم الوسيلة ومن أخلص العمل لله رزقه الله القبول في الأرض ، اللهم ياعزيز ياجبار يامن بيده مقاليد السموات والأرض أرحم عبادك الضعفاء ووفق عقلاؤهم إلى الحق وإلى القبول به واحقن الدماء . آمي