اجلت الأممالمتحدة عشرات القضاة والموظفين والصحافيين من الاراضي التي بات يسيطر عليها متمردو حركة ام 23 في شرق الكونغو الديموقراطية، يأتي ذلك بعد فرار الاف السكان من تلك المناطق خشية تعرضهم لعمليات قتل وتعذيب. نيويورك: فر آلاف المدنيين من مدينة ساكي شرقي الكونغو الديمقراطية، بعدما فشل هجوم مضاد للجيش النظامي بتوقيف تقدم متمردي "أم 23". واعلنت الاممالمتحدة الجمعة ان عشرات القضاة والموظفين والصحافيين تم اجلاؤهم عن طريق جسر جوي من الاراضي التي يسيطر عليها متمردو حركة 23 مارس (ام23) في شرق الكونغو الديموقراطية. وقامت بعثة الاممالمتحدة للاستقرار في جمهورية الكونغو الديموقراطية باجلاء 76 شخصا كانوا من بين الاهداف المحتملين لمتمردي ام23. وقال المتحدث باسم عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة كيران دواير "كثيرون منهم، بينهم قضاة، مسؤولون حكوميون، شرطيون وناشطون حقوقيون، لجأوا الى قواعد للامم المتحدة". وينتشر 6700 جندي من القوات الدولية في منطقة شمال كيفو الغنية بالماس والمعادن الثمينة. واوضح دواير ان الوضع مايزال "مقلقا"، مشيرا الى ان متمردي ام23 يواصلون زحفهم في مقاطعة شمال كيفو مع سيطرتهم مؤخرا على مدينة ساكي. وتعتبر ساكي موقعا استراتيجيا لكونها ملتقى طريقين رئيسيين: واحدة جنوبية تؤدي الى بوكافو عاصمة مقاطعة جنوب كيفو المجاورة التي اعلن المتمردون عزمهم السيطرة عليها، واخرى تؤدي الى منطقة ماسيسي في الغرب. ولفت دواير الى ان قوات الاممالمتحدة "تتموضع لاحتواء التقدم المستقبلي لحركة ام23 في اتجاه بوكافو"، الا انه اكد ان الجنود الدوليين لا يمكنهم "الحلول مكان الجيش النظامي الكونغولي لمحاربة (متمردي) ام23". واشار خبراء ودبلوماسيون في الاممالمتحدة الى ان الجيش النظامي عانى تفككا في مواجهة المتمردين الذين انضم الى صفوفهم طيلة الاسبوع الفائت مئات الجنود المنشقين. كما تحصي الاممالمتحدة اعداد الجرحى وضحايا الجرائم المرتكبة من متمردي ام23 والتي يلاحق القائد العسكري للمتمردين بوسكو نتاغاندا بسببها من جانب المحكمة الجنائية الدولية. واوضح دواير انه "تم الابلاغ عن حالات قتلى سقطوا في تصفية حسابات وعمليات اغتصاب للطواقم الطبية اضافة الى تجنيد اطفال وخطفهم". ورحبت الاممالمتحدة بالاعلان المشترك الصادر عن رؤساء الكونغو الديموقراطية ورواندا واوغندا في ختام لقاء في العاصمة الاوغندية كمبالا والداعي الى انهاء تمرد حركة ام23. وتستضيف كمبالا السبت قمة اقليمية بشأن الازمة في الكونغو الديموقراطية. وفي الوقت الذي تعرضت فيها مهمة الأممالمتحدة في الكونغو (17 ألف جندي) لانتقادات لعدم منعها تقدم المتمردين، تعتزم المنظمة الدولية استخدام طائرات بدون طيار للمرة الأولى لمراقبة شرق الكونغو الديمقراطية و"تعزيز قدرات المهمة بهدف حماية المدنيين من الجماعات المسلحة". وهزت حربان الكونغو الديمقراطية بين 1996 و1997 ثم مجددا من 1998 إلى 2002 بدأت كلاهما في إقليم كيفو، ولعبت كل من رواندا وأوغندا دورا فاعلا أو خلف الأضواء في غالبية الأعمال القتالية. وتفيد تقديرات بأن أكثر من ثلاثة ملايين شخص لقوا مصرعهم منذ 1998 بسبب القتال والمرض والجوع، وأن 1.6 مليون شخص أصبحوا دون مأوى. والمستعمرة البلجيكية السابقة التي كانت تعرف سابقا بزائير إبان حكم الدكتاتور موبوتو سيسي سيكو الذي أطيح به في 1997، لا تزال أقل دول العالم نموا رغم غناها بالكوبالت والزئبق والألماس والذهب والكولتان، أحد العناصر الرئيسية التي تدخل في صناعة الهواتف النقالة.