"المرشد" يؤجج نار الفتنة والجيش يدعو للمصالحة وسقوط قتلى وجرحى في المواجهات قدمت ثورة 30 يونيو المصرية أمس الجمعة صورتين ناصعتين للفروسية والنبل والوطنية ، حيث دعا الجيش المصري فجراً الى الوحدة و"المصالحة" و"الابتعاد عن الانتقام"، فيما أعلن النائب العام المصري عبد المجيد محمود الذي عاد مؤخراً إلى منصبه بحكم قضائي انه سيتقدم باستقالته بسبب "استشعاره الحرج" من اتخاذ إجراءات وقرارات قضائية ضد من قاموا بعزله من منصبه في إشارة الى الإخوان المسلمين، وفي المقابل قرر الاخوان الذين استفاقوا من ضربة عزل الرئيس محمد مرسي، التصعيد وحرق "الأخضر واليابس"، بشكل هستيري، وتوعدوا الجيش والخصوم "بالويل والثبور"، كما هاجموا "التحرير" في محاولة للسيطرة عليه، وكذلك نشروا الفوضى في محافظات عدة حيث سقط عشرات القتلى والجرحى . ودعا الجيش المصري في بيان أصدره فجر أمس المصريين إلى الوحدة و"المصالحة" و"الابتعاد عن الانتقام"، قبيل تجمع أنصار الإخوان في ميدان رابعة العدوية . وأكد المرشد العام للجماعة محمد بديع في كلمة ألقاها على نحو مفاجئ أمام عشرات الآلاف من اتباعه أن "الانقلاب العسكري باطل" ودعا "الملايين إلى البقاء في الميادين" حتى عودة الرئيس المعزول مرسي "رئيسنا" الى منصبه "محمولاً على الاعناق أو نفديه بأرواحنا" . واتهم بديع الجيش المصري بالانحياز إلى فصيل على حساب آخر . وفيما حلقت مروحيات للجيش فوق الميدان، قال بديع "لن تثنينا تهديدات ولا اعتقالات ولا سجون ولا مشانق . . ولن نقبل بالحكم العسكري مرة أخرى" . ودعا شيخ الأزهر أحمد الطيب في كلمة له مساء أمس إلى ضرورة وأد الفتنة مشدداً على الوحدة الوطنية . ووقعت اشتباكات بين مؤيدي مرسي وخصومه في ميدان عبد المنعم رياض القريب من ميدان التحرير . كما اندلعت مواجهات بين أنصار ومعارضين للرئيس المعزول من جهة ،وبين انصار لمرسي وقوات الأمن من جهة أخرى في مناطق مختلفة في مصر . وأسفرت الاشتباكات عن 10 قتلى و310 جرحى . وقال التلفزيون الحكومي المصري أن السلطات فرضت حظر التجول في مدينتي رفح والشيخ زويد في شمال سيناء . وكانت جبهة الانقاذ الوطني دعت صباح الجمعة الى تظاهرات عاجلة "للدفاع عن ثورة 30 يونيو" في مواجهة تظاهرات الإخوان، وشددت على البقاء في الميادين إلى حين استكمال إجراءات المرحلة الانتقالية . من جهة أخرى وقررت النيابة العامة اخلاء سبيل رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني ورشاد البيومي نائب المرشد العام لجماعة الإخوان على ذمة التحقيقات الجارية معهم بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين، بضمان محل اقامتهما، كما أمرت بإحضار المرشد بديع ونائبه خيرت الشاطر للتحقيق، فيما اعتقل حازم ابو إسماعيل . وتوالت ردود الفعل الدولية على التطورات المصرية، ودعا أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون لوقف العنف وإجراء حوار سلمي يشمل مختلف أطراف الطيف السياسي، والعودة لحكم مدني . وجددت روسيا التأكيد على موقفها الداعم للتطلعات المشروعة للشعب المصري في إطار عملية تغيير ديمقراطية، داعية إلى حل الخلافات من دون عنف ومن خلال حوار وطني شامل . 6 قتلى عسكريين في سيناء قتل 5 من رجال الشرطة وجندي، أمس، برصاص مسلحين في محافظة شمال سيناء . وقالت مصادر طبية بشمال سيناء إن "عدد القتلى بالمحافظة (الجمعة) من رجال الشرطة ارتفع إلى 5 في هجمات مسلحة شنها مسلحون على حواجز أمنية بالعريش" . وأفادت المصادر أن اثنين من أمناء الشرطة قتلا في هجوم بمنطقة المساعيد واثنين آخرين قتلا في هجوم على حاجز أمني بمنطقة الكرامة جنوبي العريش وشرطي آخر قتل أمام مستشفى العريش . وكان جندي مصري قتل فجر الجمعة في هجمات متزامنة شنها إسلاميون إذ أطلقوا صواريخ ونيران أسلحة آلية على مركز للشرطة ومراكز عسكرية في سيناء . وقال مصدر أمني إن 7 جنود جرحوا في الهجوم على نقطة تفتيش للجيش في الجورة بشمال سيناء . وأضاف أن مركزاً للشرطة وآخر للمخابرات العسكرية تعرضا أيضاً للهجوم بالصواريخ في مدينة رفح الحدودية . وأوضح أن إسلاميين هاجموا نقاط تفتيش عسكرية وأخرى تابعة للشرطة في مدن عدة بشمال سيناء .