بقلم / د.صادق حزام - من أعظم فوائد منع مرسى من الإنقلاب على مصر أن ثورة 30 يوليوا الشعبية العارمة تنتقل بالوعى والمجتمعات العربىية...الى مرحلة متقدمة جدا فى فن التعامل مع بعضهم ومع الوطن ومع السياسة , تلك الشؤن العامة التى لا تخص فقط مواطنا بعينه أو حزبا بعينه او جماعة بعينها.. ومن الصعب تاليا أن يدعى أيا كان أحقيته فى التفرد بها تحت اى نية أو مسمى أو شعار أو توكيل كان... الخلفاء الحصريين للرب فى الأرض والسياسة بعد 30 يونيو سيراجعون توكيلاتهم الحصرية وسيتفحصونها بدقة وربما اكتشفوا أن هناك أخرين يدعون أن لهم نفس التوكيل الحصرى أو ماشابهه ...! وربما إكتشف الجميع أيضا أن الشعب صار فى غنى عن الوكلاء الحصريين من أصله.. وصار بالغا راشدا يعرف ربه ويعرف أيضا واجبه...! ومن كان يعتبر الديمقراطية مجرد توقيع أغلبية على بياض ليفعل ما يشاء.. سيجد متسعا من الوقت لأدراك ان الديمقراطية ليست بهذه السذاجة المفرطة وإن بدت كذلك احيانا أيضا... ومن ناحية أخرى كل من آمن بديمقراطية من ذلك الشكل سيجد الفرصة الكافية لأعادة النظر فى الأمر وفحص إيمانه بها من عدمه وهل هو إيمان "الأعراب" بها ، أم إيمان أهل مكة والمدينة من المهاجرين والانصار..إليها..! ومن كان يعتبر الوطن فردا او رأيا أو فتوى أحادية فسيكتشف أن الوطن أوسع وأروع من ذلك بكثير ..ويتسع للجميع كما أراد الله... لا مولاه. وحتى العسكر تطوروا جدا فى الأداء...عمليا وإجرائيا ترفعوا ولأول مرة أيضا عن الجلوس على الكرسى السحرى مباشرة...تركوا ولأول مرة مادة دستورية مهجورة طويلا تأخذ مجراها فى واقع النصوص والسياسة والشعب والوطن . المحكمة الدستورية العليا كما يليق بها تدير البلاد كقيادة مدنية حقيقية.. خارطة طريق العسكر لم تكن هى الأخرى بيان أو فتوى فردية لشخص أو حزب أو جماعة..كانت فحوى توافق طيف شعبى مجتمعى وسياسى وحزبى ودينى ووطنى أفضل وأشمل مما أستطاعه الرئيس المُقَدِسِ خطاه وقراراته...بأعلانه الدستورى إياه. أنجز العسكر إذن وبمفارقة عجيبة وملفته توافق وتلاحم أفضل من الرئيس وصاحب التوكيل الرسمى بالرئاسة والتوفيق وإعادة لحمة المجتمع..!! وذلك انتصار يستحق العنوان والتقدير الديمقراطى والوطنى والثورى الأكبر من حيث ماهيته وجدته ونوعيته وأهميته وفاعليته وشرعيته والأثر أيضا... حان الوقت إذن للأنتقال من الكفر بالديمقراطية والتحايل علىها إلى الإيمان بها عن قناعة والإخلاص بها ولها ودون إستئثار او استحواذ لأى كان وتحت أى شعار...! فاكل فى البشرية نظراء وفىى الفرص أيضا سواء... والا أيش كان جاب أوباما.. على قمة أمريكا يا ترى...ومع ذلك لا يحكم بما يريده فقط "السود جماعته"...!