أنتَ إذن .. لا شيء ............................ الليل في هزيعه الأخير ساكن صامت وربما ميت موته الأخير.. و أنت في ركنك المنسي تمسك قلمك الذي أكلته صفحات الدهر الخشنة تلوك بين شفتيك المتشققتين بقايا سيجارة لفظت نفسها الأخير منذ أن ودعك الصباح و احتضنك الليل تنظر إلى الصفحات فلا تعرفها تلامسها بقلمك المرتعش بين أناملك المصفرة فلا يحدث بينكما انسجام تدير عينيك وسط جمجمتك المثقلة بحكايات الدهر تبحث عن كنان تستر به عجزك و انفرادك المميت فتدرك أن كل ما يحيط بك ظلام .. فراغ .. و لا شيء أنت إذن .. لا شيء.. لا تستسلم لهذا الواقع الذي جعل منك دمية منسية على أرجوحة الزمن فقد لن يبقى منك إلا رفات عظام متفتتة في ذلك الركن الذي ابتلعك و محق كل معانيك و إن استطعت ارم عُقبة سيجارتك و كسر ذلك القلم العقيم و ابحث عن انبثاق الفجر إن كان لعمرك بقية " آمنة عمر امغيميم "