تشير الأحداث إلى وجود فرحة بين العلمانيين والدكتاتوريين من الحكام العرب بعد الهزيمة التي تعرض لها الاخوان المسلمون على الساحة المصرية وياملون بظهور شخصيات عسكرية اكثر في مصر. واشنطن (فارس) نشر معهد تشاتم هاوس البريطاني تقريرا بقلم "جين كينين مونت" اكد فيه على ان الولاياتالمتحدةالأمريكية قد ضربت عصفورين بحجر واحد في مصر، فهي من ناحية لا تصرح بمساعدتها للعسكر باسقاط حكومة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، ومن ناحية اخرى لا تستخدم مصطلح "انقلاب عسكري" لما حدث كونها ستكون مضطرة الى تعليق مساعداتها العسكرية لمصر وفقدان نفوذها في هذا البلد. وحسب هذا التقرير فانه من المحتمل ان تشهد الاسابيع المقبلة اتساع نطاق المشاعر المناهضة للغرب في مصر كون بعض معارضي حكومة مرسي المنحلة يرون ان الاخوان المسلمين مقربون لدى الغرب وعلى هذا الاساس من المتوقع ان يحاول الرئيس المصري الجديد كسب رضا الشعب والعسكر دون ان يعير اهمية كبيرة للعلاقات مع الغرب. واكد كاتب التقرير على ان الانقلابات العسكرية المدعومة شعبيا ليست جديدة على الساحة، وعندما يقوم الجيش بتعليق العمل بالدستور بعد ازاحة رئيس منتخب فهذا الامر هو الانقلاب العسكري بعينه، فالدستور اليوم لا يعمل به في مصر وليس هناك برلمان ولم يحدد حتى الان زمن محدد للانتخابات المقبلة. وأشار إلى ان حكومة عدلي منصور تحاول تحقيق اجماع اكبر على الصعيد الوطني،وبما ان الساحة السياسية في مصر تشهد تشتتا فان اتخاذ اي قرار سيكون صعبا للغاية لذا فمن المناسب للقوات العسكرية ان تبقى متواجدة في الساحة بصفتها دلال للسلطة، ما يدعو كل رئيس يتربع على دكة الحكم للشعور بالقلق حيال مستقبل علاقاته مع العسكر نظرا لما حدث لسلفه. يذكر ان الاخوان المسلمين في هذا البلد قد فقدوا الدعم الشعبي اكثر مما كان متوقعا ولم يلتفتوا الى مطالبات معارضيهم واعتبروهم مناهضين للثورة وعملاء للاجانب، لكنهم حتى الان يعتبرون حكومتهم المخلوعة سلطة ديمقراطية قانونية ومن هذا المنطلق سوف لا يتخلون عن العمل على استرجاع الحكم واذا ما انكروا شرعية الانتخابات المتوقع عقدها مستقبلا فسوف تدخل البلاد في دوامة خطيرة. وجاء في ختام هذا التقرير ان الحكام العلمانيين العرب وما بقي من دكتاتوريين على الساحة العربية مسرورون بسقوط حكومة الاخوان المسلمين ويرغبون بمشاهدة شخصيات عسكرية اكثر على الساحة المصرية، لكن عليهم ان لا يغفلوا عن ان الجيش المصري قد فعل ما فعل تحت مظلة المظاهرات الشعبية فحسب وهذا يدل على ان الشعب المصري لا زال يمتلك الورقة الرابحة في الميدان. /2819/