سليمان النفيسة- سبق- الرياض: شددت الدكتورة تغريد عابد الجدعاني الأستاذ المساعد في قسم السكن وإدارة المؤسسات في جامعة الملك عبدالعزيز في حديثها ل"سبق" على التخطيط لرؤية مستقبليه واضحة في تحديد متطلبات الأسرة من شهر شعبان؛ لتفادي الاستنزاف العام لمدخولات الأسرة، فكثير من الأسر تتجه للدين قبيل شهر رمضان، وتتحمل ديوناً أخرى في شهر شوال لسوء إدارة المصروف، مما قد يؤثر سلباً على العلاقات الإنسانية بين الأزواج خلال شهر رمضان. فيما نصحت "الجدعاني" ربات المنازل بدراسة مدخولاتهم الشهرية قبل دخول الشهر الكريم، وذلك عن طريق تحديد احتياجاتهم الطبيعية للمواد الاستهلاكية المعتادة كالزيت والأرز والدقيق وما إلى ذلك من مواد تستخدم طيلة العام، وبعد ذلك تقوم ربة المنزل بدراسة الزيادة لهذا الاستهلاك من أجل الوصول إلى المصرف المتوسط في تلبية متطلبات المنزل خلال الشهر الفضيل. وأضافت "الجدعاني" أن لشهر رمضان طبيعته الخاصة بتجمع الأسرة يومياً حول طاولة الطعام؛ مما يجعل عملية إعداد الطعام داخل المنزل بارزة بشكل واضح عن بقية أشهر العام، كما أن استضافة الأقارب والأصدقاء خلال الشهر هي من العادات المحلية التي قد تحمل ربة المنزل تكاليف إضافية؛ مما يجعل دراسة المصروف الشهري أمراً ضرورياً للوصول إلى أفضل نتيجة. وأشارت "الجدعاني" إلى الدورات التدريبية في إدارة المنزل وتقنين المصروفات الشهرية، مؤكدة على نتائجها الملموسة لربات المنازل؛ حيث يمكن لربة المنزل حضور إحدى الدورات عبر إحدى المراكز المتخصصة في ذلك أو البحث عن الدورات المكتوبة عبر شبكة الإنترنت. وحول الطريقة الصحيحة في إدارة المصروف قالت "الجدعاني": إن الأمر يبدأ عندما يتم تقسيم المدخول الشهري على التزاماتهم الأساسية، ثم تحديد النسبة التي يجب توفيرها من المدخول لشهر رمضان من شهر شعبان؛ لكي يصبح الأمر أكثر سهولة وسلاسة على المدخول العام للأسرة. من جانب آخر ألمحت "الجدعاني" إلى التوجيهات الدينية التي أمرنا به الله ورسوله بحسن التصرف في المأكل والمشرب والبعد عن الإسراف، كما أن شهر رمضان شهر اجتهاد وراحة فليس من المعقول أن نستغل فترة الإفطار في زيادة جرعات الأكل والضغط على الجهاز الهضمي، بل من الأولى أن يستغل الشهر في العبادة والرياضة، وأن يكون راحة للقلب والجسم قبل كل شيء. وأردفت "الجدعاني" في حديثها قائلة: لو سألت كل ربة منزل نفسها: هل تستهلك كل ما اشترته خلال الشهر الكريم وما هي إمكانية الاستفادة منه بعد انتهاء الشهر، لاتضحت الرؤية لهن بشكل أكبر؛ فالكثير من الأسر يبتاع أكثر من احتياجه بكثير؛ مما يجعل صلاحيتها تنتهي بلا فائدة تذكر، فنحن لا نستطيع إعادتها، خصوصاً وأن غالبية أفراد الأسرة من متوسطي الأعمار والصغار يعتمدون على الوجبات السريعة، وقد لا تغيب هذه العادة إلا في شهر رمضان لخصوصيته الدينية والاجتماعية. وشددت "الجدعاني" إلى تغير الوقت والزمان قائلة: في سابق الوقت كان من الصعب توفير المأكل والمشرب بكميات كبيرة، أما الآن أصبح الأمر أكثر سلاسة وسهولة؛ حيث تتوفر في كل مكان المجمعات التجارية ومحلات البقالة، مما لا يدع هناك سبباً منطقياً لابتياع احتياجات شهر كامل مقدماً. من جانب آخر قالت "الجدعاني": إن الجامعة قامت بعمل عدد كبير من الدراسات والإحصائيات حول الميزانية والمصروفات بين المرأة العاملة وغير العاملة موضحة أن للمرأة العاملة مزايا خاصة تميزها في تحديد قيمة ما يصرف وجدولته بالشكل الصحيح، ولكن غير العاملة تحتاج إلى التدريب بشكل أكبر لإدارة المنزل بالشكل الصحيح.