أذهله ذلك الزحام الشديد المخلوط بالصراخ، أعاد لذاكرته طوابير «تصحيح الأوضاع» بصالات الجوازات قبل تمديد المهلة، تضاربت الأفكار والهواجس في رأسه، لابد أن مكروهًا قد أصاب أحد زبائن المطعم الذي ارتبط به منذ وصوله للمملكة، واعتبره «همزة الوصل» بالوطن، وقد يكون ذاك الزبون واحدًا ممّن يعرفهم، ويتصادف جلوسه بجواره على مائدة الإفطار قبل رمضان، لم يتردد، تحرك نحو مصدر الصراخ، كلما اقترب من الزحام كانت الأصوات والمطالب تتضح، لمح أحدهم وهو يمسك بكيس مملوء بعلب بلاستيكية، وهو يبتسم ويرفعها إلى أعلى، ويتمتم بكلمات النصر، وقتها عرف الحقيقة دون ان يسأل أحدًا، وقرر عدم خوض «مونديال الفول».