الإخوان المسلمون الشباب في مصر الذين استقطبتهم الإدارة الأمريكية إما أنهم يثبتون على فكرهم الإخواني ويصبحون عتلة ضغط بيد الأمريكان أو أنهم سيتفرعون إلى أحزاب شبه ليبرالية بواجهة إسلامية. طهران (فارس) لقد لعب الإخوان المسلمون دوراً فاعلاً على الساحة السياسية في مصر وتصاعد هذا الأداء بشكل كبير بعد انتصار ثورة الشعب المصري وإسقاط نظام حسني مبارك. يذكر أن حركة الإخوان المسلمين قد وسعت نطاق نشاطاتها خارج نطاق الحدود المصرية أيضاً وتغلغلت في بعض البلدان العربية، وبالطبع فإن هكذا حركة لا يمكن أن تكون بعيدة عن أنظار الإدارة الأمريكية التي تقتنص كل فرصة صغيرة وكبيرة لبسط نفوذها في كل بقعة من بقاع العالم، وهناك مصالح استراتيجية أمريكية في العالم الإسلامي يمكن تحقيقها من خلال استقطاب الإخوان المسلمين ولا سيما الشباب منهم الذين لهم دور بارز في هذه الأيام على الساحة المتأزمة في مصر. ومن الطريف أن الإدارة الأمريكية باتت تعير أهمية بالغة للفئة الشابة المتغلغلة في قلب الحركة الإخوانية ومدت يد العون لهم بمساعدات مالية ومنح دراسية تحت غطاء بعض المنظمات غير الحكومية التي تزاول نشاطاتها في القاهرة كبيت الحرية والمؤسسة الديمقراطية الوطنية وذلك بهدف تعريفهم بالمبادئ الأمريكية، وهذه البرامج الأمريكية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك كانت موجهة إلى العسكر. وقد أبدى الإخوان المسلمون الشباب في الآونة الأخيرة اهتماماً بالغاً بوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي التي كان لها الدور الفاعل في انتصار الثورة المصرية، وفي الحين ذاته فإن وسائل الارتباط الحديثة من شأنها أن تمهد الطريق للأمريكان كي يبسطوا نفوذهم أكثر ويبثوا ما يشاؤون من معلومات وأخبار بين الشباب. وبالفعل فإن الأجواء الافتراضية قد ساعدت واشنطن على استقطاب الحركات الجامعية التي تلعب دوراً هاماً في تعيين مصير مصر حيث اخترقتهم ثقافياً ودبلوماسياً. وعلى الرغم من أن الإخوانيين الشباب ليس لهم حضور واسع اليوم في قيادة الحركات الشبابية بمصر، لكن لا يمكن غض النظر عن دورهم في اتخاذ القرار من قبل القادة الشباب، وعلى هذا الأساس تحركت واشنطن نحوهم وبدأت تتملق لهم كونها تعلم بأنهم سيتغلغلون يوماً بعد يوم أكثر فأكثر في هيكل صناعة القرار المصري وسيصبحون عتلة ضغط مناسبة تلقنها الإدارة الأمريكية ما تشاء لتنفيذ مخططاتها، وعلى أقل تقدير فإن بعضهم قد بدأت أفكارهم تتحول إلى مشارب شبه ليبرالية تعزف على وتر إسلامي. /2819/