لم يغب عن أول صلاة تراويح فى رمضان حالة الصراع والخلاف الموجودة فى الشارع المصري الآن بعد عزل الرئيس مرسى، وما تلاها من اشتباكات دموية أدت إلى مزيد من الانقسام بين طوائف الشعب المصرى، فصلاة التراويح التى كانت تجمع المصريين أجمعين على دعاء واحد هو لم الشمل، اختلفت هذا العام وتفرق الدعاء ما بين المساجد والميادين وأصبح كل فصيل يدعو بهلاك الآخر. ظهر ذلك بوضوح فى ميدان رابعة العدوية، حيث يعتصم مؤيدو الرئيس المخلوع محمد مرسى، كانت صلاة التراويح مهيجة للمشاعر والدعاء على المتظاهرين مثل: «اللهم أهلك من خرج عن شريعة الله، اللهم انحرهم فى مهلكهم، اللهم فرق شملهم»، ولم ينس مؤيدو الرئيس أحداث الحرس الجمهورى فدعوا: «اللهم أهلك من أطلق الرصاص على أهلنا وهم يصلون وهم ساجدون بين يديك»، «اللهم يتم أطفالهم كما يتموا أطفال إخواننا»، كما حصد الإعلام الذى وصفوه ب«الكاذب» الكم الأكبر من الدعاء: «اللهم عليك بالإعلام الكاذب الذى يسيطر عليه المجرمون، اللهم أهلك إعلام الفتن»، وكان الدعاء الختامى فى الصلاة للشرعية والرئيس مرسى: «يارب، اللهم أعد رئيسنا ورد إلينا شريعتنا، اللهم انتقم ممن أسر المؤمنين وأطلق سراح المفسدين، اللهم رد إلينا قادتنا وفك سراحهم». الدعاء لم يختلف كثيرا فى كثير من المساجد بمنطقة مدينة نصر التى صلى فيها عدد من الشيوخ المؤيدين للرئيس المخلوع مرسى، ومنها: «اللهم انصر الشريعة على أعدائها»، «اللهم انحر أعداء الدين»، «اللهم فرق شملهم وشتت جمعهم». الحالة السياسية لم تغب عن صلاة التراويح فى ميادين الثورة وعلى رأسها ميدان التحرير، وكان الدعاء متركزا فى وأد الفتن فى مصر: «اللهم اجمع شمل مسلمى ومسيحيى مصر» و«اللهم اجمع شمل المصريين ووحد صفهم» وبعد الدعاء علت هتافات مثل: «يا بتوع رابعة العدوية.. الميدان هو الشرعية». أما ميدان الاتحادية فكان الأكثر هدوءا حيث توافدت أعداد قليلة من المتظاهرين إلى الميدان وكانت صلاة التراويح هادئة تخللها دعاء بعودة الأمن والأمان والسلام فى كافة أرجاء مصر داعين: «اللهم لم شمل المصريين.. اللهم حرم دماءنا.. اللهم اجمعنا على طاعتك».