قتل متطرفون من تنظيم ما يسمى ب(الدولة الإسلامية في العراق والشام) قائد كتيبة في الجيش السوري الحر في منطقة اللاذقية في غرب سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس وتكررت مثل هذه الحوادث في سوريا خلال الفترة الأخيرة، مؤشرة إلى توتر متصاعد بين المجموعات المقاتلة تحت لواء الجيش الحر والمجموعات الإسلامية الجهادية المؤلفة في جزء كبير منها من مقاتلين غير سوريين، وسيطر الجيش السوري الحر أمس على قرية تقع على بعد كيلومترات من مدينة القامشلي في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الكتائب سيطرت على قرية البجارية الواقعة على بعد 12 كلم جنوب شرق القامشلي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد. وفي دمشق أفاد المرصد عن تعرض حي القابون (شمال شرق) لقصف من القوات النظامية بقذائف الهاون والمدفعية، في حين تستمر عمليات القصف والاشتباكات على محاور مخيم اليرموك والحجر الأسود في جنوب العاصمة، وفي محافظة حماة أبان المرصد أن «الكتائب المقاتلة فجرت سيارة مفخخة عند حاجز المشيك في بلدة سهل الغاب»، ما أدى إلى تدمير مبنى تتمركز فيه القوات النظامية وسقوط قتلى وجرحى، أما في حمص فقد تفاقمت معاناة أكثر من ثلاثة آلاف سوري موجودين في الأحياء المحاصرة بعد 400 يوم من الحصار. وقال المرصد السورى في بريد إلكتروني نقلا عن نشطاء ومقاتلين من جبلي الأكراد والتركمان: «إن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام اغتالوا أمس الأول قائد كتيبة العز بن عبدالسلام كمال حمامي المعروف باسم أبوبصير الجبلاوي، وذلك إثر محاولة عناصر من الدولة الإسلامية إزالة حاجز أقامته عناصر الكتيبة في منطقة وجودهم في منطقة جبل التركمان شمال مدينة اللاذقية»، وأضاف: «إن اثنين من عناصر الكتيبة أصيبا بجروح خطرة»، وكان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبط بتنظيم القاعدة أقدم قبل أيام على قطع رأس قائد كتيبة آخر في محافظة إدلب (شمال غرب)، جاء ذلك على خلفية معركة وقعت بين عناصر «الدولة» ومقاتلين من كتائب أخرى في بلدة الدانة قتل فيها العشرات، كما أفاد المرصد، ويتهم ناشطون جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام المتطرفتين باعتقال عشرات الناشطين والمقاتلين المعارضين للنظام السوري بتهم تتمحور إجمالا حول «مخالفة للشريعة الإسلامية أو تفسير معين للإسلام» ونشأ تنظيم «دولة العراق والشام» بمبادرة من الدولة الإسلامية في العراق بزعامة أبو بكر البغدادي، وحاولت الالتحام بالنصرة، إلا أن هذه الأخيرة أعلنت تمايزها عن الجبهة مع إعلانها الولاء لأيمن الظواهري، وتمكنت المجموعات الجهادية من السيطرة على عدد من «المناطق المحررة» حيث تحاول فرض قوانينها وإدارتها، إلا أن محاولتها فرض وجهة نظرها المتطرفة في تطبيق الشريعة الإسلامية تخلق لها مشكلات متزايدة يومًا بعد يوم. وشهدت مدينة الرقة (شمال) أخيرًا احتجاجات واعتصامات وتظاهرات ضد المجموعات الجهادية بسبب الاعتقالات التي تقوم بها. وأثار مقتل فتى في الرابعة عشرة على أيدي عناصر من دولة العراق والشام أمام أهله في مدينة حلب بعد اتهامه بالتجديف احتجاجات واسعة.