بعد أن ذكّر "سميح ايديز" بطمأنة رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا للمصريين بعد سقوط حسني مبارك بإمكانية تطبيق النموذج التركي (كبلد ذي أكثرية مسلمة ونظام علماني ديمقراطي وحكومة إسلامية) في مصر، الا انه قال: "لكن لم يعد لأنقرة في المنطقة اذن صاغية في الوقت الحاضر". انقرة (فارس) وكتب "سميح ايديز" المحلل والصحفي التركي الذي يكتب للصحف التركية المتحدثة بالانجليزية والفاينانشيال تايمز البريطانية والتايمز اللندنية وغيرها، كتب لموقع "المونيتور": "لم يمض زمن طويل على رحلات داود اوغلو وزير الخارجية التركي المكوكية من دولة لاخرى سعيا لحل النزاعات وتلطيف التشنجات في الشرق الأوسط، فترة كانت تمثل شهر عسل لهذا الرجل وعصرا استُغلّت تركيا فيه كقوة ناعمة متنامية في المنقطة". ومذكرا بتصريحات داود اوغلو من "أن تركيا وبسبب تاريخها الإقليمي تفهم الشرق الأوسط أكثر من غيرها" أضاف المحلل: "لقد فتحت تركيا قنوات الحوار مع الجميع حتى "إسرائيل" ما قوّى التصور بأن هذا البلد الذي يضع إحدى قدميه في اوروبا يمكن أن يلعب دورا في [ما يسمى ب] "عملية السلام!" في المنطقة". وفي معرض إشارة التحليل إلى أن سياسة أنقرة الاحادية البُعد والمبنية على فرضية خاطئة اسمها "السقوط السريع لبشار الأسد" قد خلقت لها أعداء جدد وأزالت عنها صفة اللاعب الإقليمي المحايد أضاف ايزيد: "عوضا عن ذلك فقد تخندقت تركيا اليوم في إحدى معسكري الصراع في تحولات العراقوسوريا وأبدت ردود أفعال خطيرة أفقدها ما كان لها من دور إقليمي إيجابي". ولفت المقال إلى رغبة اردوغان الواضحة في الانخراط بالصراع الطائفي قائلا: "كان ذلك عندما بدأ تحالف "مسلم سنّي!" مكون من السعودية وقطر ومصر بقيادة محمد مرسي يبرز للعيان ومطالبة اردوغان وحزب العدالة والتنمية بالانضمام إليه". وذكر المقال أن انتصارات اردوغان الانتخابية المتتالية قد زادته عنجهيّة ما أثّر على سياساته الداخلية والخارجية وقال: "يعتقد اردوغان بأن هذه فرصة ذهبية لتطبيق تفسيراته الخاصة للإسلام السياسي". وفيما اعتقد سميح ايديز أن أنقرة قد أخطأت في حساباتها حول قضيتي سوريا ومصر أضاف: "لم ينبس اردوغان وأعضاء حكومته ببنت شفة حول دعم أعضاء المحور "السني" لما وصفه بالانقلاب على مرسي على الرغم من أنه حدث ضد حزب مسلم "سني" بدعم من العلمانيين وغير المسلمين"! وشدد المقال على أن تصور اردوغان وحزبه من أنه ثمة تحالف مسلم سني إقليمي يوافق الاسلوب التركي في بسط الإسلام السياسي هو خطأ قاتل وأردف قائلا: "تركيا اليوم باتت معزولة عن دول المنطقة بعد إدانتها الرسمية للجيش المصري ومطالبتها بعودة مرسي عبر عملية ديمقراطية". وإذ نبه ايديز إلى أنه مضى الزمن الذي كان يُنظر لداود اوغلو فيه كمرشح مثالي لتزعم مساعي مصالحة المصريين فقد أضاف قائلا: "على الرغم من رغبة الإخوان المسلمين على خلفية علاقتهم مع حزب العدالة والتنمية بمشاركة تركيا في حل الأزمة فمن المستبعد أن يقبل المصريون الذين نزلوا إلى الشارع ضد مرسي بتركيا كوسيط أمين". واحتمل المقال أن المصريين باتوا ينظرون لتركيا بزعامة اردوغان كدولة رجعية وتابع: "تركيا التي استاءت منها قوة مسلمة شيعية كإيران بسبب مواقفها ضد سوريا أصبحت اليوم، وبسبب مواقفها من تحولات مصر، محط استياء القوى المسلمة السنية في المنطقة كالسعودية الأمر الذي أضعف تأثير أنقرة في المنطقة أكثر من ذي قبل". ولفت سميح ايديز إلى عدم حصول أي اتصال هاتفي بين داود اوغلو وسعود الفيصل في الآونة الأخيرة موضحا: "لم يعد ثمة موضوع مشترك ليطرح بينهما؛ فعلى الرغم من تفاهم البلدين حول تسليح "المعارضة السورية!" فهناك تباين صارخ في وجهات النظر حول قضايا مهمة كقضية مصر". وفي إشارة لسعي السعودية لتعزيز دورها في الشرق الأوسط قال المحلل: "هل سيدرك اردوغان واوغلو في نهاية المطاف حقيقة أن لقوى الشرق الأوسط المختلفة أجندات قد تتقاطع مع ما يحاك في أنقرة حاليا أو في اسطنبول قبل قرن من الزمن"؟ / 2811/