قدمت ايران لتطوير حقلها الغازي المشترك "فرزاد B" عروضا متنوعة لاستقطاب مشاركة الهند، ومن بين هذه العروض تبديل الغاز المستخرج منه الى غاز مسال في اراضي سلطنة عمان. طهران (فارس) ان ايران وبغية تطوير مشاريعها الكبرى في مجال النفط والغاز بمشاركة الشركات الاجنبية بحاجة الى محادثات تفصيلية فنية واقتصادية وحتى الاخذ بنظر الاعتبار القضايا السياسية نظرا لاجراءات الحظر المفروضة. وتكتسب القضايا السياسية اهمية اكبر خاصة عندما تكون هنالك في المشاريع الثنائية دولة ثالثة مشاركة. حقل "فرزاد B" مشترك بين ايران والسعودية ويعتبر ثاني اكبر حقل غازي مشترك لايران مع الدول الاخرى، وتجري ايرانوالهند محادثات منذ اعوام قدم خلالها كل طرف مقترحات مختلفة بشانها. ونظرا لاهمية تطوير هذا الحقل وكذلك حاجته الى استثمارات كبيرة تصل الى ما بين 4 و 5 مليارات دولار، فقد قدمت ايران مقترحات جيدة للجانب الهندي في مقدمتها اول اتفاق بصورة "شبه مشاركة في الانتاج" او "الحصول على حصة من الانتاج" في تاريخ الصناعة النفطية الايرانية بعد انتصار الثورة الاسلامية. وقد تنوعت المقترحات المعروضة من جانب ايران نظرا لحاجة الهند الجادة الى الطاقة كي يتمكن الجانب الهندي من اختيار ما يناسبه وفقا لحاجته وظروفه. واعلن الجانب الهندي في وسائل الاعلام تلك المقترحات التي كانت مناسبة له اكثر مثل نقل الغاز الى سلطنة عمان وتبديله هنالك الى غاز مسال ومن ثم نقله الى الهند او سائر مناطق العالم. الا ان ايران قدمت عروضا اخرى غير هذه تجعل الاستثمار في حقل "فرزاد بي" اكثر جاذبية بالنسبة للهنود. بناء على ذلك فان ايران مستعدة لنقل الغاز من حقل "فرزاد بي" عبر انبوب السلام الى الهند الا ان البديل الجاد لهذا الطريق هو نقل الغاز عبر البحر. وهنالك ايضا عدة طرق لنقل الغاز عبر البحر احدها انشاء خط انبوب من الخليج الفارسي الى مضيق هرمز وبحر عمان، وبطبيعة الحال فان هنالك حاجة الى اجراء دراسات فنية واقتصادية لازمة لمعرفة من اي نقطة يرد الانبوب الى البحر سواء عن طريق جابهار بندرعباس ام بصورة مباشرة من داخل الحقل البحري. وفيما يتعلق بنقل الغاز الايراني الى الهند عبر البحر هنالك امكانية التخطيط لانتاج الغاز المسال واستخدام الغاز لانتاج الكهرباء والتسويق في منتصف الطريق او دمج عدم اساليب مع بعضها بعضا. ومن اجل تبديل الغاز الى غاز مسال هنالك اسلوبان، الاول انتاج الغازالمسال في ايران والثاني انتاجه في عمان. وبطبيعة الحال تفضل ايران ان يجري الانتاج في الاراضي الايرانية باستثمارات هندية لتحقيق مصالح اخرى ايضا مثل نقل التكنولوجيا وتوفير فرص العمل الى جانب تطوير الحقل وصادرات الغاز ولكن في الوقت ذاته لو كانت هنالك قيود من ناحية التكنولوجيا او قيود حول امكانية انشاء مجمع لانتاج الغاز المسال في ايران فان خيار الاستثمار في سائر الدول مثل عمان موضوع على الطاولة. بناء على ذلك فان المحادثات بين ايران وكونسرتيوم من الشركات النفطية الهندية الكبرى جارية حاليا للتوصل الى اتفاق لتطوير هذا الحقل الغاز المشترك بين ايران والسعودية. ويبلغ احتياطي هذا الحقل 21،68 تريليون قدم مكعب من الغاز من ضمنه 12،8 تريليون قدم مكعب قابل للاستخراج. ومن المقرر في حال تدشين المشروع ان تتضمن المرحلة الاولى استخراج 1،1 مليار قدم مكعب من هذا الحقل الغاز وفي المرحلة الثانية 1،65 مليار قدم مكعب وفي المرحلة الثالثة 2،2 مليار قدم مكعب يوميا. واوردت وسائل الاعلام الهندية بان الاستثمارات للازمة لمراحل الاستخراج من هذا الحقل تبلغ 5،5 مليار دولار ولتطويره وانشاء محطة انتاج ونقل الغاز الطبيعي السائل ما بين 8 و 9 مليار دولار. /2868/