د. عبد العزيز حسين الصويغ بعد توقف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل لما يقارب ثلاثة أعوام ، ومع الفشل المتكرر لكل المحاولات السابقة لإحياء عملية التفاوض، يقود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحركاً سياسياً جديداً لإحياء عملية السلام المتعثرة انتهت بعد جولة من اللقاءات بين مختلف الأطراف السياسية، وأعرب وزير الخارجية الأمريكي عن تفاؤله بقرب جلوس الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مائدة المفاوضات. وقال كيري في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأردني ناصر جودة بالعاصمة الأردنية عمان الأربعاء الماضي (17/07) إن تقدماً حدث في التقريب في وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما تحدث جودة عن "بريق من الأمل" في هذا الإطار، وأنه "من خلال العمل السري والهادئ تمكنا من تقريب وجهات النظر بين الطرفين بعد أن كانت هناك فجوات كبيرة قبل أشهر"، وعبر عن قناعته بأن الجانبين سيجلسان إلى طاولة المفاوضات "في وقت قريب". *** لا أدري عن الأسس الجديدة التي يحتفظ بها وزير الخارجية الأمريكي وزميله الأردني لانطلاق جولة المفاوضات الجديدة بين إسرائيل والفلسطينيين، فرغم تأكيد أعضاء اللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة مبادرة السلام العربية التزام الوفد العربي "بتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط بالتعاون مع الولاياتالمتحدة ومع كافة الأطراف ذات العلاقة"، إلا أن الموقف الإسرائيلي المعلن هو تكرار لنفس المواقف الإسرائيلية السابقة. - بينما يشترط الفلسطينيون تجميداً تاماً للاستيطان لاستئناف المفاوضات على قاعدة حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967, ترفض الحكومة الإسرائيلية هذه القاعدة، وتعلن أنها ستبني مزيداً من الوحدات الاستيطانية في الأراضي المحتلة. - استقبلت إسرائيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي بقيام "اللجنة المحلية للتخطيط والبناء" في إسرائيل بإصدار ترخيص لبناء 16 مبنى استيطانياً جديداً في مستوطنة "نفي يعقوب" شمال مدينة القدس بسعة 165 وحدة استيطانية. - عبر وزير الدفاع المدني الإسرائيلي جلعاد أربدان عن عدم جدوى قيام إسرائيل بتجميد النشاط الاستيطاني الذي طبقه نتنياهو جزئياً عام 2009 ، وأن "تجميد الاستيطان فيما مضى لم ينجح في إطلاق المفاوضات". - من المؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما يقول وزير الدفاع المدني الإسرائيلي، "لن يوافق على حدود 67 التي نعتقد أنها ستكون بمثابة انتحار في حالة وقوع أي صراع مستقبلا". - تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكية وسط غضب إسرائيلي تجاه مبادرة للاتحاد الأوروبي تحظر على أعضائه تمويل مشاريع في المستوطنات اليهودية. واعتبر مسئولون إسرائيليون أن هذا الإجراء يرجح أن يشكل حجر عثرة أمام جهود كيري الدبلوماسية. *** وهكذا وبينما يصور لنا الجانب الأمريكي حدوث اختراق في "الفجوة" التي كانت قائمة بين الطرفين، فإن ما يحدث لا يخرج في رأينا من محاولة أمريكية-إسرائيلية لاستغلال حالة اللااستقرار التي تمر بها المنطقة العربية حيث تعتقد الإدارة الأمريكية أنها مرحلة مناسبة لتسوية القضية الفلسطينية تسوية نهائية وإغلاق ملف الصراع العربي الإسرائيلي .. فكان "السلام الاقتصادي" هو عنوان الطرح الأمريكي الجديد كمقدمة للحل السياسي حيث يتوجب في إطاره إنشاء مشاريع اقتصادية وجلب استثمارات للأراضي الفلسطينية المحتلة عام67، وهي عملية لا تخرج عن كونها رشوة مالية للالتفاف على الثوابت الوطنية. نافذة صغيرة: [[السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مصلحة للمنطقة كلها]] جون كيري - وزير الخارجية الأميركي [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain