حمص التي تتعرض الآن إلى القصف العنيف من قبل النظام السوري ويتعرض أهلها إلى المذابح والتهجيروهي صامدة تعتبرالمدينة الثالثة في سوريا من حيث عدد السكان، بعد دمشق وحلب، تقع على نهر العاصي في منطقة زراعية خصبة هي سهل الغاب، متوسطة البلاد وواصلة المحافظات والمدن الجنوبية بالمحافظات والمدن الساحليّة والشماليّة والشرقية، على بعد حوالى 162 كم من شمال العاصمة دمشق وهي العقدة الأكبر للمواصلات في سوريا بحكم موقعها، وهو ما أكسبها موقعًا تجاريًا فريدًا، وأغناها بالعديد من المرافق الحيوية والصناعية والتجاريّة؛ فضلًا عن ذلك فإن المدينة هي المركز الإداري لمحافظة حمص. ويقول التاريخ إنها كانت مأهولة بالبشر منذ العصر الحجري، وأسسها السلوقيون في القرن الرابع قبل الميلاد، واستطاعت تحت حكم السلالة الحمصية الحفاظ على استقلالها المبني على تحالف مع الإمبراطورية الرومانية وقد شهدت ازدهارًا فنيًا واقتصاديًا وثقافيًا نادرًا طوال حكم السلالة الحمصيّة. عاشت المدينة مراحل متقلبّة، سياسيًا واقتصاديًا خلال تاريخها الطويل، فبينما أولاها الزنكيون والأيوبيون أهمية خاصة، أهمل أمرها المماليك، وتحولت من أكبر مدن سوريا إلى ثلث حجمها مع بداية العهد العثماني؛ وقد شهدت في ظل العثمانيين فترات متعاقبة من الركود والانتعاش حفزه كثرة منتوجاتها الزراعية والصناعيّة والقوافل التجارية المارة بها،