يبرود هي مدينة سورية قديمة قدم التاريخ ما تزال مأهولة وجدت فيها أقدم كهوف عصور ما قبل التاريخ (كمغارة وادي اسكفتا) . تقع مدينة «يبرود» شمال العاصمة «دمشق» بين أحضان «جبال القلمون» المتاخمة لجبال لبنان الشرقية ضمن واد يفصل التقاء الهضبة الثالثة بالهضبة الثانية من سلسلة جبال القلمون ومحاطة من أغلب جهاتها بجبال شاهقة تعلو رؤوسها تيجان صخرية تكاد تنفرد بها جبال «يبرود» وضواحيها ، من أبرز جبالها جبل مارمارون وجبال الجرد الشرقي لسلسلة جبال لبنان الشرقية . تتميز المدينة ببردها القارس في الشتاء وجوها المعتدل صيفا، وأثبتت الدراسات أن الملكة «زنوبيا» كانت تصطاف في المدينة أيام حكمها لمملكة «تدمر». تعتبر «يبرود» من أهم مناطق سكن الإنسان ما قبل التاريخ حيث اكتشفت مغارات طبيعية محفورة في الجبال وفي الأودية المحيطة بالمدينة، وذكر الباحث «ألفرد روست» مكتشف هذه المغارات أن وادي «اسكفتا» أشهر وديان الشرق الأدنى في عصور ما قبل التاريخ . كانت «يبرود» في العهد الروماني مركزا عسكريا ويستدل على ذلك من بقايا أحد الحصون الرومانية التي ما تزال ظاهرة. في العهد الآرامي بني معبد ضخم لعبادة الشمس ، ولا تزال الحجارة الباقية تحمل كتابات ونقوشا تدل على حالته التاريخية السابقة . ابرز معالم المدينة كنيسة «يبرود» وهي من أقدم المعالم الأثرية في سوريا ففي بداية الألف الأولى قبل الميلاد . أصبحت «يبرود» مركزا لإحدى الممالك الآرامية في بلاد الشام وازدهرت هذه المملكة سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، تم في ذلك العهد بناء أكبر وأفخم معابد الشمس في البلاد في وسط المدينة بسعة كبيرة قياسا إلى معابد تلك الأزمنة الغابرة، بحجارة ضخمة منحوتة من الصخر، محاطاً برواق محمول على أعمدة اسطوانية طويلة رشيقة غاية في الجمال والإبداع. وفي يبرود مسجد وجامع الخضر الذي لم يتبق منه سوى مئذنته القديمة. كانت يبرود حتى الثمانينات من القرن الماضي تعتبر مدينة زراعية يعتمد أهلها على الزراعة المروية بالبعل (المطر). وشهدت نهضة صناعية وعمرانية وسياحية وتجارية ضخمة منذ نهاية الثمانينيات في القرن الماضي حولتها من بلدة صغيرة إلى مدينة تعتبر ثاني أكبر المدن الصناعية في سوريا حسب إحصاءات وزارة الصناعة السورية وإتحاد غرف التجارة السورية.